الدراما العربية في رمضان ومواجهة الفكر المتطرف
تاريخ النشر: 23 أبريل 2021 01:25 KSA
في زحام معتاد وتنافس شرس بين صناع الدراما العربية في شهر رمضان منذ زمن بعيد أخذت على عاتقي أن لا أنشغل بها خلال الشهر وأتابعها بعد انقضائه حيث تعاد أو أجدها في مواقع إلكترونية مختلفة، ولكن هناك مسلسلات تفرض وجودها وحضورها القوي في زمن مواقع التواصل الاجتماعي التي تمثل نبض الشارع اليوم، منذ طفولتي المبكرة تستهويني القصص البوليسية ومازال خالدًا في ذاكرتي مسلسل «رأفت الهجان» والفنان القدير محمود عبدالعزيز -رحمه الله- من ملفات المخابرات المصرية، ومسلسلا «الجماعة والعائلة» للكاتب المبدع وحيد حامد وسلسلة الأفلام التي قام بها الفنان القدير الزعيم عادل إمام لتعرية الفكر الإخواني الإرهابي المتطرف.
في هذا العام تصدر اسم مسلسل «القاهرة كابول» ليكون حضوره طاغيًا، المؤلف عبدالرحيم كمال أبدع وتميز في لغة الحوار بين نجومه الذين تفوقوا على أنفسهم في ملحمة حوارية فكرية مختلفة تمامًا عن كل ما يعرض في الدراما العربية، طارق لطفي الذي يؤدي دور رمزي الإرهابي استمعت للقاء معه وهو يتحدث عن الشخصية التي يؤديها وينفي أنه مقصود بها شخص بعينه وإن كان الجمهور حدد اسمًا بعينه لكنه رد بذكاء عجيب بأن المؤلف اختار اسم رمزي ليكون هذا الإرهابي رمزًا لكل متطرف وإرهابي في العالم ويأخذ صفة ومن كل شخصية قد تكون معروفة إعلاميًا وقد تكون مجهولة لم يتم تداول صورها وحركاتها بين عامة الناس ولكن هناك مرجعية للمسلسل من قبل فريق عمل قدم لنا وجبة فكرية فائقة الجودة.. في مشهد استمر لمدة نصف ساعة لم يتحرك المشاهد العربي ولم يغفل عن كل كلمة دارت بين أربعة أصدقاء كانوا يومًا ما في بيت واحد نشأوا في حي واحد ولكن بعد ثلاثين عامًا التقوا وقد فرقت بينهم السبل وفي عودة سريعة للماضي يوضح لنا الكاتب كيف يتشكل فكر الإنسان وكيف يعمل من أجل تحقيق أحلام الطفولة، من يصنع المتطرف في المجتمعات، ومن يصنع الفنان أو صاحب القضية وطالب العدالة والحق المبين ويحمل لواء الاعتدال والتسامح والعدل بين الناس، ومن يصنع ذلك الأناني العاشق للمال والشهرة حد الجنون، في قراءة نفسية اجتماعية لم أشهد مثلها في الدراما العربية، مبهر لحد كبير ومحلق في سماء الإبداع الفني في أقصى درجاته ليرشح هذا المشهد ليكون الأول بين كل المشاهد التي عرضت في كل المسلسلات، ليس سهلًا أن تجذب المشاهد لحوار فكري، ولكن تألق الفنانين خالد الصاوي وأحمد رزق وفتحي عبدالوهاب مع طارق لطفي لم يتركوا للمشاهد فرصة ليذهبوا بعيدًا لغة جسد في قمة الاحتراف وحوار كتب بمنتهى الدقة ونظرات عيونهم كانت تحكي أيضًا عن مكنونات نفوسهم والتي استقرت في عقولنا وقلوبنا.
أما الفنان القدير المبدع المحترف نبيل الحلفاوي دوره مختلف -الرجل الحكيم- كيف يحاور الشباب ويواجه الفكر بالفكر والحجة بالحجة بهدوء وسمت الوقار والإيمان العميق بكل كلمة يتفوه بها، يعلمنا كيف يكون حب الأوطان والاعتزاز بالهوية، توقفت عند قوله: «مصر عزيزة على ربها»، ما أجملها وأبسطها من عبارة، جعلتني أغرد بكلماته وأقول إما أن تكون الدراما صاحبة رسالة وطنية وإما فهي مثل هذه الأوقات لا داعي لها، فحب الوطن من الإيمان، هذه عقيدة يحيا بها المخلصون لأوطانهم الآمنون في دورهم، والفكر لا يواجه إلا بفكر قوي ثابت ثبوت الجبال الرواسي واللغة دومًا تمتلك سحرًا عجيبًا، علاقة الأب بابنته الفنانة حنان مطاوع التي تتألق مع هذه الكوكبة من النجوم لتخبرنا بأنها سليلة بيت فني عريق والدها كرم مطاوع وأمها سهير المرشدي لكل منهما بصمة لا تنسى في عالم الفن المصري الأصيل.
عودة لمشهد أثر في داخلي كثيرًا ذلك الطفل رمزي تطرف فكريًا بسبب جار لهم في البناية كان يستأثر به ويلقنه دروسًا وكلمات تجعل منه إرهابيًا صغيرًا يكبر مع الأيام في غفلة من أبويه، تحركت في داخلي مشاعر الأمومة والمعلمة والمربية وقلت في نفسي ليت كل الآباء والأمهات والمربين يشاهدون هذا المشهد ليبحثوا دومًا في سنوات تشكل الفكر لدى الإنسان، نحن لا ننجب أطفالا لنكتفي بتعليمهم في المدارس ولا الاهتمام بصحتهم البدنية ولا نكتفي بأن يعيشوا معنا بأجسادهم ولا نعلم ماذا يدور في عقولهم ومن هم قرناؤهم وجلساؤهم الذين يختطفونهم ونحن في غفلة.. سلامة العقل والفكر أهم بكثير من سلامة البدن، المعتل فكريًا لن يكون من السهولة بمكان استبدال أفكاره المتطرفة التي غرست في طفولته لنستبدلها بفكر معتدل.. المسؤولية والأمانة عظيمة وأعداء الأمة يريدون أن يغيبوا العقول ويستغلوها في حركات متطرفة مدمرة ويقوموا بغسل الأدمغة بهذه الطريقة وبهدوء شديد، القتلة والسفاحون والمتطرفون لا يولدون بهذه الصفات ولا الأفكار المتطرفة هناك من يغذي هذا الفكر ويعمل على صناعته، لنكن على أعلى درجات الوعي الإنساني ولن يستطيع عدو مهما بلغت قوته ونحن متسلحون بالفكر المعتدل والايمان العميق بأننا مع الله ولن يتركنا أعمالنا، لنكن أكثر حرصًا على فلذات أكبادنا هم قرة أعيننا وهم عدة المستقبل ويعول عليهم بناء حضارة إنسانية تليق بنا وبهم، حفظ الله أهل أوطاننا وحفظ عقولنا وقلوبنا من كل سوء، اللهم إني أستودعك وطني وقيادته وشعبه ورجاله ونساءه وشبابه يا من لا تضيع عنده الودائع واجعلنا في هذا الوطن آمنين مطمئنين نحمل راية الاعتدال والوسطية والتسامح والتعايش بعيدًا عن الفكر المتطرف والكراهية.. واجعلنا من عمار هذه الأرض وخير من استخلفتهم عليها يا قوي ياعزيز يا متين كن لنا ولا تكن علينا وامددنا بنصر من عندك على أنفسنا الأمارة بالسوء واجعلها نفوسًا عامرة بالحب والسلام والسكينة والسعادة.
في هذا العام تصدر اسم مسلسل «القاهرة كابول» ليكون حضوره طاغيًا، المؤلف عبدالرحيم كمال أبدع وتميز في لغة الحوار بين نجومه الذين تفوقوا على أنفسهم في ملحمة حوارية فكرية مختلفة تمامًا عن كل ما يعرض في الدراما العربية، طارق لطفي الذي يؤدي دور رمزي الإرهابي استمعت للقاء معه وهو يتحدث عن الشخصية التي يؤديها وينفي أنه مقصود بها شخص بعينه وإن كان الجمهور حدد اسمًا بعينه لكنه رد بذكاء عجيب بأن المؤلف اختار اسم رمزي ليكون هذا الإرهابي رمزًا لكل متطرف وإرهابي في العالم ويأخذ صفة ومن كل شخصية قد تكون معروفة إعلاميًا وقد تكون مجهولة لم يتم تداول صورها وحركاتها بين عامة الناس ولكن هناك مرجعية للمسلسل من قبل فريق عمل قدم لنا وجبة فكرية فائقة الجودة.. في مشهد استمر لمدة نصف ساعة لم يتحرك المشاهد العربي ولم يغفل عن كل كلمة دارت بين أربعة أصدقاء كانوا يومًا ما في بيت واحد نشأوا في حي واحد ولكن بعد ثلاثين عامًا التقوا وقد فرقت بينهم السبل وفي عودة سريعة للماضي يوضح لنا الكاتب كيف يتشكل فكر الإنسان وكيف يعمل من أجل تحقيق أحلام الطفولة، من يصنع المتطرف في المجتمعات، ومن يصنع الفنان أو صاحب القضية وطالب العدالة والحق المبين ويحمل لواء الاعتدال والتسامح والعدل بين الناس، ومن يصنع ذلك الأناني العاشق للمال والشهرة حد الجنون، في قراءة نفسية اجتماعية لم أشهد مثلها في الدراما العربية، مبهر لحد كبير ومحلق في سماء الإبداع الفني في أقصى درجاته ليرشح هذا المشهد ليكون الأول بين كل المشاهد التي عرضت في كل المسلسلات، ليس سهلًا أن تجذب المشاهد لحوار فكري، ولكن تألق الفنانين خالد الصاوي وأحمد رزق وفتحي عبدالوهاب مع طارق لطفي لم يتركوا للمشاهد فرصة ليذهبوا بعيدًا لغة جسد في قمة الاحتراف وحوار كتب بمنتهى الدقة ونظرات عيونهم كانت تحكي أيضًا عن مكنونات نفوسهم والتي استقرت في عقولنا وقلوبنا.
أما الفنان القدير المبدع المحترف نبيل الحلفاوي دوره مختلف -الرجل الحكيم- كيف يحاور الشباب ويواجه الفكر بالفكر والحجة بالحجة بهدوء وسمت الوقار والإيمان العميق بكل كلمة يتفوه بها، يعلمنا كيف يكون حب الأوطان والاعتزاز بالهوية، توقفت عند قوله: «مصر عزيزة على ربها»، ما أجملها وأبسطها من عبارة، جعلتني أغرد بكلماته وأقول إما أن تكون الدراما صاحبة رسالة وطنية وإما فهي مثل هذه الأوقات لا داعي لها، فحب الوطن من الإيمان، هذه عقيدة يحيا بها المخلصون لأوطانهم الآمنون في دورهم، والفكر لا يواجه إلا بفكر قوي ثابت ثبوت الجبال الرواسي واللغة دومًا تمتلك سحرًا عجيبًا، علاقة الأب بابنته الفنانة حنان مطاوع التي تتألق مع هذه الكوكبة من النجوم لتخبرنا بأنها سليلة بيت فني عريق والدها كرم مطاوع وأمها سهير المرشدي لكل منهما بصمة لا تنسى في عالم الفن المصري الأصيل.
عودة لمشهد أثر في داخلي كثيرًا ذلك الطفل رمزي تطرف فكريًا بسبب جار لهم في البناية كان يستأثر به ويلقنه دروسًا وكلمات تجعل منه إرهابيًا صغيرًا يكبر مع الأيام في غفلة من أبويه، تحركت في داخلي مشاعر الأمومة والمعلمة والمربية وقلت في نفسي ليت كل الآباء والأمهات والمربين يشاهدون هذا المشهد ليبحثوا دومًا في سنوات تشكل الفكر لدى الإنسان، نحن لا ننجب أطفالا لنكتفي بتعليمهم في المدارس ولا الاهتمام بصحتهم البدنية ولا نكتفي بأن يعيشوا معنا بأجسادهم ولا نعلم ماذا يدور في عقولهم ومن هم قرناؤهم وجلساؤهم الذين يختطفونهم ونحن في غفلة.. سلامة العقل والفكر أهم بكثير من سلامة البدن، المعتل فكريًا لن يكون من السهولة بمكان استبدال أفكاره المتطرفة التي غرست في طفولته لنستبدلها بفكر معتدل.. المسؤولية والأمانة عظيمة وأعداء الأمة يريدون أن يغيبوا العقول ويستغلوها في حركات متطرفة مدمرة ويقوموا بغسل الأدمغة بهذه الطريقة وبهدوء شديد، القتلة والسفاحون والمتطرفون لا يولدون بهذه الصفات ولا الأفكار المتطرفة هناك من يغذي هذا الفكر ويعمل على صناعته، لنكن على أعلى درجات الوعي الإنساني ولن يستطيع عدو مهما بلغت قوته ونحن متسلحون بالفكر المعتدل والايمان العميق بأننا مع الله ولن يتركنا أعمالنا، لنكن أكثر حرصًا على فلذات أكبادنا هم قرة أعيننا وهم عدة المستقبل ويعول عليهم بناء حضارة إنسانية تليق بنا وبهم، حفظ الله أهل أوطاننا وحفظ عقولنا وقلوبنا من كل سوء، اللهم إني أستودعك وطني وقيادته وشعبه ورجاله ونساءه وشبابه يا من لا تضيع عنده الودائع واجعلنا في هذا الوطن آمنين مطمئنين نحمل راية الاعتدال والوسطية والتسامح والتعايش بعيدًا عن الفكر المتطرف والكراهية.. واجعلنا من عمار هذه الأرض وخير من استخلفتهم عليها يا قوي ياعزيز يا متين كن لنا ولا تكن علينا وامددنا بنصر من عندك على أنفسنا الأمارة بالسوء واجعلها نفوسًا عامرة بالحب والسلام والسكينة والسعادة.