الحرب الباردة قائمة.. ماذا بعد؟
تاريخ النشر: 23 مارس 2021 00:13 KSA
هناك حرب عالمية باردة قائمة الآن، حتى وإن سعى البعض الى إنكارها.. وخلال الأسبوع الأول من هذا الشهر (مارس) بدأت اللجنة الوطنية للمؤتمر السياسي الاستشاري للشعب الصيني اجتماعاً، استمر أسبوعاً، لدراسة وضع إستراتيجية «طويلة الأمد» للصين.
حضر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الاجتماع وألقى كلمة قال فيها إن الولايات المتحدة الأميركية «هي التهديد الأكبر لتطوير بلادنا وأمنها».. وفي نفس تلك الفترة تقريباً أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إستراتيجيتها الجديدة (في وثيقة من 23 صفحة)، وتعهدت فيها بأن تعمل على إبقاء أميركا على قمة النظام العالمي وليس جمهورية الصين الشعبية، وستسعى لأن تكون لبلادها الغلبة «في التنافس الإستراتيجي مع الصين أو أي أمة أخرى».
في الحرب الباردة القائمة الآن أصبحت الصين وروسيا وعدد من الدول الصديقة لهما في جانب وفي الجانب المقابل توجد أميركا وأوروبا والهند وأصدقاؤهم
.. وينشط كل من هذين الجانبين في كسب المؤيدين والوكلاء إلى جانب الأصدقاء للوقوف في صفهم في القضايا الاقتصادية والسياسية. وتقف الصين على رأس المجموعة الأولى مع دور ملموس وهام لروسيا، بينما تسعى أميركا لتصدر المجموعة الأخرى بأدوار لأوربا وبريطانيا والهند. ولكل من المجموعتين أدواته في توسيع دائرة الحلفاء والأصدقاء والوكلاء.. وبالتالي تراجع الدول الأخرى خياراتها في أين تقف وما هو الخيار الأفضل لها.. وبينما كانت الحرب الباردة الماضية بين الاتحاد السوفيتي وكتلته وأميركا وحلفائها فإن التطورات التي مر بها العالم منذ سقوط الاتحاد السوفيتي تجعل الملعب الجيوسياسي الدولي أكثر تعقيداً مما كان عليه الأمر في الماضي. ويدفع لقيام الدول بمراجعة سياساتها وتحالفاتها للوصول الى ما يحقق رخاء وأمن واستقرار أوطانها، الأمر الذي يهدد بقيام تحالفات جديدة صغيرة وكبيرة في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية حيث الحاجة الى تحقيق حلول أفضل لمشكلات الكثير من هذه الدول خاصة الاقتصادية منها.
وبمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، كتب تان بانغلين، القنصل العام الصيني بجدة، كلمة يوم 8 مارس قال فيها: «تعتبر الصين أكبر دولة من حيث عدد السكان، ولا يمكنها أن تنسخ تجارب (دولة صغيرة)... إن تخلص 800 مليون صيني من الفقر هو أفضل تفسير للفلسفة الحاكمة للحزب الشيوعي الصيني.. ما خلق معجزة في تاريخ البشرية من الحد من الفقر على مدى العشرين عاماً الماضية» وأضاف: «إن الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية على استعداد لتبادل الخبرات في مجال الحكم والإدارة مع الدول الصديقة».
القيادة الأميركية تطالب بأن يسعى العالم الى تطبيق «النظام العالمي الليبرالي» والذي يتضمن «الديموقراطية» كما يراها حكام أميركا، وتنشط في تحويل دول العالم لهذا النظام مستعينة في ذلك بالأدوات الاقتصادية والسياسية، مثل مجلس الأمن وصندوق النقد الدولي، التي أقامتها بعد الحرب العالمية الثانية بتأييد من أوربا، وتقوم بالتدخل في شؤون أي بلد بل ومحاكمة مواطنيه في ظل قوانين أجازتها واشنطن، وتطلب من العالم الالتزام بها لتحقيق النظام الليبرالي الذي تسعى إليه وتهيمن عليه. بينما تقول الصين إنها لا تسعى لتغيير أنظمة الحكم في أي بلد ونفذت «طريق الحرير»، وأنشأت مؤسسات مالية لمساعدة مختلف الدول وأقامت لنفسها مشاريع تجارية كالموانئ في عدد من الدول بآسيا وأفريقيا وغيرها.
آخر مظاهر «الحرب الباردة « كانت اتهام جو بايدن، الرئيس الأميركي، رئيس روسيا، فلاديمير بوتين بأنه قاتل من على شاشة التلفزيون.. وأيضاً المشهد المثير منذ بضعة أيام في آلاسكا، بأميركا، للقاء الصيني - الأميركي حيث تكلم الدبلوماسيون من البلدين بكلمات قوية غير دبلوماسية تعد لمشهد متوتر قادم.
حضر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الاجتماع وألقى كلمة قال فيها إن الولايات المتحدة الأميركية «هي التهديد الأكبر لتطوير بلادنا وأمنها».. وفي نفس تلك الفترة تقريباً أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إستراتيجيتها الجديدة (في وثيقة من 23 صفحة)، وتعهدت فيها بأن تعمل على إبقاء أميركا على قمة النظام العالمي وليس جمهورية الصين الشعبية، وستسعى لأن تكون لبلادها الغلبة «في التنافس الإستراتيجي مع الصين أو أي أمة أخرى».
في الحرب الباردة القائمة الآن أصبحت الصين وروسيا وعدد من الدول الصديقة لهما في جانب وفي الجانب المقابل توجد أميركا وأوروبا والهند وأصدقاؤهم
.. وينشط كل من هذين الجانبين في كسب المؤيدين والوكلاء إلى جانب الأصدقاء للوقوف في صفهم في القضايا الاقتصادية والسياسية. وتقف الصين على رأس المجموعة الأولى مع دور ملموس وهام لروسيا، بينما تسعى أميركا لتصدر المجموعة الأخرى بأدوار لأوربا وبريطانيا والهند. ولكل من المجموعتين أدواته في توسيع دائرة الحلفاء والأصدقاء والوكلاء.. وبالتالي تراجع الدول الأخرى خياراتها في أين تقف وما هو الخيار الأفضل لها.. وبينما كانت الحرب الباردة الماضية بين الاتحاد السوفيتي وكتلته وأميركا وحلفائها فإن التطورات التي مر بها العالم منذ سقوط الاتحاد السوفيتي تجعل الملعب الجيوسياسي الدولي أكثر تعقيداً مما كان عليه الأمر في الماضي. ويدفع لقيام الدول بمراجعة سياساتها وتحالفاتها للوصول الى ما يحقق رخاء وأمن واستقرار أوطانها، الأمر الذي يهدد بقيام تحالفات جديدة صغيرة وكبيرة في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية حيث الحاجة الى تحقيق حلول أفضل لمشكلات الكثير من هذه الدول خاصة الاقتصادية منها.
وبمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، كتب تان بانغلين، القنصل العام الصيني بجدة، كلمة يوم 8 مارس قال فيها: «تعتبر الصين أكبر دولة من حيث عدد السكان، ولا يمكنها أن تنسخ تجارب (دولة صغيرة)... إن تخلص 800 مليون صيني من الفقر هو أفضل تفسير للفلسفة الحاكمة للحزب الشيوعي الصيني.. ما خلق معجزة في تاريخ البشرية من الحد من الفقر على مدى العشرين عاماً الماضية» وأضاف: «إن الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية على استعداد لتبادل الخبرات في مجال الحكم والإدارة مع الدول الصديقة».
القيادة الأميركية تطالب بأن يسعى العالم الى تطبيق «النظام العالمي الليبرالي» والذي يتضمن «الديموقراطية» كما يراها حكام أميركا، وتنشط في تحويل دول العالم لهذا النظام مستعينة في ذلك بالأدوات الاقتصادية والسياسية، مثل مجلس الأمن وصندوق النقد الدولي، التي أقامتها بعد الحرب العالمية الثانية بتأييد من أوربا، وتقوم بالتدخل في شؤون أي بلد بل ومحاكمة مواطنيه في ظل قوانين أجازتها واشنطن، وتطلب من العالم الالتزام بها لتحقيق النظام الليبرالي الذي تسعى إليه وتهيمن عليه. بينما تقول الصين إنها لا تسعى لتغيير أنظمة الحكم في أي بلد ونفذت «طريق الحرير»، وأنشأت مؤسسات مالية لمساعدة مختلف الدول وأقامت لنفسها مشاريع تجارية كالموانئ في عدد من الدول بآسيا وأفريقيا وغيرها.
آخر مظاهر «الحرب الباردة « كانت اتهام جو بايدن، الرئيس الأميركي، رئيس روسيا، فلاديمير بوتين بأنه قاتل من على شاشة التلفزيون.. وأيضاً المشهد المثير منذ بضعة أيام في آلاسكا، بأميركا، للقاء الصيني - الأميركي حيث تكلم الدبلوماسيون من البلدين بكلمات قوية غير دبلوماسية تعد لمشهد متوتر قادم.