مدني علاقي: سيرة الوفاء ومسيرة العطاء

أهداني أستاذ الأجيال، أخي وصديقي صاحب المعالي المقرونة بكريم الأخلاق وجميل الصفات أ.د. مدني عبد القادر علاقي، مؤلفه الذي روى لنا بقلمه المبدع صفحات لا نعرف بعضها عن سيرته ومسيرة حياته، واستوقفتني مقدمة الكتاب التي صاغها باحترافية ورقي وجمال صنعه فكراً وأسلوباً وأناقة وواقعية، ثم أبحرت مع ذكرياته الموثقة بخلفيته التي عرفناه بها والتي تتميز بالصدق والشفافية. مدني عبدالقادر علاقي الإنسان الرائع الذي عرفته في سكن جامعة الملك عبدالعزيز منذ انتقالي إليه في عام 1405 وكان وقتها عميداً لكلية الاقتصاد والإدارة، كنت وقتها محاضراً مغموراً بجامعة الملك عبد العزيز، وفاجأني بدعوته لي لتناول طعام العشاء في بيته مع جمعته المتميزة من جيران السكن الذين كانوا أساتذة في الجامعة يشار إليهم بالبنان، فكانت لفتة كريمة من الإنسان مدني علاقي الذي عرفته عميداً ثم أستاذاً ثم وكيلاً للجامعة للدراسات العليا ثم تم اختياره وزير دولة وعضواً في مجلس الوزراء لمدة ثماني سنوات، لكنه لم تغيره المناصب ولا الألقاب، وظل كما عرفته لطيف المعشر، كريم البذل، أنيس المجالس، جمَّ التواضع، وفياً لمن أحبوه كما عرفوه. وكنا نلتقي في منزلي المتواضع مع أحبة لي أكرموني بتفضلهم علي وهم أبي الروحي وسيدي رضا عبيد، والمغفور له بإذن الله غازي مدني، ومدني علاقي وفؤاد غزالي وسهيل قاضي ووليد أبو الفرج، وكانوا كلهم يشغلون أعلى الرتب الوظيفية، وكذلك إخواني عبدالوهاب بغدادي والمرحومان هشام عباس وصالح توفيق وياسر جمال وأحمد كنسارة وعبد الرحيم كنسارة وأخي اللواء علي حباب الذي تقاعد فيما بعد. وبرغم مشاغلهم الوظيفية الهامة كنت لا أجد صعوبة في تحديد اليوم الذي نجتمع فيه لأن حبهم وذوقهم ورغبتهم في اللقاء كانت تمحو صعوبة التنسيق، وكان يحضر جَمعتنا مؤخراً إخواني الكرام سيدي عبدالاله باناجة يرحمه الله ومحمد علي العقلا وأخي الكريم عماد المهيدب وفراس ناصر.

هذه الكوكبة من الأصدقاء جعلتني أشعر بأنني مليونير بحبهم وذوقهم، ولما انتقل سيدي غازي مدني إلى رحمة الله ندرتْ اجتماعاتُنا، ولكن معالي د. مدني لم ينقطع عني أبداً ويكفيني فخراً أنهم كانوا على رأس الحضور في حفل تقاعدي عام 1431هـ. وقد أخبرني معالي أخي أ.د. مدني علاقي أنه سيكتب عني في كتابه سيرة ومسيرة لكني لم أتوقع أبداً أبداً أن يكرمني وأكون من ضمن أصدقائه الذين ذكرهم. كنت أكتب في جريدة المدينة بعنوان تحية إكبار وإجلال عن رجال أعتز بهم لما قدموه لوطنهم، ولم أكتب حرفاً واحداً عن معالي أ. د. مدني علاقي وفوجئت حقاً باختياره لي ممن كتب عنهم في مسيرته الحافلة بالعصامية والصدق.


سيدي ابا سامي.. أكرمتني بذوق كلامك وروعة مشاعرك التي أعطتني أكثر مما أستحق لكنني شعرت بأني فعلاً مليونير بصداقتي معك، ولأن حبي وتقديري لك فوق مستوى الكلام، قررت أن أسكت والسلام.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح