النضج: صفة أم مهارة؟!
تاريخ النشر: 17 مارس 2021 00:17 KSA
· خلال السنوات الأخيرة قفز مصطلح (النضج) ليصبح حاضراً بقوة في أدبيات التنمية البشرية، عرّف الكثيرون النضج وميّزوه عن التجربة والخبرة، لكن أحداً لم يقل لنا: هل النضج موهبة فطرية تُبنى على صفات عقلية ونفسية معينة وتحتاج لسلسلة من التجارب والخبرات، أم أنه مهارة يمكن اكتسابها وتطويرها من خلال ممارسات معينة؟. الإجابة في رأيي تشمل الاثنين معاً، فلا بد للنضج الإنساني من مواصفات عقلية ونفسية تؤسس لظهوره، كما أنه مهارة يمكن تطويرها من خلال بعض الممارسات التي سأسرد اليوم أهم أربعة منها:
1. التأمل الذاتي: عندما لا تسير أمورنا بالشكل الذي نريد تكون ردة فعلنا في الغالب هي الغضب أو الخوف، وربما الهروب من الموقف، بينما نشعر بالفخر وأحياناً الغطرسة إن جاءت النتائج في مصلحتنا!. لاحظ أننا في كلتا الحالتين، نميل إلى تنحية التفكير العقلاني، وإعطاء الفرصة لعواطفنا كي تتولى القيادة، وهذه إحدى أكبر علل الجنس البشري.. يتسم الناضجون بالتأمل العميق قبل معظم تصرفاتهم.. كثّف من تأملك، وكن منصفاً متجرداً ونزيهاً مع نفسك فهذا من شأنه أن يعينك على اكتشاف نقاط ضعفك وأخطائك ونواقصك، ومساعدة عقلك على الحكم بشكل صحيح.
2. الانضباط الذاتي: يتطلب الانضباط مستوى عالياً من القوة للتأقلم مع كل ما يجب عليك فعله دون ضغط من أحد، لهذا يفشل الكثيرون في اكتساب هذه المهارة المهمة.. عندما تستيقظ في السادسة مكرهاً لأن رئيسك هدد بعقاب المتأخرين، فهذا ليس انضباطاً؛ بل استجابة للتهديد.. الانضباط هو أن تفعل ذلك بإرادتك وبارتياح ورغبة في التميز.. الأشخاص غير الناضجين لا يحبون الانضباط لأنهم يفتقرون إلى الإرادة للقيام بالعمل الشاق الذي يتطلبه التميز.. كأطفال كنا نعتمد على آبائنا لفرض الانضباط الذاتي.. وكأشخاص ناضجين يجب فرض هذا الانضباط من دواخلنا، إنها مهارة يصعب صقلها، وتتطلب الاعتراف بأن الأشياء المميزة لا تأتي بسهولة.
3. الشك الذاتي: يمتلك الأشخاص غير الناضجين ثقة مطلقة ومستفزة في صحة معتقداتهم، وأحكامهم وقدراتهم الشخصية.. تبدو هذه الشخصيات مضحكة حين تعتقد أنها أكبر من أن تخطئ ومن أن تراجع نفسها، بينما يرى الناضجون أن كل شيء قابل لاحتمالية الخطأ والصواب.. النضج يستدعي تعويد العقل على الإحساس بالانفتاح والتسامح الفكري الذي لا يأنف قبول مبدأ الشك والمراجعة وعدم المكابرة.
4. ضبط النفس الذاتي: تبدو مهارة التحكم في الانفعالات وردود الأفعال وكأنها الأجدر بتصدر القائمة، خصوصاً وهي تكاد تختفي من أعرافنا الاجتماعية والثقافية.. يتملكك الأسف وأنت تشاهد شخصيات عامة تسقط في آبار العنصرية والكراهية، و الإرهاب والكلام الساقط.. وطّن نفسك على الترفع عن الغرائز الحيوانية، فالناضجون هم من يستطيعون السيطرة على دوافعهم وانفعالاتهم وردود أفعالهم حتى وهم في قمة غضبهم.
· أخيراً: لا تعتقد أن مجرد معرفتك لهذه المهارات سيجعل منك شخصاً ناضجاً، فقراءتك لكل كتب السباحة لا تمنع غرقك في شبر ماء.. النضج مفهوم عملي يعني مهارة إعمال العقل، وتحكيمه في سلوكنا، وأبسط متطلبات الانضمام لنادي الناضجين هي أن نكون قادرين على تحمل المسؤولية فعلاً عن أفعالنا وأحكامنا وإخفاقاتنا، وأن نظهر التعاطف والعدالة حتى مع من يختلفون معنا في الآراء والمعتقدات.. النضج يعني أن نفكر ونتعلم ونعمل بهدف أن نصبح بشراً أفضل.
1. التأمل الذاتي: عندما لا تسير أمورنا بالشكل الذي نريد تكون ردة فعلنا في الغالب هي الغضب أو الخوف، وربما الهروب من الموقف، بينما نشعر بالفخر وأحياناً الغطرسة إن جاءت النتائج في مصلحتنا!. لاحظ أننا في كلتا الحالتين، نميل إلى تنحية التفكير العقلاني، وإعطاء الفرصة لعواطفنا كي تتولى القيادة، وهذه إحدى أكبر علل الجنس البشري.. يتسم الناضجون بالتأمل العميق قبل معظم تصرفاتهم.. كثّف من تأملك، وكن منصفاً متجرداً ونزيهاً مع نفسك فهذا من شأنه أن يعينك على اكتشاف نقاط ضعفك وأخطائك ونواقصك، ومساعدة عقلك على الحكم بشكل صحيح.
2. الانضباط الذاتي: يتطلب الانضباط مستوى عالياً من القوة للتأقلم مع كل ما يجب عليك فعله دون ضغط من أحد، لهذا يفشل الكثيرون في اكتساب هذه المهارة المهمة.. عندما تستيقظ في السادسة مكرهاً لأن رئيسك هدد بعقاب المتأخرين، فهذا ليس انضباطاً؛ بل استجابة للتهديد.. الانضباط هو أن تفعل ذلك بإرادتك وبارتياح ورغبة في التميز.. الأشخاص غير الناضجين لا يحبون الانضباط لأنهم يفتقرون إلى الإرادة للقيام بالعمل الشاق الذي يتطلبه التميز.. كأطفال كنا نعتمد على آبائنا لفرض الانضباط الذاتي.. وكأشخاص ناضجين يجب فرض هذا الانضباط من دواخلنا، إنها مهارة يصعب صقلها، وتتطلب الاعتراف بأن الأشياء المميزة لا تأتي بسهولة.
3. الشك الذاتي: يمتلك الأشخاص غير الناضجين ثقة مطلقة ومستفزة في صحة معتقداتهم، وأحكامهم وقدراتهم الشخصية.. تبدو هذه الشخصيات مضحكة حين تعتقد أنها أكبر من أن تخطئ ومن أن تراجع نفسها، بينما يرى الناضجون أن كل شيء قابل لاحتمالية الخطأ والصواب.. النضج يستدعي تعويد العقل على الإحساس بالانفتاح والتسامح الفكري الذي لا يأنف قبول مبدأ الشك والمراجعة وعدم المكابرة.
4. ضبط النفس الذاتي: تبدو مهارة التحكم في الانفعالات وردود الأفعال وكأنها الأجدر بتصدر القائمة، خصوصاً وهي تكاد تختفي من أعرافنا الاجتماعية والثقافية.. يتملكك الأسف وأنت تشاهد شخصيات عامة تسقط في آبار العنصرية والكراهية، و الإرهاب والكلام الساقط.. وطّن نفسك على الترفع عن الغرائز الحيوانية، فالناضجون هم من يستطيعون السيطرة على دوافعهم وانفعالاتهم وردود أفعالهم حتى وهم في قمة غضبهم.
· أخيراً: لا تعتقد أن مجرد معرفتك لهذه المهارات سيجعل منك شخصاً ناضجاً، فقراءتك لكل كتب السباحة لا تمنع غرقك في شبر ماء.. النضج مفهوم عملي يعني مهارة إعمال العقل، وتحكيمه في سلوكنا، وأبسط متطلبات الانضمام لنادي الناضجين هي أن نكون قادرين على تحمل المسؤولية فعلاً عن أفعالنا وأحكامنا وإخفاقاتنا، وأن نظهر التعاطف والعدالة حتى مع من يختلفون معنا في الآراء والمعتقدات.. النضج يعني أن نفكر ونتعلم ونعمل بهدف أن نصبح بشراً أفضل.