بيعوا السقف!
تاريخ النشر: 28 ديسمبر 2020 00:22 KSA
بحسب منظمة العمل الدولية، فقبل جائحة فيروس «كورونا»، كان نحو أربعة مليارات شخص يفتقرون إلى الحماية الاجتماعية، كما يقدّر البنك الدولي في تقريرٍ حديث أن الجائحة الحالية تركت نحو 2.7 مليار شخص إضافي بدون أي نوعٍ من الحماية الاجتماعية، وبذلك تكون جائحة «كورونا» قد عمّقت الفجوة بين الأغنياء والفقراء في العالم. فمثلًا، يمتلك (37) مليارديرًا فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، القدْر نفسه من الثروة التي يمتلكها النصفُ الأفقر من السّكان البالغين، وبحسب تقريرٍ لمنظمة (أوكسفام) يملك أصحاب المليارات في العالم وعددهم (2.153) شخصًا فقط، ثروةً تفوق ما يملكه 4.6 مليار إنسان، أي (60%) من سكّان العالم، وأن الوباء يُمكن أن يدفع بنحو (45) مليون شخص في منطقة الشرقِ الأوسط وشمال إفريقيا إلى براثن الفقر، بينما يجني الأغنياء أكثر من (63) مليون دولار أمريكي يوميًا، كما أكّدت المنظمة أنه من بين (16) مليون عاملٍ غير رسمي في الشرق الأوسط، سيتأثر (89%) منهم بالوباء، ولن يتمتّعوا بأي حماية اجتماعية (قناة العربية، 15 ديسمبر 2020).
وتشير دراسات إلى الأثر السلبي الصحي الذي يسببه «الفقر»، فمثلًا، ينام الفقراء عدد ساعاتٍ أقل يوميًا مقارنة بالأغنياء، إذ يبدو أن المعاناةَ من الفقر ترتبط بمواجهة الأضرار النفسية والعُضوية للحرمان المزمن من النوم، فضلًا عن أن الفقر مرتبط بارتفاع نسبة إدمان تدخين السجائر وخطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
من المهمّ الاعتراف بأن الحالة الاقتصادية ومستوى الرفاهية المادّية الفردية والجماعية مؤثّران أساسيّان في أخلاق وسلوكيات الأفراد والشعوب، وبتغيير ظروف الناس الاجتماعية وتحسين مستويات معايشهم، فإن أخلاقهم تتحسّن وسلوكيّاتهم تتغيّر. يقول المفكّر الأمريكي توماس بين: إن الفقر ليتحدّى كلّ فضيلة وسلام، لأنه يورث صاحبه درجةً من الانحطاط والتذمّر تكتسحُ أمامها كلّ شيء، ولا يبقى قائمًا غير هذا المبدأ: كُن، أو لا تكُن». ويقول الدكتور أحمد خالد توفيق: «الحقيقة يا سادة هي أنّ الفقراء في عالمنا هذا هم مصدرُ الثراء الأساسيّ للأغنياء، إنّهم يدفعون أكثر، ويُعانون أكثر، ويموتون بلا ضوضاء»!.
إنّ محاولة تمرير الفقر على أنه فضيلة، من أقبحِ ما يلجأ إليه بعضُهم لتبـريرِ الظُّلم الطّبقي والفسادِ الاجتماعي والإداري. يقول الشيخ محمّد الغزالي: «الفقرُ فضيلةٌ سخيفة، لا يدعو إليها إلا رجلٌ سخيف»، كما يُحكي عن اللاعب الرّاحل (دييغو مارادونا) أنّه قال: «ذهبتُ للفاتيكان، فرأيتُ سقف الذّهب، وسمعتُ «البابا» يتحدّث عن دعم الأطفال الفقراء.. تبًا للجحيم، بيعوا السقف»!.
وتشير دراسات إلى الأثر السلبي الصحي الذي يسببه «الفقر»، فمثلًا، ينام الفقراء عدد ساعاتٍ أقل يوميًا مقارنة بالأغنياء، إذ يبدو أن المعاناةَ من الفقر ترتبط بمواجهة الأضرار النفسية والعُضوية للحرمان المزمن من النوم، فضلًا عن أن الفقر مرتبط بارتفاع نسبة إدمان تدخين السجائر وخطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
من المهمّ الاعتراف بأن الحالة الاقتصادية ومستوى الرفاهية المادّية الفردية والجماعية مؤثّران أساسيّان في أخلاق وسلوكيات الأفراد والشعوب، وبتغيير ظروف الناس الاجتماعية وتحسين مستويات معايشهم، فإن أخلاقهم تتحسّن وسلوكيّاتهم تتغيّر. يقول المفكّر الأمريكي توماس بين: إن الفقر ليتحدّى كلّ فضيلة وسلام، لأنه يورث صاحبه درجةً من الانحطاط والتذمّر تكتسحُ أمامها كلّ شيء، ولا يبقى قائمًا غير هذا المبدأ: كُن، أو لا تكُن». ويقول الدكتور أحمد خالد توفيق: «الحقيقة يا سادة هي أنّ الفقراء في عالمنا هذا هم مصدرُ الثراء الأساسيّ للأغنياء، إنّهم يدفعون أكثر، ويُعانون أكثر، ويموتون بلا ضوضاء»!.
إنّ محاولة تمرير الفقر على أنه فضيلة، من أقبحِ ما يلجأ إليه بعضُهم لتبـريرِ الظُّلم الطّبقي والفسادِ الاجتماعي والإداري. يقول الشيخ محمّد الغزالي: «الفقرُ فضيلةٌ سخيفة، لا يدعو إليها إلا رجلٌ سخيف»، كما يُحكي عن اللاعب الرّاحل (دييغو مارادونا) أنّه قال: «ذهبتُ للفاتيكان، فرأيتُ سقف الذّهب، وسمعتُ «البابا» يتحدّث عن دعم الأطفال الفقراء.. تبًا للجحيم، بيعوا السقف»!.