عيون أمي ..!!

في حضرة طبيب العيون الدكتور توفيق محمد التيسي في مستشفى السقاف للعيون جلست أمي أمام جهاز فحص البصر وكنت أقف خلفه، فكانت الدمعة على عيون أمي التي سهرت من أجلنا وبكت من أجلنا وتعذبت من أجلنا وعانت كثيراً في زمن لم يكن سهلاً أبداً بل كان هو الصعب والتعب يوم كانت يدها، هي التي تكنس ويدها التي تغسل ويدها التي تخبز ويدها التي تحملنا صغاراً إلى عالم الحياة التي كنا نراها صغاراً جميلة جداً رغم أنف التعب، ورائعة بوجود أمي الحبيبة التي علمتنا كيف نصنع من العدم نغماً ومن الألم فرحاً ومن الغياب حضوراً ومن الصبر قصوراً، أمي التي بالفعل كانت وسوف تبقى هي أجمل أم وأنبل أم وأعز علينا من حياتنا، أمي التي كبرت وضاع عمرها كله في تربيتنا وتعنَّت كثيراً وهي تعنى بنا حتى أن عيونها جف ماؤها ونضب، وهي تحتاج اليوم إلى تدخل جراحي لتبصر من جديد وترى الأشياء بوضوح. حفظ الله أمي الأميرة والوزيرة والأولى والأخيرة التي علَّمتني كيف أكتب لكم هذا الحب في جمل قصيرة!!.

يارب إن هذه العيون اليوم هي عيون الكون في روحي وعيون الحياة في قلبي المملوء بتفاصيل صغيرة كبيرة طويلة قصيرة وحكايات طفل يرى في عيون أمه كل شيء بوضوح ويتذكر لها جميل صبرها علينا، حفظها الله من كل شر وأبقاها في عالمي (نون وعيون) تبصرني وتلفني بالحرص وتحيطني بالعناية والرعاية لتبقى هي أمي وأبقى أنا في عيونها الرجل الذي تراه طفلاً وتخشى عليه حتى من نفسه.


(خاتمة الهمزة).. قارئاتي وقرائي.. اعذروني على هذا الخروج المؤقت فإنها أمي التي تحتاجني وأحتاج منكم دعواتكم لها بالشفاء والسلامة.. وهي خاتمتي ودمتم.

أخبار ذات صلة

شاهد على جريمة اغتيال!!
الأمن الغذائي ومطلب الاكتفاء
التطوع الذكي واستغلال المتطوعين!
إضافات بعض الوعاظ بين الحقائق والخرافات!
;
غدير البنات
السعودية الخضراء
حتى أنت يا بروتوس؟!
حراك شبابي ثقافي لافت.. وآخر خافت!
;
الأجيال السعودية.. من العصامية إلى التقنية الرقمية
فن الإقناع.. والتواصل الإنساني
عن الاحتراق الوظيفي!
سقطات الكلام.. وزلات اللسان
;
القطار.. في مدينة الجمال
يومان في باريس نجد
فن صناعة المحتوى الإعلامي
الإدارة بالثبات