رمضان.. شهر الطمأنينة

الحمد لله الذي أحيانا إلى أن رأينا هذا الشهر الكريم ونحن في خير وعافية وأمن واستقرار وهناء ورخاء، ورحم الله تعالى من فارقنا وجعل مقامهم عنده مقامًا عليًا.

أيها الصائم.. لقد فرض الله الأعز الأكرم هذا الشهر العظيم على القادر على صيامه، والذي لا يستطيع ذلك؛ يَجْبُره بالصدقة على الفقراء والمساكين، مواطنين أو مقيمين.. شهر الهدوء والطمأنينة.. رمضان يهذب كل شيء فينا، بطوننا وأبصارنا وألسنتنا وآذاننا، ويحثنا على التدبّر عندما نقرأ القرآن الكريم، لا على السباق في من يختم المصحف قبل الآخر.. رمضان يطلب منّا القراءة النوعية لكتاب الله الكريم، وليس الكمية الشائعة بين الناس.. رمضان ليس كما يقال أن أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار؛ بل هو كل يوم فيه رحمة ومغفرة وعتق من النار، نعم هو كذلك كاملٌ لا يتجزّأ في بركته وعطائه وروحانيته، وهذا فضلٌ كبيرٌ من الله الكبير المتعال.. لا إكراه في الصيام وإجبار الصغار على صومه بحجة تعويدهم على الصوم، وأنه يشفع لوالديهم.. فهل إرغام الصغار على الصيام في سبيل إشباع أنانية والديهم ليحصلا على ثواب ذلك، عملٌ تربويٌ صالح؟ بالعكس، قد يمتثلون للقسر من والديهم، ولكن الخوف أن يثأر لنفسه، وتضعف رغبته للصيام عندما يكبُر؛ انتقامًا للعنف الذي واجهه من والديه في صغره.


لا تقارن نفسك ببنيك في هذا العصر الغريب والعجيب والمريب.. لا مانع من أن تأمرهم بالحكمة والموعظة الحسنة والتشجيع المادي والمعنوي على الصيام بما في وُسْعهم، بعيدًا عن الإكراه والتخويف بنار جهنم، ولك في ذلك أجر كبير.

لا تظلم بطنك وتأكل كل شيء أكْلًا لمّا، إنه شهرٌ طِبّيٌّ صِحّي لعلاج أمراض قد لا تعرفها، فيعيد جهازك الهضمي إلى طبيعته الصحية.. أنظرْ إلى علماء الطب الغربي كيف لجأوا إلى الصيام لعلاج مرضاهم بصورة أذهلتهم، وهذه هي حكمة أخرى منه.

أخبار ذات صلة

الطرق البطيئة
في العتاب.. حياةٌ
مهارة الإنصات المطلوبة على المستوى الدولي
مقوِّمات.. لاستقرار الشركات العائلية
;
ستيف هوكينغ.. مواقف وآراء
لا تخرج من الصندوق!
(قلبي تولع بالرياض)
سياحة بين الكتب
;
تمويل البلديات.. والأنشطة المحلية
الإدارة بالوضوح!
نحـــــاس
أدوار مجتمعية وتثقيفية رائدة لوزارة الداخلية
;
«صديقي دونالد ترامب»
قِيم الانتماء السعودية
جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!