آل صبيح : منفتحون على استقطاب المواهب ومستقبل ثقافتنا واعد ومليء بالمفاجآت الجاذبة
تاريخ النشر: 05 أبريل 2021 16:04 KSA
ألقى حجرا في مياه الثقافة فحرك ركودها وتأبط زمام المبادرة لتكريم رواد ورائدات الثقافة والفنون حتى غدت جمعية الثقافة خلية فن ومنارة فكر وملتقى للإبداع والمبدعين معلناً استعداد الجمعية لاكتشاف ودعم المواهب والإبداع المتجدد دون التخلي عن أسماء لها وزنها وخبراتها في مجال الثقافة والفنون . الأستاذ محمد آل صبيح خص "المدينة" بهذا الحوار الذي استعرضنا فيه ما استطعنا إليه سبيلا تساؤلات الساحة الثقافية وما يدور خلف الكواليس من خطط ومشروعات مستقبلية تسهم في إثراء الواقع الفني والثقافي بمحافظة جدة ..
*ما أهم منجزات جمعية الثقافة والفنون بجدة منذ توليتم إدارتها ؟.
تظل المنجزات تقترب من الطموحات قياساً بما وضعناه من أهداف في استراتيجيتنا أستطيع أن أقول أننا فعلنا الكثير من البرامج ذات الصلة بالشأن الثقافي والفني في محاولةٍ منا للمساهمة - فعلا - بتقديم الفعل الثقافي والفني ومد جسور التواصل مع المثقف والفنان في عملية البناء الثقافي ليساهم الجميع في النهضة الثقافية التي يعيشها الوطن في أبهى صور العطاء الثقافي الفني فيما سعينا إلى التواصل مع المجتمع الذي هو المستهدف من برامج ومناشط الجمعية لنخلق بيئة تواصلية / تفاعلية فيما بين الثقافة والفنون والمجتمع الذي هو جزء من خطط البناء لتصبح الثقافة والفنون من مكملات الحياة الاجتماعية وكان اهتمامنا ينصب على تقديم برامج نوعية ذات نواتج واعية متجاوزين
الانماط السائدة وارتهن العمل على تصحيح المفاهيم وتقديم الثقافة والفنون بمفهوم شامل يمزج ما بين التنوع في مساره الافقي والتميز في المسار الراسي والعمودي. وكما أشرت في البداية الطموح كبير والتطلعات عالية ومع هذا فأننا في الجمعية نسابق الزمن ونلاحق تلك الطموحات والتطلعات في صراعٍ يومي مع عجلة الجهد وتقديم برامج ترتقي -أيضا- مع تطلعات المتلقي الذي أصبح يُطالب بالجديد في ظل الانفجار المعرفي / التقني ونحن أمام تحد كبير لبقاء المتلقي على تواصل دائم مع مؤسساتنا الثقافية
* ما الجديد في هذا الشأن وكيف تخدمون الفكرة ؟
يا صديقي في كل فكرة نستحدث التنوع والتجديد والابتكار.. البقاء على التقليد يقتل جهود كبيرة لو تلاحظ على سبيل المثال لا الحصر كان التصوير الفوتوغرافي شأنا بروتوكولياً تقليديا يقتصر على تصوير المناسبات، وحفل افتتاح فعالية ، أو حفل تكريم ثم ينتهي مع انتهاء هذه المناسبات والفعاليات.. سعينا أن نُغيّر هذه الصورة وهذا المفهوم حيث اصبح مجال إبداع مفتوح للهواة والمحترفين انتج أعمالاً فنية / فوتغرافية راقية تمتاز بالوعي بل أن الصورة اصبحت تجسّد الكثير من الافكار وربما تسبق الكلمة في إعلامنا الجديد إن جاز التعبير بل اصبحت جزء من ذاكرة الوطن واتخذنا نهجا في الجمعية أن نقدم بعض لوحات الفنانين كهدايا رمزية لضيوف الجمعية تكريما للضيف وكذلك للفنان .
* ربما في ظل الظروف التي تتنازع الانسان والظروف التي يعيشها أنتم بحاجة إلى الخروج بفعاليتكم خارج اسوار الجمعية؟
الحقيقة أننا بالفعل حرصنا إلى هذا النوع من البرامج والمشاريع التي تتناسب مع الاجواء العامة ولله الحمد نفذنا عدد من مشاريعنا سواء في الواجهة البحرية أو بالتعاون مع بعض مؤسسات الدولة في شراكةٍ استشعرنا دورنا الوطني ودور الثقافة والفنون الدور التنويري أو الإصلاحي أو التثقيفي وكان لنا مشاركة نوعية ملتقى مكة الثقافي وقدمنا العديد من البرامج والفعاليات النوعية وكذلك مع إدارة السجون قدمنا فعالية تجسد دور الفنون في الاصلاح الفكري وكانت تهتم باكتشاف المواهب وهذه جزء من البرامج خارج اسوار الجمعية التي تسأل عنها.
وسنسعى خلال الفترة القادمة بعد زوال الجائحة ووطننا ينعم بالخير والسلامة إلى تقديم عدد من المشاريع والمبادرات الخلاقة بالشراكة مع عدة جهات.
* وأنت تُشير إلى جائحة كورونا هل ترى أنها اعاقت وعطلت مشاريعكم وبرامجكم ؟
الجميع يعلم أن هذه الازمة العالمية استطاعت أن تلقي بظلالها على كل مناحي الحياة ولكن من يتابع ويرصد الحراك في الوطن يلمس التحول الكبير والتفوق ايضا باستخدام التقنية على معظم تعاملاتنا ونحن في الجمعية. جزء من هذه المنظومة استطعنا. بتقديم عدد كبير من البرامج الثقافية والتثقيفية خلال الفترة عبر منصات الجمعية الرقمية ومنصة زووم بل قدمنا عدد من المسابقات للجمهور الكريم وحظيت البرامج باقبال جيد وتفاعل رائع
وبالمناسبة كان حضورنا في هذه الازمة استشعار لدورنا الوطني. وتقديم عدد من المسابقات و البرامج التثقيفية.
* شهدت الجمعية خلال فترة إدارتكم تطوير شهد به الجميع حيث يقول الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس نادي جدة الأدبي السابق عن مقر الجمعية أصبح المقر مثقفا يتحدث بالثقافة في كل زواياه كيف حدث ذلك؟
اسمح لي أن أقدم تحية إجلال وتقدير لأستاذنا القدير الدكتور عبدالمحسن القحطاني الرجل الذي كان له الفضل في انتقال الجمعية إلى مقرها الحالي وبلاشك كلماته وسام نعتز به ومنذ تولينا إدارة الجمعية كان تطوير المقر بما يتناسب مع احتياجات الجمعية هاجس عملت على تحقيقه وفق امكانياتنا ولا يدرك ويعي هذا التغيير إلا من كان لديه دراية بحال المقر سابقا ومازلنا نطمح إلى ماهو أفضل.
* الملاحظ أنك احلت مكتبك بالجمعية إلى صالون ثقافي بالتأكيد لديك فلسفة في ذلك التحول ؟
يا عزيزي المثقف والفنان لا يحتاج إلى إدارة ومكتب فهو بحاجة حراك وفعل ثقافي ثم أننا جميعا نعمل لخدمة الثقافة والجميع يطلع بدوره في الجمعية حاولنا أن نلغي فكرة مكتب المدير ونُبقي على التعاطي مع الشأن الثقافي بما يليق به وبالمثقف الذي هو من يقود الثقافة ويصنعها فقد أتت الفكرة من أيماننا بأن المثقف لا تقوده الادارة ويحتاج إلى من يقدر جهوده وكل العطاءات التي يقدمها للمجتمع وللوطن وكانت النتائج عظيمة فقد تواجد المثقفين والفنانين على مختلف مشاربهم ومواقعهم في الجمعية وقدموا مبادراتهم وافكارهم وتم ترجمتها على صعيد الواقع بتعاون جميع الزملاء.
* هل يدعمكم رجال أعمال دون أن يفرضوا مطالب معينة ؟؟
كما يعلم الجميع أن رؤيتنا الطموحة جعلت من المؤسسات والقطاعات وحدة تكاملية فيما بينها ولذا انطلقنا إلى عقد شراكات نوعية متعددة لتحقيق رسالة الجمعية ورؤيتها وأهدافها وإذا جاء الحديث عن دعم رجال الاعمال فهم جزء مهم لدعم قطاع الثقافة والفنون
نطرح عليهم مشاريع الجمعية ونجد البعض يرحب ويتفاعل معنا بالرعاية والمساهمة وهو في هذا الجانب يستشعر دوره اتجاه مجتمعه ووطنه دون قيد أو شرط نحن لا نفرض شروط وهم كذلك لا يضعون شروط ولم يسبق لي أن واجهت هذا السلوك وبالمناسبة هنا أشيد بدور الدكتور عبدالله بن صادق دحلان في دعم النادي الأدبي والجمعية وكان له ايدٍ بيضاء نوجه له الشكر الجزيل
*هل يعني هذا رضاكم التام عن دعم رجال الاعمال ؟
عندما نصل إلى الرضا هذا يعني التوقف عند هذا الحد من الرضا ولكن بطبيعي أركز على الحديث عن الايجابيات وعن الجوانب المشرقة فهي الوقود المحفز لمواصلة العطاء والمتأمل في المشهد الثقافي ككل يجد أن دور القطاع الخاص ورجال الاعمال تحديدا في دعم الجهات غير الربحية محدود ولا يلبي التطلعات واعتقد ان ما يحدث من حراك ثقافي متسارع في الفترة الاخير سوف يساهم في فهم رجال الاعمال لأهمية دعمهم للبرامج والانشطة الثقافية والفنية فهي المؤشر الحقيقي على التقدم فكل عبور نهضوي للمجتمع ينبغي أن يمر عبر جسور الثقافة والفنون.
* كيف تقيسون مؤشرات الأداء في اعمال الجمعية ؟
لقد فتحت رؤية المملكة 2030 الآفاق واسعة أمام جميع الجهات وجمعية الثقافة والفنون، حددت أهدافها والاطار الاستراتيجي الذي تتحرك فيه. وتركت المجال مفتوحاً أمام المبادرات الخلاقة لتحقيق هذه الأهداف. وإذن فإن معايير مؤشرات الأداء تقاس بثبوت الرؤية واستدامتها وعلى المستوى الشخصي كنت ومازلت اتطلع الى وجود مراكز ابحاث ودراسات تعمل بشمولية ومهنية ووفق معايير عالية تمكن جميع الجهات من تقييم وضعها.
* أليس هناك تداخل بين مهامكم وأهدافكم مع الأندية الأدبية ؟.
إن كان الحديث عن أدبي جدة والجمعية أستطيع إجابتك عن واحدة من أهم الإنجازات التي لم أذكرها من قبل أننا بالتعاون مع البروف عبدالله بن عويقل السلمي رئيس نادي جدة الادبي استطعنا ولأول مرة في تاريخ هذين التوأمين: الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون أن نخلق علاقة بين الكيانين إلى درجة التوأمة بينهما. ويمكنك أن تقول هناك نقاط تكامل وليس تداخل. فمجالات المؤسستين واحدة وواضحة، ولكن لأنهما معاً معنيتان بالتعبير عن الروح السعودية الواحدة كما تتجلى في مختلف ضروب الثقافة والإبداع فإن التنافس بينهما يأخذ طابع التعاون على التنافس بينهما، فكل واحدة منهما تساعد الأخرى على تجويد برامجها، وهنا يأخذ التداخل الذي ذكرته، والتنافس الذي لم تذكره طابعاً متفرداً ، فهما تتنافسان في التعاون بينهما، إذا صحت العبارة ولعل ما تم تقديمه خير دليل على التكامل والنجاح.
* هل للجمعية دور أو جهود في اكتشاف المواهب والعمل على تعزيزها ؟
اكتشاف المواهب ودعمها وتطويرها وفتح المجال أمامها لتبرز للمجتمع وتطرح إبداعاتها واحداً من أهم أهداف الجمعية بنص لائحتها التأسيسية فإضافة الى ما تقوم به كل لجنة من دور في تقديم تجارب الاداء وعمل الورش والدورات والمحاضرات لدينا لجنة ثقافة الطفل التي تتعامل مع البراعم والمواهب ولا ننسى المسابقات وما تحققه من اكتشاف للمواهب المبدعة وعلى سبيل المثال في الفن التشكيلي لدينا جائزة ضياء عزيز ضياء للبورتريه والمتابع لها يجد أنها استطاعت أن تبرز المواهب المبدعة وكذلك مسابقة طه صبان للواعدت .
*الفن التشكيلي والرسم واالخط العربي . أين تقع في ترتيب أولويات الجمعية ؟.
التشكيليين الأوائل كان لهم الدور الكبير في نهضتنا الفنية، ويمكنك وأنت تتجول على كورنيش جدة او تطالع الصور الوثائقية لمدينة جدة القديمة أن تلمس مدى ما بذله الرواد لنشر الثقافة الفنية التشكيلية في الميادين العامة وهندسة المعمار، والآن نحن نستنير بهم حيث استطعنا، ومن خلال الجمعية، أن نعمل على تجويد مخرجات هذا النشاط ونكريم رواده ونقيم المعارض والمسابقات والفعاليات التي تجعل الفنون الجميلة مثل الخبز اليومي.
لدينا جائزة ضياء عزيز ضياء للبورتريه وتقام بدعم من شركة ليان الثقافية وتعد المسابقة الأولى من نوعها في الشرق الاوسط وتقام كل عام وكذلك لدينا مسابقة طه صبان للواعدات أما في مجال الخط فقد عملنا بدعم شركة تراثنا على اقامة مسابقة خط من تراثنا وكانت بحجم الحدث الذي كان تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين امير منطقة مكة المكرمة الامير خالد الفيصل الذي أكرمنا بدعمه السخي ورفع قيمة الجوائز لتصل الى ما يقارب النصف مليون ريال من حسابه الشخصي. ونعمل حاليا على ايجاد الدعم لاطلاق النسخة الثانية.
* وأنت تُشير إلى دور صاحب السمو الملكي خالد الفيصل ماذا عن مشاركة الجمعية في ملتقى مكة الثقافي ؟،
أولا : هذه القامة " خالد الفيصل " الاديب المثقف الإنسان يُشعرنا دائما أن جغرافية الوطن تستحق منا العمل المتواصل والجهد المضاعف ويكسبنا في كل لقاء به مكسب معرفي وإنساني لا يعترف بالتعثر أو تقديم الباهت اذا نحن نراه في كل أعمالنا وبالحديث عن ملتقى مكة دأبت الجمعية على المشاركة الدائمة في هذا الملتقى لقيمته واهميته ونجاحاته فكان لنا مشاركة وفعالية استمرت لعدة ايام على الواجهة البحرية ونحظى بكرم سموه الكريم بافتتاح فعالياته ولا نجد العذر في عدم المشاركة في مثل هذا الفعل والحراك الذي استطاع أن يسجل حضوره في ذاكرة المتلقي على مستوى الوطن.
* وهل استفادت الجمعية من المنصات الرقمية للوصول إلى مثقفين وفنانين مغمورين بعيدا الأسماء المتداولة ؟
في السباق كان الجميع يشد الرحال لحضور أي فعالية ثقافية وفنية ولقاء المثقفين والفنانين ومع هذا التطور الذي نشهده اصبح من خططنا الالتفات للمواهب القادمة مع المحافظة وتقدير مثقفي وفناني الوطن الذين لهم حضورهم ونستفيد من خبراتهم وتواجدهم الدائم معنا فلا يمكن أن نلغي تجربة بحجة أن اسماءهم متداولة ونكتفي بهذا القدر فلا تسمح لنا الذائقة والا الادب معهم أن نبتعد عنهم بالمقابل عملنا على تفعيل دور الزملاء لاستخدام المنصات الرقمية والتواصل مع المواهب والمبدعين وفتح ابواب الجمعية لهم ودعوتهم للمشاركة في برامج وفعاليات الجمعية وتقديم كل ما يمكن تقديمه لهم من التوجيه والارشاد والورش والدورات كما قدمنا العديد من المسابقات الثقافية والفنية عبر المنصات الرقمية ومنها مسابقة الثقافة في قلب الحدث والتي تعاونا فيها مع النادي الأدبي وعمادة شؤون المكتبات بجامعة الملك عبدالعزيز وكان من اهدافها دعم منصة أوديو كتاب لتصبح أكبر منصة محتوى صوتي ونتمنى من الجميع المساهمة والمشاركة في هذه المنصة النوعية.
* لماذا تتكرر الأسماء برأيكم في المشهدين الثقافي والفني رغم اتساع الفرص ووجود كنوز فكرية مغيبة ؟
ربما قلت وجهة نظري في ردي على السؤال السابق عن الاسماء والتكرار المزعوم فانا لا ارى تكرار للأسماء هناك ثبات في حضور الاسماء المبدعة وهذا في اعتقادي امر ايجابي لتكريس التجربة وتقديمها كمنجز والمجال مفتوح لاستقبال الاسماء الجديدة واعتقد ان هناك فجوة يمكن ردمها في التواصل بين المبدع والمؤسسات الثقافية.
* الشباب هم محور رؤية 2030 ماذا قدمت الجمعية لشباب وبنات جدة ؟
الجمعية كانت ومازالت طيلة مايقارب خمسة عقود الحاضن الأكبر والأكثر ترحيباً بالمواهب من الجنسين وإضافة إلى الدور الذي تقوم به اللجان المتخصصة في الجمعية عملنا على اطلاق العديد من المبادرات والملتقيات لدعم وتسليط الضوء على كل مبدع ومبدعه ونحن في الجمعية نؤمن بان الإنسان السعودي أعظم ثروات الوطن ونستلهم من كلمات سمو ولي العهد في هذا الشأن الحافز لترسيخ قيم الاعتزاز بشباب الوطن وقدراتهم الإبداعية في شتى المجالات.
* كيف ترون حركة الفن المسرحي وماذا عن مستقبل المسرح من وجهة نظركم ؟
الحركة المسرحية السعودية عانت كثيراً من قلة الدعم ولكنها في الفترة الحالية تشهد ولادة هيئة المسرح وفرقة المسرح الوطني وهناك اهتمام كبير من وزارة الثقافة لتسريع وتيرة العمل المسرحي وانشاء بنية تحتية وتأهيل الكوادر ومنح المواهب الفرصة للتعبير عن عمق الثقافة السعودية من على خشبة المسرح.
* وكيف تقيّم دور وزارة الثقافة ؟
لست من يُقيّم دور الوزارة فأنتم من يستطيع يلمس تلك الخطوات المتسارعة المنسجمة مع ما تشهده المملكة من قفزات على كافة الاصعدة وما وزارة الثقافة إلا جزء من هذا التوجّه ونحن نعيش معها التفاؤل وهي قادرة على إحداث نقلة نوعية كبيرة في قطاع الثقافة والفنون والتراث وهذا ما لمسناه مؤخرا من خطوات تبعث على الضوء القادم في مشهدنا الثقافي في عمومه
* في جدة مهتمون بالإخراج التلفزيوني والسينمائي. ماذا قدمت الجمعية لهم؟
الجمعية دائماً وابداً تقف الى صف الفنان والمثقف والمبدع وتسخر كل امكانياتها لخدمة المثقفين والفنانين وفي مجال صناعة الافلام قدمنا العديد من الورش والدورات والمحاضرات وعرضنا الافلام القصيرة وأرجو ان يدرك الجميعة ليس لديها المال الكافي لدعم الشباب وانتاج اعمالهم ونتطلع الى مد جسور التعاون مع شركات الانتاج.
* الجميع يعلم قلة الدعم الذي يقدم لجمعيات الثقافة والفنون كيف تغلبتم على هذا الشح ؟
عندما يرغب الإنسان أن يُقدم سيقدم وفق معطيات وامكاناته المادية ونحن في الجمعية نسير وفق خطط مرسومة وفق ما هو متاح والبحث عن شراكات وموارد تدعم البرامج وفق الآليات المسموح بها والمتاحة لنا
* يتهمكم البعض بالمحاباة والمجاملات في دعم وتقديم الأعمال الثقافية والفنية . بماذا تردون ؟
حقيقة لا أعلم أين تكمن المحاباة والمجاملة في عملنا
نحن يا عزيزي نعمل الى حدا ما بنظام الفزعة الثقافية وفي اعتقادي لولا هذه الفزعة لتعطلت الكثير من البرامج والفعاليات ولكن ثق أن المحاباة والمجاملة لا تكون على حساب العمل والمنجز والمتابع لبرامج وفعاليات الجمعية يدرك أن جميع من شارك قدم ما يستحق العرض والظهور ومن يأتي للجمعية نرحب به ونقدم له الشكر والجمعية متاحة للجميع وفق ضوابطها وآلية عملها هات من يقدم مشروعا ثقافيا فنيا ونحن نعمل معه ونتعاون معه الجميع يا صديقي عندما يقدم مشروع يقدم معه ميزانية ربحية والجمعية لا تستطيع دفع تلك المبالغ
- الجامعات في جدة لديها الامكانيات وتزخر بالكوادر في الثقافات والفنون والترجمة . هل لكم تعاون أو تنسيق معها ؟
نسعى مؤسساتنا التعليمية ومنها الجامعات إلى تقديم ما يحقق اهداف وتطلعات رؤية 2030 ومستهدفاتها في جوانبها الثقافية وقدمنا عدد من المبادرات من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات مع جامعة عفت وجامعة الملك عبدالعزيز. وقريبا مع جامعة جدة وجامعة الأعمال والتكنلوجيا ولا زلنا ننتظر تفعيل عدد من المبادرات النوعية في قادم الايام ونتمنى أن لا تكون اتفاقياتنا مع الجامعة حبر على ورق.
* لماذا لا تتبنى جمعية الثقافة والفنون تجميل التشوهات البصرية بمتطوعين في الفنون بالتنسيق مع أمانة جدة ؟
نحن في مدينة ساحرة بجمالها و تعد منارة للثقافة والفنون ليس على مستوى المملكة فحسب بل على مستوى العالم وعشقي لجدة منذ الطفولة وقد تحدثت عن الكثير من المبادرات ومنها تطبيق روزنامة الفعاليات التي تساهم في عملية الجذب السياحي .. وقدمنا من خلال ملتقى مكة الثقافي في نسخته الثالثة مبادرة لتحسين التشوه البصري واجتمعنا مع المدير التنفيذي للملتقى في تلك المرحلة الدكتور الحسن الصعدي وانصافا للرجل فقد جمع جميع مدراء الدوائر الحكومية ذات الصلة في جولة ميدانية وكان الرجل يتقد بالحماس والحرص ويتحدث عن رغبة الامير خالد الفيصل في تحويل جدة الى مدينة تضيء بالجمال في كل زواياها..
وتم التوجيه بالتعاون مع الجمعية فيما يخص الجوانب الفنية والجداريات والأعمال الفنية وقدمنا تصور شارك فيه نخبة من كبار الفنانين التشكيلين ولكن مع الأسف اعتذرت الأمانة لعدم وجود ميزانية..
ونحن في جمعية الثقافة والفنون لسنا جمعية خيرية نقدم الاعانات المالية صحيح لا نملك المال ولكننا أغنياء بالكوادر المبدعة ومتى ما تعاونت معنا الجهات الأخرى سنجد الأثر النوعي.
* هل تواجه الجمعية عوائق تنظيمية أو مالية في تحقيق أهدافها ؟.
الدولة أساساً تصرف على الثقافة والفنون وتدعم هذه القطاعات بإعانات. وفلسفتنا تقوم على أن الثقافة والفنون كمؤسسات ينبغي أن تكون هي، على العكس، رافد استثماري يدعم صناعة الثقافة والفنون، ويسهم بدوره، مثلما تقوم الصناعات الأخرى بدعم خزينة الدولة، وهذا ما نطمح وننشط في سبيل تحقيقه
* بعد إنشاء وزارة الثقافة هناك من يطالب بالغاء الأندية الأدبية والجمعيات هل تؤيد ذلك أم تعارضه.
إنشاء وزارة الثقافة حدث تاريخي طال انتظاره وهذا يؤكد ويرسخ أهمية الثقافة كرافعة حضارية للمجتمع وأنا على يقين أن مستقبل ثقافتنا مشرق ومزدهر أما المطالبة بالغاء الأندية والجمعيات فالأمر يعود لصاحب القرار الذي لديه الصورة الكلية لمشهدنا الثقافي ويمكنه تقييم أداء وعمل هذه المؤسسات التي تعد ذاكرة للثقافة السعودية.
*أنت في ذات المشهد كنت تعمل في صحافته وتمارس دورك كمثقف فاعل والآن تدير أحد أهم مؤسساته الثقافية الفاعلة عبر تاريخها فما هي وجهة نظرك بتجرد؟
من غير المنطق وضع الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنونون بفروعها الستة عشر في كفة وأحدة فلكل جهة وضعها الخاص وكذلك لا يمكن وضع الأندية مجتمعة في كفه واحدة فلكل نادي وضعه الخاص كذلك وهذا ينطبق على الجمعيات والمطلع على الامكانيات المتاحة للأندية الأدبية يجدها تملك مقرات ولها ميزانيات ولكل نادي اسقلالية حيث يتم انتخاب رئيس مجلس الإدارة من خلال الجمعية العمومية ويمكنها استثمار مقراتها مما يمنحها القدرة على البقاء والاستمرارية وأتنمنى أن يعاد النظر في تنظيمها ودعمها بحيث تصنف إلى فئات بحسب المناطق الإدارية والمحافظات ولو تم عمل مقارانة في ظل هذه المساوة لوجدنا بينها بون شاسع نادي جدة الأدبي على سبيل المثال يقدم برامج وفعاليات لا يمكن مقارنتها بغيره من حيث الكم والكيف.
في حين لا تملك فروع الجمعية مقرات ومعظمها مستأجرة وميزانيتها محدودة وتعتمد في برامجها وفعالياتها على جهود مدراء الفروع وكلمة حق جميع الزملاء يعملون كل مافي وسعهم لخدمة الوطن.
* ماذا عن من ينتقد اعمال الجمعية ويقلل من جهودها ؟
أن ينتقد للبناء هذا مرحب به ومن ينتقد ليقول أنا هنا نقول له ابق في مكانك.
* ماذا لديكم من مشاريع ثقافية / فنية قادمة ؟
الحقيقة لدينا عدد من الخطط والمشاريع وهي مشاريع
كبيرة تليق وجدة الحالمة لدينا مشروع يُعنى بالشعر الشعبي وهذا ملف كبير انهينا دراسته ونحتاج إلى راعي فالمملكة تزخر بالشعراء المبدعين سواء من الشباب أو من التجارب الشعرية والمقامات التي صنعت فارقا في ساحة الشعر والدينا مشروع مهرجان جدة الموسيقي و
كذلك لدينا مشروع عن الخط العربي واصبح مكتمل من حيث الدراسة ايضا وهذا سينفذ خلال هذا العام عام الخط العربي
وبعض المشاريع لدى لجنة المسرح والفنون التشكيلية ومتى ماتوفر الدعم والرعاية ستجد مشاريعنا النور.
في الختام هل أنت متفأل بمستقبل الثقافة السعودية؟
هناك فجر جديد ونحن الآن في عملية بناء وكل ماحولنا يبشر بنهضة وطنية شاملة في شتى المجالات والمتأبع للشان السعودي يدرك أننا نسير بوتيرة متسارعة نحو مستقبل مزدهر.. ياصديقي هذا الوطن العظيم بكل مكوناته بقيادة خادم الحرمين وسمو ولي العهد يراهن على الإنسان السعودي صانع المنجزات.
*ما أهم منجزات جمعية الثقافة والفنون بجدة منذ توليتم إدارتها ؟.
تظل المنجزات تقترب من الطموحات قياساً بما وضعناه من أهداف في استراتيجيتنا أستطيع أن أقول أننا فعلنا الكثير من البرامج ذات الصلة بالشأن الثقافي والفني في محاولةٍ منا للمساهمة - فعلا - بتقديم الفعل الثقافي والفني ومد جسور التواصل مع المثقف والفنان في عملية البناء الثقافي ليساهم الجميع في النهضة الثقافية التي يعيشها الوطن في أبهى صور العطاء الثقافي الفني فيما سعينا إلى التواصل مع المجتمع الذي هو المستهدف من برامج ومناشط الجمعية لنخلق بيئة تواصلية / تفاعلية فيما بين الثقافة والفنون والمجتمع الذي هو جزء من خطط البناء لتصبح الثقافة والفنون من مكملات الحياة الاجتماعية وكان اهتمامنا ينصب على تقديم برامج نوعية ذات نواتج واعية متجاوزين
الانماط السائدة وارتهن العمل على تصحيح المفاهيم وتقديم الثقافة والفنون بمفهوم شامل يمزج ما بين التنوع في مساره الافقي والتميز في المسار الراسي والعمودي. وكما أشرت في البداية الطموح كبير والتطلعات عالية ومع هذا فأننا في الجمعية نسابق الزمن ونلاحق تلك الطموحات والتطلعات في صراعٍ يومي مع عجلة الجهد وتقديم برامج ترتقي -أيضا- مع تطلعات المتلقي الذي أصبح يُطالب بالجديد في ظل الانفجار المعرفي / التقني ونحن أمام تحد كبير لبقاء المتلقي على تواصل دائم مع مؤسساتنا الثقافية
* ما الجديد في هذا الشأن وكيف تخدمون الفكرة ؟
يا صديقي في كل فكرة نستحدث التنوع والتجديد والابتكار.. البقاء على التقليد يقتل جهود كبيرة لو تلاحظ على سبيل المثال لا الحصر كان التصوير الفوتوغرافي شأنا بروتوكولياً تقليديا يقتصر على تصوير المناسبات، وحفل افتتاح فعالية ، أو حفل تكريم ثم ينتهي مع انتهاء هذه المناسبات والفعاليات.. سعينا أن نُغيّر هذه الصورة وهذا المفهوم حيث اصبح مجال إبداع مفتوح للهواة والمحترفين انتج أعمالاً فنية / فوتغرافية راقية تمتاز بالوعي بل أن الصورة اصبحت تجسّد الكثير من الافكار وربما تسبق الكلمة في إعلامنا الجديد إن جاز التعبير بل اصبحت جزء من ذاكرة الوطن واتخذنا نهجا في الجمعية أن نقدم بعض لوحات الفنانين كهدايا رمزية لضيوف الجمعية تكريما للضيف وكذلك للفنان .
* ربما في ظل الظروف التي تتنازع الانسان والظروف التي يعيشها أنتم بحاجة إلى الخروج بفعاليتكم خارج اسوار الجمعية؟
الحقيقة أننا بالفعل حرصنا إلى هذا النوع من البرامج والمشاريع التي تتناسب مع الاجواء العامة ولله الحمد نفذنا عدد من مشاريعنا سواء في الواجهة البحرية أو بالتعاون مع بعض مؤسسات الدولة في شراكةٍ استشعرنا دورنا الوطني ودور الثقافة والفنون الدور التنويري أو الإصلاحي أو التثقيفي وكان لنا مشاركة نوعية ملتقى مكة الثقافي وقدمنا العديد من البرامج والفعاليات النوعية وكذلك مع إدارة السجون قدمنا فعالية تجسد دور الفنون في الاصلاح الفكري وكانت تهتم باكتشاف المواهب وهذه جزء من البرامج خارج اسوار الجمعية التي تسأل عنها.
وسنسعى خلال الفترة القادمة بعد زوال الجائحة ووطننا ينعم بالخير والسلامة إلى تقديم عدد من المشاريع والمبادرات الخلاقة بالشراكة مع عدة جهات.
* وأنت تُشير إلى جائحة كورونا هل ترى أنها اعاقت وعطلت مشاريعكم وبرامجكم ؟
الجميع يعلم أن هذه الازمة العالمية استطاعت أن تلقي بظلالها على كل مناحي الحياة ولكن من يتابع ويرصد الحراك في الوطن يلمس التحول الكبير والتفوق ايضا باستخدام التقنية على معظم تعاملاتنا ونحن في الجمعية. جزء من هذه المنظومة استطعنا. بتقديم عدد كبير من البرامج الثقافية والتثقيفية خلال الفترة عبر منصات الجمعية الرقمية ومنصة زووم بل قدمنا عدد من المسابقات للجمهور الكريم وحظيت البرامج باقبال جيد وتفاعل رائع
وبالمناسبة كان حضورنا في هذه الازمة استشعار لدورنا الوطني. وتقديم عدد من المسابقات و البرامج التثقيفية.
* شهدت الجمعية خلال فترة إدارتكم تطوير شهد به الجميع حيث يقول الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس نادي جدة الأدبي السابق عن مقر الجمعية أصبح المقر مثقفا يتحدث بالثقافة في كل زواياه كيف حدث ذلك؟
اسمح لي أن أقدم تحية إجلال وتقدير لأستاذنا القدير الدكتور عبدالمحسن القحطاني الرجل الذي كان له الفضل في انتقال الجمعية إلى مقرها الحالي وبلاشك كلماته وسام نعتز به ومنذ تولينا إدارة الجمعية كان تطوير المقر بما يتناسب مع احتياجات الجمعية هاجس عملت على تحقيقه وفق امكانياتنا ولا يدرك ويعي هذا التغيير إلا من كان لديه دراية بحال المقر سابقا ومازلنا نطمح إلى ماهو أفضل.
* الملاحظ أنك احلت مكتبك بالجمعية إلى صالون ثقافي بالتأكيد لديك فلسفة في ذلك التحول ؟
يا عزيزي المثقف والفنان لا يحتاج إلى إدارة ومكتب فهو بحاجة حراك وفعل ثقافي ثم أننا جميعا نعمل لخدمة الثقافة والجميع يطلع بدوره في الجمعية حاولنا أن نلغي فكرة مكتب المدير ونُبقي على التعاطي مع الشأن الثقافي بما يليق به وبالمثقف الذي هو من يقود الثقافة ويصنعها فقد أتت الفكرة من أيماننا بأن المثقف لا تقوده الادارة ويحتاج إلى من يقدر جهوده وكل العطاءات التي يقدمها للمجتمع وللوطن وكانت النتائج عظيمة فقد تواجد المثقفين والفنانين على مختلف مشاربهم ومواقعهم في الجمعية وقدموا مبادراتهم وافكارهم وتم ترجمتها على صعيد الواقع بتعاون جميع الزملاء.
* هل يدعمكم رجال أعمال دون أن يفرضوا مطالب معينة ؟؟
كما يعلم الجميع أن رؤيتنا الطموحة جعلت من المؤسسات والقطاعات وحدة تكاملية فيما بينها ولذا انطلقنا إلى عقد شراكات نوعية متعددة لتحقيق رسالة الجمعية ورؤيتها وأهدافها وإذا جاء الحديث عن دعم رجال الاعمال فهم جزء مهم لدعم قطاع الثقافة والفنون
نطرح عليهم مشاريع الجمعية ونجد البعض يرحب ويتفاعل معنا بالرعاية والمساهمة وهو في هذا الجانب يستشعر دوره اتجاه مجتمعه ووطنه دون قيد أو شرط نحن لا نفرض شروط وهم كذلك لا يضعون شروط ولم يسبق لي أن واجهت هذا السلوك وبالمناسبة هنا أشيد بدور الدكتور عبدالله بن صادق دحلان في دعم النادي الأدبي والجمعية وكان له ايدٍ بيضاء نوجه له الشكر الجزيل
*هل يعني هذا رضاكم التام عن دعم رجال الاعمال ؟
عندما نصل إلى الرضا هذا يعني التوقف عند هذا الحد من الرضا ولكن بطبيعي أركز على الحديث عن الايجابيات وعن الجوانب المشرقة فهي الوقود المحفز لمواصلة العطاء والمتأمل في المشهد الثقافي ككل يجد أن دور القطاع الخاص ورجال الاعمال تحديدا في دعم الجهات غير الربحية محدود ولا يلبي التطلعات واعتقد ان ما يحدث من حراك ثقافي متسارع في الفترة الاخير سوف يساهم في فهم رجال الاعمال لأهمية دعمهم للبرامج والانشطة الثقافية والفنية فهي المؤشر الحقيقي على التقدم فكل عبور نهضوي للمجتمع ينبغي أن يمر عبر جسور الثقافة والفنون.
* كيف تقيسون مؤشرات الأداء في اعمال الجمعية ؟
لقد فتحت رؤية المملكة 2030 الآفاق واسعة أمام جميع الجهات وجمعية الثقافة والفنون، حددت أهدافها والاطار الاستراتيجي الذي تتحرك فيه. وتركت المجال مفتوحاً أمام المبادرات الخلاقة لتحقيق هذه الأهداف. وإذن فإن معايير مؤشرات الأداء تقاس بثبوت الرؤية واستدامتها وعلى المستوى الشخصي كنت ومازلت اتطلع الى وجود مراكز ابحاث ودراسات تعمل بشمولية ومهنية ووفق معايير عالية تمكن جميع الجهات من تقييم وضعها.
* أليس هناك تداخل بين مهامكم وأهدافكم مع الأندية الأدبية ؟.
إن كان الحديث عن أدبي جدة والجمعية أستطيع إجابتك عن واحدة من أهم الإنجازات التي لم أذكرها من قبل أننا بالتعاون مع البروف عبدالله بن عويقل السلمي رئيس نادي جدة الادبي استطعنا ولأول مرة في تاريخ هذين التوأمين: الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون أن نخلق علاقة بين الكيانين إلى درجة التوأمة بينهما. ويمكنك أن تقول هناك نقاط تكامل وليس تداخل. فمجالات المؤسستين واحدة وواضحة، ولكن لأنهما معاً معنيتان بالتعبير عن الروح السعودية الواحدة كما تتجلى في مختلف ضروب الثقافة والإبداع فإن التنافس بينهما يأخذ طابع التعاون على التنافس بينهما، فكل واحدة منهما تساعد الأخرى على تجويد برامجها، وهنا يأخذ التداخل الذي ذكرته، والتنافس الذي لم تذكره طابعاً متفرداً ، فهما تتنافسان في التعاون بينهما، إذا صحت العبارة ولعل ما تم تقديمه خير دليل على التكامل والنجاح.
* هل للجمعية دور أو جهود في اكتشاف المواهب والعمل على تعزيزها ؟
اكتشاف المواهب ودعمها وتطويرها وفتح المجال أمامها لتبرز للمجتمع وتطرح إبداعاتها واحداً من أهم أهداف الجمعية بنص لائحتها التأسيسية فإضافة الى ما تقوم به كل لجنة من دور في تقديم تجارب الاداء وعمل الورش والدورات والمحاضرات لدينا لجنة ثقافة الطفل التي تتعامل مع البراعم والمواهب ولا ننسى المسابقات وما تحققه من اكتشاف للمواهب المبدعة وعلى سبيل المثال في الفن التشكيلي لدينا جائزة ضياء عزيز ضياء للبورتريه والمتابع لها يجد أنها استطاعت أن تبرز المواهب المبدعة وكذلك مسابقة طه صبان للواعدت .
*الفن التشكيلي والرسم واالخط العربي . أين تقع في ترتيب أولويات الجمعية ؟.
التشكيليين الأوائل كان لهم الدور الكبير في نهضتنا الفنية، ويمكنك وأنت تتجول على كورنيش جدة او تطالع الصور الوثائقية لمدينة جدة القديمة أن تلمس مدى ما بذله الرواد لنشر الثقافة الفنية التشكيلية في الميادين العامة وهندسة المعمار، والآن نحن نستنير بهم حيث استطعنا، ومن خلال الجمعية، أن نعمل على تجويد مخرجات هذا النشاط ونكريم رواده ونقيم المعارض والمسابقات والفعاليات التي تجعل الفنون الجميلة مثل الخبز اليومي.
لدينا جائزة ضياء عزيز ضياء للبورتريه وتقام بدعم من شركة ليان الثقافية وتعد المسابقة الأولى من نوعها في الشرق الاوسط وتقام كل عام وكذلك لدينا مسابقة طه صبان للواعدات أما في مجال الخط فقد عملنا بدعم شركة تراثنا على اقامة مسابقة خط من تراثنا وكانت بحجم الحدث الذي كان تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين امير منطقة مكة المكرمة الامير خالد الفيصل الذي أكرمنا بدعمه السخي ورفع قيمة الجوائز لتصل الى ما يقارب النصف مليون ريال من حسابه الشخصي. ونعمل حاليا على ايجاد الدعم لاطلاق النسخة الثانية.
* وأنت تُشير إلى دور صاحب السمو الملكي خالد الفيصل ماذا عن مشاركة الجمعية في ملتقى مكة الثقافي ؟،
أولا : هذه القامة " خالد الفيصل " الاديب المثقف الإنسان يُشعرنا دائما أن جغرافية الوطن تستحق منا العمل المتواصل والجهد المضاعف ويكسبنا في كل لقاء به مكسب معرفي وإنساني لا يعترف بالتعثر أو تقديم الباهت اذا نحن نراه في كل أعمالنا وبالحديث عن ملتقى مكة دأبت الجمعية على المشاركة الدائمة في هذا الملتقى لقيمته واهميته ونجاحاته فكان لنا مشاركة وفعالية استمرت لعدة ايام على الواجهة البحرية ونحظى بكرم سموه الكريم بافتتاح فعالياته ولا نجد العذر في عدم المشاركة في مثل هذا الفعل والحراك الذي استطاع أن يسجل حضوره في ذاكرة المتلقي على مستوى الوطن.
* وهل استفادت الجمعية من المنصات الرقمية للوصول إلى مثقفين وفنانين مغمورين بعيدا الأسماء المتداولة ؟
في السباق كان الجميع يشد الرحال لحضور أي فعالية ثقافية وفنية ولقاء المثقفين والفنانين ومع هذا التطور الذي نشهده اصبح من خططنا الالتفات للمواهب القادمة مع المحافظة وتقدير مثقفي وفناني الوطن الذين لهم حضورهم ونستفيد من خبراتهم وتواجدهم الدائم معنا فلا يمكن أن نلغي تجربة بحجة أن اسماءهم متداولة ونكتفي بهذا القدر فلا تسمح لنا الذائقة والا الادب معهم أن نبتعد عنهم بالمقابل عملنا على تفعيل دور الزملاء لاستخدام المنصات الرقمية والتواصل مع المواهب والمبدعين وفتح ابواب الجمعية لهم ودعوتهم للمشاركة في برامج وفعاليات الجمعية وتقديم كل ما يمكن تقديمه لهم من التوجيه والارشاد والورش والدورات كما قدمنا العديد من المسابقات الثقافية والفنية عبر المنصات الرقمية ومنها مسابقة الثقافة في قلب الحدث والتي تعاونا فيها مع النادي الأدبي وعمادة شؤون المكتبات بجامعة الملك عبدالعزيز وكان من اهدافها دعم منصة أوديو كتاب لتصبح أكبر منصة محتوى صوتي ونتمنى من الجميع المساهمة والمشاركة في هذه المنصة النوعية.
* لماذا تتكرر الأسماء برأيكم في المشهدين الثقافي والفني رغم اتساع الفرص ووجود كنوز فكرية مغيبة ؟
ربما قلت وجهة نظري في ردي على السؤال السابق عن الاسماء والتكرار المزعوم فانا لا ارى تكرار للأسماء هناك ثبات في حضور الاسماء المبدعة وهذا في اعتقادي امر ايجابي لتكريس التجربة وتقديمها كمنجز والمجال مفتوح لاستقبال الاسماء الجديدة واعتقد ان هناك فجوة يمكن ردمها في التواصل بين المبدع والمؤسسات الثقافية.
* الشباب هم محور رؤية 2030 ماذا قدمت الجمعية لشباب وبنات جدة ؟
الجمعية كانت ومازالت طيلة مايقارب خمسة عقود الحاضن الأكبر والأكثر ترحيباً بالمواهب من الجنسين وإضافة إلى الدور الذي تقوم به اللجان المتخصصة في الجمعية عملنا على اطلاق العديد من المبادرات والملتقيات لدعم وتسليط الضوء على كل مبدع ومبدعه ونحن في الجمعية نؤمن بان الإنسان السعودي أعظم ثروات الوطن ونستلهم من كلمات سمو ولي العهد في هذا الشأن الحافز لترسيخ قيم الاعتزاز بشباب الوطن وقدراتهم الإبداعية في شتى المجالات.
* كيف ترون حركة الفن المسرحي وماذا عن مستقبل المسرح من وجهة نظركم ؟
الحركة المسرحية السعودية عانت كثيراً من قلة الدعم ولكنها في الفترة الحالية تشهد ولادة هيئة المسرح وفرقة المسرح الوطني وهناك اهتمام كبير من وزارة الثقافة لتسريع وتيرة العمل المسرحي وانشاء بنية تحتية وتأهيل الكوادر ومنح المواهب الفرصة للتعبير عن عمق الثقافة السعودية من على خشبة المسرح.
* وكيف تقيّم دور وزارة الثقافة ؟
لست من يُقيّم دور الوزارة فأنتم من يستطيع يلمس تلك الخطوات المتسارعة المنسجمة مع ما تشهده المملكة من قفزات على كافة الاصعدة وما وزارة الثقافة إلا جزء من هذا التوجّه ونحن نعيش معها التفاؤل وهي قادرة على إحداث نقلة نوعية كبيرة في قطاع الثقافة والفنون والتراث وهذا ما لمسناه مؤخرا من خطوات تبعث على الضوء القادم في مشهدنا الثقافي في عمومه
* في جدة مهتمون بالإخراج التلفزيوني والسينمائي. ماذا قدمت الجمعية لهم؟
الجمعية دائماً وابداً تقف الى صف الفنان والمثقف والمبدع وتسخر كل امكانياتها لخدمة المثقفين والفنانين وفي مجال صناعة الافلام قدمنا العديد من الورش والدورات والمحاضرات وعرضنا الافلام القصيرة وأرجو ان يدرك الجميعة ليس لديها المال الكافي لدعم الشباب وانتاج اعمالهم ونتطلع الى مد جسور التعاون مع شركات الانتاج.
* الجميع يعلم قلة الدعم الذي يقدم لجمعيات الثقافة والفنون كيف تغلبتم على هذا الشح ؟
عندما يرغب الإنسان أن يُقدم سيقدم وفق معطيات وامكاناته المادية ونحن في الجمعية نسير وفق خطط مرسومة وفق ما هو متاح والبحث عن شراكات وموارد تدعم البرامج وفق الآليات المسموح بها والمتاحة لنا
* يتهمكم البعض بالمحاباة والمجاملات في دعم وتقديم الأعمال الثقافية والفنية . بماذا تردون ؟
حقيقة لا أعلم أين تكمن المحاباة والمجاملة في عملنا
نحن يا عزيزي نعمل الى حدا ما بنظام الفزعة الثقافية وفي اعتقادي لولا هذه الفزعة لتعطلت الكثير من البرامج والفعاليات ولكن ثق أن المحاباة والمجاملة لا تكون على حساب العمل والمنجز والمتابع لبرامج وفعاليات الجمعية يدرك أن جميع من شارك قدم ما يستحق العرض والظهور ومن يأتي للجمعية نرحب به ونقدم له الشكر والجمعية متاحة للجميع وفق ضوابطها وآلية عملها هات من يقدم مشروعا ثقافيا فنيا ونحن نعمل معه ونتعاون معه الجميع يا صديقي عندما يقدم مشروع يقدم معه ميزانية ربحية والجمعية لا تستطيع دفع تلك المبالغ
- الجامعات في جدة لديها الامكانيات وتزخر بالكوادر في الثقافات والفنون والترجمة . هل لكم تعاون أو تنسيق معها ؟
نسعى مؤسساتنا التعليمية ومنها الجامعات إلى تقديم ما يحقق اهداف وتطلعات رؤية 2030 ومستهدفاتها في جوانبها الثقافية وقدمنا عدد من المبادرات من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات مع جامعة عفت وجامعة الملك عبدالعزيز. وقريبا مع جامعة جدة وجامعة الأعمال والتكنلوجيا ولا زلنا ننتظر تفعيل عدد من المبادرات النوعية في قادم الايام ونتمنى أن لا تكون اتفاقياتنا مع الجامعة حبر على ورق.
* لماذا لا تتبنى جمعية الثقافة والفنون تجميل التشوهات البصرية بمتطوعين في الفنون بالتنسيق مع أمانة جدة ؟
نحن في مدينة ساحرة بجمالها و تعد منارة للثقافة والفنون ليس على مستوى المملكة فحسب بل على مستوى العالم وعشقي لجدة منذ الطفولة وقد تحدثت عن الكثير من المبادرات ومنها تطبيق روزنامة الفعاليات التي تساهم في عملية الجذب السياحي .. وقدمنا من خلال ملتقى مكة الثقافي في نسخته الثالثة مبادرة لتحسين التشوه البصري واجتمعنا مع المدير التنفيذي للملتقى في تلك المرحلة الدكتور الحسن الصعدي وانصافا للرجل فقد جمع جميع مدراء الدوائر الحكومية ذات الصلة في جولة ميدانية وكان الرجل يتقد بالحماس والحرص ويتحدث عن رغبة الامير خالد الفيصل في تحويل جدة الى مدينة تضيء بالجمال في كل زواياها..
وتم التوجيه بالتعاون مع الجمعية فيما يخص الجوانب الفنية والجداريات والأعمال الفنية وقدمنا تصور شارك فيه نخبة من كبار الفنانين التشكيلين ولكن مع الأسف اعتذرت الأمانة لعدم وجود ميزانية..
ونحن في جمعية الثقافة والفنون لسنا جمعية خيرية نقدم الاعانات المالية صحيح لا نملك المال ولكننا أغنياء بالكوادر المبدعة ومتى ما تعاونت معنا الجهات الأخرى سنجد الأثر النوعي.
* هل تواجه الجمعية عوائق تنظيمية أو مالية في تحقيق أهدافها ؟.
الدولة أساساً تصرف على الثقافة والفنون وتدعم هذه القطاعات بإعانات. وفلسفتنا تقوم على أن الثقافة والفنون كمؤسسات ينبغي أن تكون هي، على العكس، رافد استثماري يدعم صناعة الثقافة والفنون، ويسهم بدوره، مثلما تقوم الصناعات الأخرى بدعم خزينة الدولة، وهذا ما نطمح وننشط في سبيل تحقيقه
* بعد إنشاء وزارة الثقافة هناك من يطالب بالغاء الأندية الأدبية والجمعيات هل تؤيد ذلك أم تعارضه.
إنشاء وزارة الثقافة حدث تاريخي طال انتظاره وهذا يؤكد ويرسخ أهمية الثقافة كرافعة حضارية للمجتمع وأنا على يقين أن مستقبل ثقافتنا مشرق ومزدهر أما المطالبة بالغاء الأندية والجمعيات فالأمر يعود لصاحب القرار الذي لديه الصورة الكلية لمشهدنا الثقافي ويمكنه تقييم أداء وعمل هذه المؤسسات التي تعد ذاكرة للثقافة السعودية.
*أنت في ذات المشهد كنت تعمل في صحافته وتمارس دورك كمثقف فاعل والآن تدير أحد أهم مؤسساته الثقافية الفاعلة عبر تاريخها فما هي وجهة نظرك بتجرد؟
من غير المنطق وضع الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنونون بفروعها الستة عشر في كفة وأحدة فلكل جهة وضعها الخاص وكذلك لا يمكن وضع الأندية مجتمعة في كفه واحدة فلكل نادي وضعه الخاص كذلك وهذا ينطبق على الجمعيات والمطلع على الامكانيات المتاحة للأندية الأدبية يجدها تملك مقرات ولها ميزانيات ولكل نادي اسقلالية حيث يتم انتخاب رئيس مجلس الإدارة من خلال الجمعية العمومية ويمكنها استثمار مقراتها مما يمنحها القدرة على البقاء والاستمرارية وأتنمنى أن يعاد النظر في تنظيمها ودعمها بحيث تصنف إلى فئات بحسب المناطق الإدارية والمحافظات ولو تم عمل مقارانة في ظل هذه المساوة لوجدنا بينها بون شاسع نادي جدة الأدبي على سبيل المثال يقدم برامج وفعاليات لا يمكن مقارنتها بغيره من حيث الكم والكيف.
في حين لا تملك فروع الجمعية مقرات ومعظمها مستأجرة وميزانيتها محدودة وتعتمد في برامجها وفعالياتها على جهود مدراء الفروع وكلمة حق جميع الزملاء يعملون كل مافي وسعهم لخدمة الوطن.
* ماذا عن من ينتقد اعمال الجمعية ويقلل من جهودها ؟
أن ينتقد للبناء هذا مرحب به ومن ينتقد ليقول أنا هنا نقول له ابق في مكانك.
* ماذا لديكم من مشاريع ثقافية / فنية قادمة ؟
الحقيقة لدينا عدد من الخطط والمشاريع وهي مشاريع
كبيرة تليق وجدة الحالمة لدينا مشروع يُعنى بالشعر الشعبي وهذا ملف كبير انهينا دراسته ونحتاج إلى راعي فالمملكة تزخر بالشعراء المبدعين سواء من الشباب أو من التجارب الشعرية والمقامات التي صنعت فارقا في ساحة الشعر والدينا مشروع مهرجان جدة الموسيقي و
كذلك لدينا مشروع عن الخط العربي واصبح مكتمل من حيث الدراسة ايضا وهذا سينفذ خلال هذا العام عام الخط العربي
وبعض المشاريع لدى لجنة المسرح والفنون التشكيلية ومتى ماتوفر الدعم والرعاية ستجد مشاريعنا النور.
في الختام هل أنت متفأل بمستقبل الثقافة السعودية؟
هناك فجر جديد ونحن الآن في عملية بناء وكل ماحولنا يبشر بنهضة وطنية شاملة في شتى المجالات والمتأبع للشان السعودي يدرك أننا نسير بوتيرة متسارعة نحو مستقبل مزدهر.. ياصديقي هذا الوطن العظيم بكل مكوناته بقيادة خادم الحرمين وسمو ولي العهد يراهن على الإنسان السعودي صانع المنجزات.