رئيسة منظمة الأدب الإلكتروني وحوار حول مشروع حفظ النص الرقمي

كلفني الزملاء أعضاء اللجنة التأسيسية لمشروع (حفظ النص الأدبي الرقمي على مواقع التواصل الاجتماعي)، ذلك الذي تقدم بمبادرته البروفيسور عبدالرحمن المحسني، ووافق نادي جدة الأدبي على تبنيه منذ العام 2019، ببدء حوار مفتوح مع البروفيسورة ديني قريقار، رئيسة منظمة الأدب الإلكتروني العالمية، ومديرة برنامج الإعلام الإبداعي والثقافة الرقمية في جامعة ولاية واشنطن فانكوفر (WSU)، سعياً إلى الاستفادة من خبرتها الطويلة في هذا المجال.

وبعد أن أرسلت لها الملف التعريفي الذي يضم رؤية المشروع ورسالته وأهدافه التي يمكن تلخيصها في (حماية النص الرقمي الأدبي العربي المعاصر وحفظه بطرائق الأرشفة الإلكترونية المتطورة، وتكوين مرجعية إلكترونية للباحثين؛ للاطلاع على النصّ الرقميّ العربيّ المعاصر ودراسته، وجعله متاحاً بصورته الحالية للأجيال القادمة)، وكما كان متوقعاً، رأت الحائزة على جائزة الرابطة الدولية للإعلام الرقمي والفنون، أنه مشروع عصري وضروري، لكنها أكدت أن عملاً كثيراً ينتظر المشروع.


وقد أشارت قريقار إلى عدة تجارب سابقة بدأتها منذ وقت مبكر، في التعامل مع التقنية، وقالت: «في مختبري، نحفظ محتويات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا بعدة طرق كأن نقوم بعمل لقطات شاشة للتغريدات (screen captures)، ونستخدمها، أو نرفقها، أو نضمنها (أي اللقطات)، حيثما نريد، ومتى نحتاج، كما أننا نضعها في مشروعنا السنوي (Rebooting E-lit- إحياء الأدب الإلكتروني)، وهو كتاب مفتوح المصدر (Open source)، متعدد الوسائط أنشأناه على منصة Scalar». الكتاب المشار إليه، كتاب تفاعلي متوفر للجميع، يهدف إلى إعادة وإبقاء الأدب الإلكتروني حياً، ويتضمن دراسات، وأعمالاً أدبية إلكترونية/تفاعلية، نشرت على وسائط قديمة (فلوبي، سي دي، هارديسك، مواقع، منصات إعلام جديد...)، ويمكن دوماً تغذيته وتطويره. وأضافت قريقار أنهم يحصدون التغريدات المستهدفة من موقع تويتر، باستخدام علامات التصنيف والهاشتاقات التي وضعوها، مشيرة إلى أن معظم مواقع التواصل الاجتماعي تسمح لهم باستيراد الملفات من المنصة.

وقد أعربت لخبيرة الأدب الرقمي عن قلقي من جدوى المشروع وإمكانيته، وحجم التحديات التي تواجه مشروعاً مثل هذا، لكنها أكدت أهمية المسعى، وإيمانها بالفكرة منذ عقود، ولا تزال جهودها، وجهود فريق عملها مستمرة في هذا السياق. وبعد أن سألتني عن استراتيجية العمل في مشروعنا، وكيفية اصطياد النصوص، والمعايير وأدوات التصفية المعتمدة لجمع البيانات التي تتناسب ومعايير فريق العمل، أشارت علي بالنظر إلى مشروع مؤسسة (Smithsonian سميثسونيان) التي تعدّ أكبر متحف ومجمّع تعليمي وبحثي في العالم، ومحاولتهم حفظ تغريدات تويتر وأرشفتها. وهو مشروع ضخم استمر لفترة، لكنّ حجم المعلومات وطول التغريدات (المحفوظة) كان أكبر من قدرة المشروع على الاستمرار، ما أدى إلى تراجع المسؤولين عن فكرة حفظ المحتوى كاملاً، والاكتفاء بحفظ وأرشفة التغريدات التي تحمل قيمة تاريخية.


ديني قريقار أنهت حوارها معي بعبارة مكتنزة المعنى، حين قالت إن عماد الأمر ومفتاح كل هذه المساعي هو الحفاظ على ثقافتنا الأدبية من خلال الحفاظ على وسائل التواصل الاجتماعي التي تعمل باعتبارها منصاتٍ للتعبير الإنساني الحر.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض