مطلوب تكتل يفرض أمراً واقعاً جديداً
تاريخ النشر: 13 أبريل 2021 00:16 KSA
ما يلفت النظر في التصريحات والتصرفات الإيرانية فيما يتعلق بالعودة الأميركية للالتزام بالاتفاق النووي مع إيران أنها تبالغ في الممانعة والدلال حتى وصل الأمر باشتراطهم أن يقيم الوفد الأميركي المفاوض في جنيف بفندق مختلف عن الفندق الذي ينزل فيه الوفد الإيراني وبقية المفاوضين وأن لا يحضر المفوض الأميركي الى قاعة المفاوضات ولا يكون الحوار فيما بينه والممثلين الإيرانيين مباشراً. والغرابة في هذا الأمر أن طهران تعلم برغبة واشنطن العودة للاتفاقية النووية بدون شروط مسبقة، إذ إن الرئيس الأميركي جو بايدن كتب على صفحات CNN يوم 13 سبتمبر 2020 يقول إنه عائد الى اتفاق أوباما مع إيران للحد من قدراتها النووية بطريقة "أكثر ذكاءً". وقال بايدن في مقاله: "ليست لدي أوهام عما يشكله النظام الإيراني من تحديات لمصالحنا الأمنية، ولأصدقائنا وشركائنا وللشعب الإيراني أيضاً". وواصل القول: "وهذا ما سأفعله:
أولاً.. سألتزم بشكل حاسم بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
وثانياً.. سوف أفرض على إيران العودة إلى الدبلوماسية، إذا عادت إيران للالتزام بالاتفاقية النووية كخطوة أولية لمفاوضات تليها. وسيشمل ذلك الإفراج عن المعتقلين الأميركيين ووقف تجاوزات النظام لحقوق الإنسان.. وسنعمل على المساعدة في إنهاء الصراعات الإقليمية، بما فيها الحرب في اليمن.
وثالثاً.. سنواصل العمل ضد أنشطة إيران التي تهدد أصدقاءنا وشركاءنا في المنطقة".
أي أنه من الواضح أن العودة الأميركية الى اتفاقية إيران النووية لا تسبقها أي شروط من الواجب على الإيرانيين الالتزام أو التعهد بها. وأن ما سيليها سيكون مفاوضات قد تنجح أو لا تنجح، إلا أن الإيرانيين يرغبون في إخراج عملية العودة الأميركية للاتفاقية النووية عبر مسرحية يحددون أدوارهم وأدوار الأميركيين فيها، وربما يرغبون بتبرير ما قد يضطرون لتقديمه من تنازلات أو تعديل لبعض بنود الاتفاقية خاصة تمديد الفترة الزمنية لها.
ولا شك أن الإيرانيين ليسوا في عجلة من أمرهم في مفاوضاتهم المباشرة وغيرالمباشرة مع إدارة بايدن، إذ يأملون أن تشغل قضايا المواجهة الأميركية للصين وروسيا جزءاً كبيراً من اهتمامات واشنطن بحيث لا يكون لديها الوقت أو الجهد للاهتمام بالشرق الأوسط. بالإضافة الى ما يمكن أن يكونوا قد تلقوه من وعود من اليسار الأميركي المتطرف وممثليه في الكونجرس بتأييد دور إقليمي رئيسي لطهران، والدفاع عن إيران تجاه البيت الأبيض والرأي العام الأميركي، كما يفعل بعضهم في الوقت الحاضر.
هذا الوضع الخطير يجعل مستقبل المنطقة على كف عفريت!!، ومن هنا تقع مسئولية كبيرة على دول المنطقة أن تعمل على حماية نفسها من الأضرار القادمة والسعي لتصحيح وجهة الأحداث في المنطقة وفرض أمر واقع آخر. ولن تتمكن أي دولة شرق أوسطية من تحقيق ذلك لوحدها بل لا بد من خلق تكتل لقوى الخير تضع إستراتيجية يتولى التكتل تنفيذها ويخلق الواقع الجديد الذي يفرض على الآخرين، خاصة أميركا، أن تتعامل معه.
وبدون هذا التكتل، فإن الخصم الإيراني سيسعى مع غض نظر أميركي في الوقت الحاضر إلى الاستفراد بدول المنطقة واحدة بعد الأخرى وبث الفوضى فيها.
أولاً.. سألتزم بشكل حاسم بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
وثانياً.. سوف أفرض على إيران العودة إلى الدبلوماسية، إذا عادت إيران للالتزام بالاتفاقية النووية كخطوة أولية لمفاوضات تليها. وسيشمل ذلك الإفراج عن المعتقلين الأميركيين ووقف تجاوزات النظام لحقوق الإنسان.. وسنعمل على المساعدة في إنهاء الصراعات الإقليمية، بما فيها الحرب في اليمن.
وثالثاً.. سنواصل العمل ضد أنشطة إيران التي تهدد أصدقاءنا وشركاءنا في المنطقة".
أي أنه من الواضح أن العودة الأميركية الى اتفاقية إيران النووية لا تسبقها أي شروط من الواجب على الإيرانيين الالتزام أو التعهد بها. وأن ما سيليها سيكون مفاوضات قد تنجح أو لا تنجح، إلا أن الإيرانيين يرغبون في إخراج عملية العودة الأميركية للاتفاقية النووية عبر مسرحية يحددون أدوارهم وأدوار الأميركيين فيها، وربما يرغبون بتبرير ما قد يضطرون لتقديمه من تنازلات أو تعديل لبعض بنود الاتفاقية خاصة تمديد الفترة الزمنية لها.
ولا شك أن الإيرانيين ليسوا في عجلة من أمرهم في مفاوضاتهم المباشرة وغيرالمباشرة مع إدارة بايدن، إذ يأملون أن تشغل قضايا المواجهة الأميركية للصين وروسيا جزءاً كبيراً من اهتمامات واشنطن بحيث لا يكون لديها الوقت أو الجهد للاهتمام بالشرق الأوسط. بالإضافة الى ما يمكن أن يكونوا قد تلقوه من وعود من اليسار الأميركي المتطرف وممثليه في الكونجرس بتأييد دور إقليمي رئيسي لطهران، والدفاع عن إيران تجاه البيت الأبيض والرأي العام الأميركي، كما يفعل بعضهم في الوقت الحاضر.
هذا الوضع الخطير يجعل مستقبل المنطقة على كف عفريت!!، ومن هنا تقع مسئولية كبيرة على دول المنطقة أن تعمل على حماية نفسها من الأضرار القادمة والسعي لتصحيح وجهة الأحداث في المنطقة وفرض أمر واقع آخر. ولن تتمكن أي دولة شرق أوسطية من تحقيق ذلك لوحدها بل لا بد من خلق تكتل لقوى الخير تضع إستراتيجية يتولى التكتل تنفيذها ويخلق الواقع الجديد الذي يفرض على الآخرين، خاصة أميركا، أن تتعامل معه.
وبدون هذا التكتل، فإن الخصم الإيراني سيسعى مع غض نظر أميركي في الوقت الحاضر إلى الاستفراد بدول المنطقة واحدة بعد الأخرى وبث الفوضى فيها.