بشائر الخير بقدوم شعبان.. ونيوم!
تاريخ النشر: 19 مارس 2021 00:13 KSA
وحلَّ الشهر الحرام؛ شهر شعبان مؤذنًا بقرب دخول شهر رمضان المبارك.
أبناء جيلي المتقدِّمون في العمر، يستعيدون اليوم بالذاكرة أيَّام طفولتهم.. كنت في مقتبل العمر، وكانت جدَّتي -يرحمها الله- تترقَّب دخول شهر شعبان بفارغ الصبر، وتستقبل أوَّل أيَّامه بهمَّة ونشاط غير معهودين.. تستنفر كلَّ من في البيت من البالغين، والصغار للمساعدة في حملة ترميم البيت وصيانته من بابه إلى محرابه.. أي من بابه إلى الطيرمة على السطح.. نتعاون معًا بترفيع ما في القاعة والديوان من أثاث.. نبدأ نحن الصغار بجلب الماء من البئر، وتتناول الأخوات ما في الجردل من ماء، تدلقه فوق الأرضيَّة الحجر بعد رشِّها بسوائل المنظِّفات.. تبدأ الجدَّة بفرك الأرضيَّة بالمكنسة، وتقضي على ما لصق بها من أتربة.. وننتقل معها إلى المطبخ لتنظيف القدور والصحون وأدوات إعداد الشاهي والقهوة، مع وقفة في المخزن تتفقَّد فيها الجَّدة ما بقي في جراره وعلبه وصناديقه وعلى الأرفف من أرزاق.. تجردها، وتطلب من أحدنا تسجيل كمِّياتها في قائمة الطلبات.. ومقابل كلِّ صنف، تسجيل ما يتوجَّب شراؤه من مواد غذائيَّة لتعويض الناقص، وشراء ما انتهت مدَّته الافتراضيَّة من المواد الغذائيَّة.
من المقعد، تتقدمنا إلى بيت البير، وبيت الدرج، ومن ثمَّ إلى الدقيسي وغرفه، فالطابق العلوي حيث مجلس العائلة وغرف النوم يجري عليها جميعها ما جرى على القاعة والديوان من ترفيع الأثاث وتنظيف الأرضيَّة، مع تجديد طلاء الجدران بالنورة، ومن ثمَّ إعادة قطع الأثاث إلى مكانها بعد التأكُّد من صلاحيَّتها.. وإذا ما كانت بعض المراتب والمساند بحاجة إلى صيانة، ترسل فورًا إلى المعلم أبو الخير، شيخ القطانة لإصلاحها.. وبعد إتمام ما لا بد من اتمامه، تبخِّر الجدَّة الغرف، وملحقات المنزل، وهي تتمتم وردها من آيات قرآنيَّة ودعوات بأن يمكِّن الله الجميع من شهر رمضان، وصيام أيَّامه، وإحياء لياليه، وأن يتقبّله من الجميع ويعيده علينا وعليهم مرَّات عديدة مديدة بالسعادة والهناء.. حالتنا تلك في بيت العائلة، كانت حال الجميع في مدينتنا المنوَّرة وفي باقي مدن المملكة وقراها.
اليوم، وقد أزيل العديد من بيوتنا التراثيَّة التي ولدنا فيها، وانتقل معظمنا إلى السكن في الشقق الإسمنتيَّة، وغاب عن الكثيرين منّا فرح مهرجان الاستعداد لدخول شهر رمضان الذي كنَّا ننتظره بشغف وحبِّ، ونحن في مقتبل العمر، مكتفين اليوم بما تعلنه الفضائيَّات العربيَّة عن برامجها خلال شهر رمضان لتشويق مدمني الشاشة الفضيَّة الذين زادهم حجر الكورونا في منازلهم قرابة العام حتَّى الآن إدمانًا على الشاشة الفضائيَّة لمتابعة ما ستعرضه من جديد البرامج والمسلسلات خلال الشهر المبارك.. ولكلِّ جديد فرحة حتَّى ولو كان ترميمًا وصيانة.
بلدنا، بلد الحرمين الشريفين قد قاربت القرن من العمر المديد السعيد بعون الله، تمرُّ في طريقها مع تنمية 2030 بحملة ترميم وصيانة لما هي عليه، وبناء العديد من مرافق الحياة العصريَّة، وتحديث المدن والقرى وفق أفضل معايير السلامة وضمان العيش الكريم.. وكما كنَّا نتطلَّع إلى مدافع عيد الفطر لارتداء الكسوة الجديدة، نتطلَّع اليوم للتعرُّف إلى كلِّ ما تمَّ إنجازه وفقًا لتنمية 2020، وما هو قيد الإنجاز، وكثيرون منَّا ينتظرون رحيل الكورونا كي يزوروا مدينة نيوم العصريَّة، ويتمتَّعوا بطقسها الجميل وبحرها الساحر ومعالمها التي شُيِّدت وفق أحدث ما في هندسة المدن وبنائها من مبتكرات.. إنَّها في قلب قارَّات العالم، وقبلة عشَّاق السياحة والرياضة والآثار.
أبناء جيلي المتقدِّمون في العمر، يستعيدون اليوم بالذاكرة أيَّام طفولتهم.. كنت في مقتبل العمر، وكانت جدَّتي -يرحمها الله- تترقَّب دخول شهر شعبان بفارغ الصبر، وتستقبل أوَّل أيَّامه بهمَّة ونشاط غير معهودين.. تستنفر كلَّ من في البيت من البالغين، والصغار للمساعدة في حملة ترميم البيت وصيانته من بابه إلى محرابه.. أي من بابه إلى الطيرمة على السطح.. نتعاون معًا بترفيع ما في القاعة والديوان من أثاث.. نبدأ نحن الصغار بجلب الماء من البئر، وتتناول الأخوات ما في الجردل من ماء، تدلقه فوق الأرضيَّة الحجر بعد رشِّها بسوائل المنظِّفات.. تبدأ الجدَّة بفرك الأرضيَّة بالمكنسة، وتقضي على ما لصق بها من أتربة.. وننتقل معها إلى المطبخ لتنظيف القدور والصحون وأدوات إعداد الشاهي والقهوة، مع وقفة في المخزن تتفقَّد فيها الجَّدة ما بقي في جراره وعلبه وصناديقه وعلى الأرفف من أرزاق.. تجردها، وتطلب من أحدنا تسجيل كمِّياتها في قائمة الطلبات.. ومقابل كلِّ صنف، تسجيل ما يتوجَّب شراؤه من مواد غذائيَّة لتعويض الناقص، وشراء ما انتهت مدَّته الافتراضيَّة من المواد الغذائيَّة.
من المقعد، تتقدمنا إلى بيت البير، وبيت الدرج، ومن ثمَّ إلى الدقيسي وغرفه، فالطابق العلوي حيث مجلس العائلة وغرف النوم يجري عليها جميعها ما جرى على القاعة والديوان من ترفيع الأثاث وتنظيف الأرضيَّة، مع تجديد طلاء الجدران بالنورة، ومن ثمَّ إعادة قطع الأثاث إلى مكانها بعد التأكُّد من صلاحيَّتها.. وإذا ما كانت بعض المراتب والمساند بحاجة إلى صيانة، ترسل فورًا إلى المعلم أبو الخير، شيخ القطانة لإصلاحها.. وبعد إتمام ما لا بد من اتمامه، تبخِّر الجدَّة الغرف، وملحقات المنزل، وهي تتمتم وردها من آيات قرآنيَّة ودعوات بأن يمكِّن الله الجميع من شهر رمضان، وصيام أيَّامه، وإحياء لياليه، وأن يتقبّله من الجميع ويعيده علينا وعليهم مرَّات عديدة مديدة بالسعادة والهناء.. حالتنا تلك في بيت العائلة، كانت حال الجميع في مدينتنا المنوَّرة وفي باقي مدن المملكة وقراها.
اليوم، وقد أزيل العديد من بيوتنا التراثيَّة التي ولدنا فيها، وانتقل معظمنا إلى السكن في الشقق الإسمنتيَّة، وغاب عن الكثيرين منّا فرح مهرجان الاستعداد لدخول شهر رمضان الذي كنَّا ننتظره بشغف وحبِّ، ونحن في مقتبل العمر، مكتفين اليوم بما تعلنه الفضائيَّات العربيَّة عن برامجها خلال شهر رمضان لتشويق مدمني الشاشة الفضيَّة الذين زادهم حجر الكورونا في منازلهم قرابة العام حتَّى الآن إدمانًا على الشاشة الفضائيَّة لمتابعة ما ستعرضه من جديد البرامج والمسلسلات خلال الشهر المبارك.. ولكلِّ جديد فرحة حتَّى ولو كان ترميمًا وصيانة.
بلدنا، بلد الحرمين الشريفين قد قاربت القرن من العمر المديد السعيد بعون الله، تمرُّ في طريقها مع تنمية 2030 بحملة ترميم وصيانة لما هي عليه، وبناء العديد من مرافق الحياة العصريَّة، وتحديث المدن والقرى وفق أفضل معايير السلامة وضمان العيش الكريم.. وكما كنَّا نتطلَّع إلى مدافع عيد الفطر لارتداء الكسوة الجديدة، نتطلَّع اليوم للتعرُّف إلى كلِّ ما تمَّ إنجازه وفقًا لتنمية 2020، وما هو قيد الإنجاز، وكثيرون منَّا ينتظرون رحيل الكورونا كي يزوروا مدينة نيوم العصريَّة، ويتمتَّعوا بطقسها الجميل وبحرها الساحر ومعالمها التي شُيِّدت وفق أحدث ما في هندسة المدن وبنائها من مبتكرات.. إنَّها في قلب قارَّات العالم، وقبلة عشَّاق السياحة والرياضة والآثار.