معدنك ..!!

إن شخصية الإنسان تبنى وتقُرن من بداية التنشئة حتى تتكون وتخرج للعلن بشكل ظاهر، تحمل معها مكتسبات ومقدرات فكرية، تشير الى المعدن الحقيقي لهذه الشخصية وكيفية الاعتماد عليها والتعامل معها.

المعدن الحقيقي لشخصية الإنسان، لا يمكن أن يُميَّز بسهولة ويسر، بل قد يحتاج الى سنوات عدة وأيضاً إلى مواقف عدة حتى يمكننا أن نتعرف على معدن الشخص الذي تصاحبه أو حتى تتعامل معه في كل حال، نعم إن المواقف الحياتية هي من يظهر المعدن الحقيقي لكل شخصية، ولأن غالبية المعادن تكون صلبة فلذلك اقترنت بالشخصيات الانسانية ومدى قوة صبرها وتحملها ودعمها لمن حولها، فكان منها ما هو الأعلى والأصيل وأيضاً منها الرديء، والناس بين هذا وذاك، والحياة ومواقفها تظهرنا على حقيقتنا مهما حاولنا إظهار عكس ذلك.


صدقاً بأن جوهر الإنسان ومعدنه لا يمكن أن يتغير بسهولة ولكن يمكن أن يصقل ويتلمع ويتطور من خلال العوامل الزمنية والخبرات والتجارب التي يمر بها، فهناك فرق كبير بين الذهب والصفيح وكذلك الشخصيات الإنسانية وسلوكياتها لا تتساوى أبداً، وكلما اقتربت من هذه الشخصيات اتضح لك معدنها الحقيقي بشكل متجرد، وبعد ذلك أنت في موقع الاختيار من التعامل معها أو الابتعاد الكافي عنها.

عندما نريد معرفة معادن الأشخاص، نكتفي أحياناً بالسؤال عن أخلاقهم أو عبادتهم، فنأخذهم بحسن الظن ثم نفاجأ بأخلاق غير التي سمعناها، وربما تستأمن من هو غير أهل للأمانة، لمجرد أن شكر أحدهم في شخص ما، وبعضنا قد يستعجل في الإجابة عن شخص ما، بأن يقول إنه يعرفه، ويزَكّيه ويُثني عليه، ويشهد له لأنه جاره أو قريبه أو صديقه، بينما يكون هو أيضاً لا يدري حقيقة هذا الشخص.


الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يفعل لمعرفة معدن الناس من خلال سؤاله:

• أن يكون جارك فتعرف عنه الكثير وعن أخلاقه وتصرفاته وسمعته عن قرب.

• أن تكون تعاملت معه بالمال، من خلال التجارة أو العمل حتى تستدل على مدى ورع نفسه وكرمها أو مدى شحها وبخلها.

• أن تكون صاحبته في سفر، ومكثت معه لفترة، فيتبين لك مدى أخلاقه وتعامله مع الآخرين وحسن العشرة من عدمها.

المواقف والصحبة هما خير دليل على بيان معدنك الذي لا يتغير أبداً مهما يحدث ولا يمكن لأي عوامل أن تتحكم في قيمه ومبادئه التي كلما طال عليها الزمن أصبحت ذات قيمة وثمن لا تقدر بأي مال وهي الكنز الحقيقي للعلاقة الشخصية مع الآخرين التي سوف يظل الجميع يبحث عنها ويحتفظ بها.

«من يكن ماهراً في لبس الأقنعة المتعددة، سوف يأتي يوم ينسى فيه وجهه الحقيقي».

أخبار ذات صلة

قراءة متأنية لرواية «رحلة الدم» لإبراهيم عيسى (3)
لماذا إسبانيا؟!
الموانئ والجاذبية في الاستثمار
احذروا ديوانيَّة الإفتاء!!
;
قصة عملية مياه بيضاء..!!
منتجات المناسبات الوطنية!
القيادة.. ودورها في تمكين المرأة للتنمية الوطنية
الرُهاب الفكري!
;
(1) رجب.. ووهم فجوة الأجيال
علماء ساهموا في بناء الحضارة الإنسانية
في ذكرى اليوم الوطني الرابع والتسعين
رسالة نافذة
;
صهــــرجة
النافذة المكسورة!!
التنمية.. والسياحة
مبادرة سعودية رائدة.. تُعزز القطاع غير الربحي