المستقبل.. حرب أم سلام أم فوضى؟
تاريخ النشر: 27 أبريل 2021 03:36 KSA
هل يمكن أن تتحول الحرب الباردة التي تمارسها القوى الكبرى تجاه بعضها البعض الى حرب حقيقية نتيجة لخطأ غير محسوب من هذا الطرف أو ذاك؟.
أميركا صعّدت تهديداتها لروسيا التي سارعت الى حشد حوالي مائة ألف جندي بكامل معداتهم العسكرية خلال الأيام القليلة الماضية على حدود أوكرانيا، وسارعت أميركا الى إدخال سفنها العسكرية الى البحر الأسود في مواجهة واضحة للأسطول الروسي، وواصل فلاديمير بوتين التصعيد المضاد الى الأسبوع قبل الماضي حين بدأ سحب جزء من هذه القوات مع معداتهم بعيداً من الحدود مع أوكرانيا. ونشر ديمتري ميدفيف، رئيس الوزراء الروسي السابق، مقالاً في موسكو، الجمعة قبل الماضية، يقول فيه إن الولايات المتحدة الأميركية لم تعد تحترم قوة روسيا. وبالمقابل وافق الرئيس الروسي على اقتراح جو بايدن، الرئيس الأميركي، اللقاء في عاصمة دولة ثالثة رغماً عن أنه وصفه بالقاتل، كما شارك معه في قمة المناخ الافتراضية وأيّد التوجه الأميركي نحو المزيد من البرامج والتمويل والسعي لمحاربة تغيرات المناخ. بينما يواصل الطرفان تصعيد استعداداتهما العسكرية في أكثر من مكان.
وتسعى الصين الى تأكيد موقعها في الصدارة بمواجهة الحملات الإعلامية والإجراءات الاقتصادية بالتهديد بأنها يمكن أن تصيب أميركا وأوروبا بأضرار كبيرة، وحذر الرئيس الصيني في خطاب له يوم الثلاثاء الماضي من أن على أميركا وحلفائها تجنب التنمر ، وواصلت بكين نشر أساطيلها في بحر الصين حول الجزر الصناعية التي أنشأتها هناك ولمواجهة أساطيل أميركية تسعى لتحدي واختبار النوايا الصينية.. وأرسلت أسراباً من طائراتها العسكرية مرات متعددة فوق تايوان، التي تعتبرها جزءًا من البر الصيني ويقول الأميركيون إنها دولة مستقلة عن الصين وتعهدوا بحمايتها إذا هاجمتها القوات الصينية ولكنهم لم يوقعوا معها، حتى الآن، على أي معاهدات عسكرية تؤكد هذه الحماية.
ويتساءل المراقبون عما إذا كانت الصين تستعد الآن لمهاجمة تايوان والاستيلاء عليها أو إرغام التايوانيين على الالتحاق ببكين كما فعلت مع هونج كونج التي تخلى البريطانيون عنها نتيجة للضغوط الصينية. وهل يمكن لأميركا أن تدافع عن تايوان في وجه أي هجوم صيني أم لن يحدث ذلك.
وما أشرت إليه إنما هو بضعة من الوقائع المتصاعدة التي تهدد بمواجهات عسكرية خاصة وأن أميركا تسعى الآن الى تأكيد موقعها العالمي المهيمن بعد مرحلة الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي سعى الى تغيير أسلوب التعامل مع دول العالم وتخلى عما كان كثيرون يعتبرونه مكاسب أمريكية، مثل حلف الناتو وبرامج محاربة تغير المناخ.
ومع هذه الحركة الأميركية الهجومية في هذا المجال، نجد روسيا تسعى لتأكيد قوتها ومواقعها في أوربا والشرق الأوسط وتقوم الصين بنشر قواتها البحرية والجوية والبرية في مواقع بأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط مما قد يؤدي الى احتكاك في واحد أو أكثر من هذه المواقع.
الأمر الملفت في كل هذه الصورة أن القوى الكبرى، أميركا وأوربا والصين وروسيا، تتعاون في إعادة إيران إلى اتفاقها النووي الأميركي طمعاً في فتح طهران أبوابها للشركات التابعة لهم جميعاً، تاركة، حتى الآن، أمر التخطيط المستقبلي للعلاقات الأميركية الإيرانية بين يدي واشنطن. ويقودنا هذا الأمر للتساؤل عما تسعى إليه واشنطن فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط. وكان بول بريمر ، الحاكم الأميركي للعراق بعد إسقاط صدام حسين، قال في مقابلة تلفزيونية عام 2019 حول ذلك: «عندما أطحنا بصدام، أطحنا معه أيضاً بألف سنة من التسلط السُّني في بلاد ما وراء النهرين بداية من الخلافة العباسية ثم الأتراك ثم البريطانيين مع الهاشميين ثم المملكة الهاشمية، لذلك كانت الأقلية السنية متسلطة على البلد ألف سنة.. في اعتقادي أن هذا الوضع كان غير سليم».. انتهى كلام بريمر.. هل يشير هذا الى توجه مستقبلي معين للسياسة الأميركية في المنطقة أم أنه حكي عن الماضي؟.
أميركا صعّدت تهديداتها لروسيا التي سارعت الى حشد حوالي مائة ألف جندي بكامل معداتهم العسكرية خلال الأيام القليلة الماضية على حدود أوكرانيا، وسارعت أميركا الى إدخال سفنها العسكرية الى البحر الأسود في مواجهة واضحة للأسطول الروسي، وواصل فلاديمير بوتين التصعيد المضاد الى الأسبوع قبل الماضي حين بدأ سحب جزء من هذه القوات مع معداتهم بعيداً من الحدود مع أوكرانيا. ونشر ديمتري ميدفيف، رئيس الوزراء الروسي السابق، مقالاً في موسكو، الجمعة قبل الماضية، يقول فيه إن الولايات المتحدة الأميركية لم تعد تحترم قوة روسيا. وبالمقابل وافق الرئيس الروسي على اقتراح جو بايدن، الرئيس الأميركي، اللقاء في عاصمة دولة ثالثة رغماً عن أنه وصفه بالقاتل، كما شارك معه في قمة المناخ الافتراضية وأيّد التوجه الأميركي نحو المزيد من البرامج والتمويل والسعي لمحاربة تغيرات المناخ. بينما يواصل الطرفان تصعيد استعداداتهما العسكرية في أكثر من مكان.
وتسعى الصين الى تأكيد موقعها في الصدارة بمواجهة الحملات الإعلامية والإجراءات الاقتصادية بالتهديد بأنها يمكن أن تصيب أميركا وأوروبا بأضرار كبيرة، وحذر الرئيس الصيني في خطاب له يوم الثلاثاء الماضي من أن على أميركا وحلفائها تجنب التنمر ، وواصلت بكين نشر أساطيلها في بحر الصين حول الجزر الصناعية التي أنشأتها هناك ولمواجهة أساطيل أميركية تسعى لتحدي واختبار النوايا الصينية.. وأرسلت أسراباً من طائراتها العسكرية مرات متعددة فوق تايوان، التي تعتبرها جزءًا من البر الصيني ويقول الأميركيون إنها دولة مستقلة عن الصين وتعهدوا بحمايتها إذا هاجمتها القوات الصينية ولكنهم لم يوقعوا معها، حتى الآن، على أي معاهدات عسكرية تؤكد هذه الحماية.
ويتساءل المراقبون عما إذا كانت الصين تستعد الآن لمهاجمة تايوان والاستيلاء عليها أو إرغام التايوانيين على الالتحاق ببكين كما فعلت مع هونج كونج التي تخلى البريطانيون عنها نتيجة للضغوط الصينية. وهل يمكن لأميركا أن تدافع عن تايوان في وجه أي هجوم صيني أم لن يحدث ذلك.
وما أشرت إليه إنما هو بضعة من الوقائع المتصاعدة التي تهدد بمواجهات عسكرية خاصة وأن أميركا تسعى الآن الى تأكيد موقعها العالمي المهيمن بعد مرحلة الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي سعى الى تغيير أسلوب التعامل مع دول العالم وتخلى عما كان كثيرون يعتبرونه مكاسب أمريكية، مثل حلف الناتو وبرامج محاربة تغير المناخ.
ومع هذه الحركة الأميركية الهجومية في هذا المجال، نجد روسيا تسعى لتأكيد قوتها ومواقعها في أوربا والشرق الأوسط وتقوم الصين بنشر قواتها البحرية والجوية والبرية في مواقع بأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط مما قد يؤدي الى احتكاك في واحد أو أكثر من هذه المواقع.
الأمر الملفت في كل هذه الصورة أن القوى الكبرى، أميركا وأوربا والصين وروسيا، تتعاون في إعادة إيران إلى اتفاقها النووي الأميركي طمعاً في فتح طهران أبوابها للشركات التابعة لهم جميعاً، تاركة، حتى الآن، أمر التخطيط المستقبلي للعلاقات الأميركية الإيرانية بين يدي واشنطن. ويقودنا هذا الأمر للتساؤل عما تسعى إليه واشنطن فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط. وكان بول بريمر ، الحاكم الأميركي للعراق بعد إسقاط صدام حسين، قال في مقابلة تلفزيونية عام 2019 حول ذلك: «عندما أطحنا بصدام، أطحنا معه أيضاً بألف سنة من التسلط السُّني في بلاد ما وراء النهرين بداية من الخلافة العباسية ثم الأتراك ثم البريطانيين مع الهاشميين ثم المملكة الهاشمية، لذلك كانت الأقلية السنية متسلطة على البلد ألف سنة.. في اعتقادي أن هذا الوضع كان غير سليم».. انتهى كلام بريمر.. هل يشير هذا الى توجه مستقبلي معين للسياسة الأميركية في المنطقة أم أنه حكي عن الماضي؟.