خروج أميركا من أفغانستان ليس نهاية وإنما بداية
تاريخ النشر: 11 مايو 2021 00:17 KSA
أخيراً حسمت أميركا أمرها وقررت الخروج من أفغانستان، وحسناً فعلت. إذ لا يتوقع أن يثمر استمرار بقاء القوات الأميركية وحلفائها في هذه البلاد عن أي نتيجة إيجابية، بل المزيد من الضحايا من الأفغان والقوات الأجنبية، وخاصة الأميركية. وجرب الأميركيون الكثير خلال العشرين سنة التي واصلوا فيها بقاءهم في أفغانستان ولا يستطيعون أن يدعوا الآن أنهم أنشأوا دولة مستقرة أو أن احتلالهم للبلاد نجح في تثبيت نفسه. خصمهم الرئيسي كان ومازال حركة طالبان، ولم ينجح التحالف الشمالي، من قادة قبائل الطاجيك والهزارة والأوزبك أن يقدم دعماً كافياً لحكومة الرئيس أشرف غاني خاصة أنه من قبيلة البشتون وليس من القبائل الشمالية. وبالطبع لن تنتهي مشاكل أفغانستان بانسحاب القوات الأجنبية منها، بل إنها تعلن انتهاء مرحلة وبداية مرحلة جديدة من تاريخ هذا البلد الذي عانى لعشرات السنوات من الحروب والأطماع الخارجية.
وسارع الرئيس الأفغاني، أشرف غاني، الى كتابة مقال في مجلة (الفورين أفيرز) الأميركية يرحب فيه بقرار الإدارة الأميركية سحب ما تبقى من قواتها بحلول 11 سبتمبر2021 (طالب حلفاء أميركا بتمديد هذا التاريخ ليتمكنوا من سحب قواتهم)، ويعبرعن استعداده للاستقالة من منصبه في ظل ظروف مناسبة أعد لها خارطة طريق وضحها في مقاله، وكان متفائلاً جداً فيها. ولكن طالبان لم تنتظر خارطة طريق الرئيس الأفغاني لتتولى السلطة بل أنها أطلقت العنان لجماعاتها للهجوم والاستيلاء على عدة مناطق في البلاد حالما قامت إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، بسحب الآلاف من قواتها حسب تفاهم مع طالبان في فبراير من العام الماضي، بأن طالبان لن تعيد (القاعدة) إلى أفغانستان متى انسحب الأميركيون منها. وحذرت وسائل الإعلام الأميركية وجماعات حقوق الإنسان من أن طالبان ستلغى الحقوق والمكتسبات التي حصلت عليها نساء وفتيات أفغانستان، وقال أنتوني بلينكن، وزيرالخارجية الأميركي، في لقاء تلفزيوني مع محطة أميركية خلال تواجده في أوكرانيا يوم 6 إبريل رداً على سؤال بهذا الشأن إن «أي حكومة تقوم بذلك ستعتبرمنبوذة ولن تتلقى أي دعم من المجتمع الدولي».
من المتوقع أن يؤدي خروج أميركا العسكري من أفغانستان الى فتح الطريق لدول أخرى ترى أن لها مصالح في البلاد وعليها حمايتها، ومن أبرز هذه الدول باكستان التي اتهمها الرئيس الأفغاني في مقاله بأنها تؤيد طالبان، وكذلك الصين التي تقع حدودها مع أفغانستان ولديها قلق من أنه إذا تولت طالبان الحكم في كابول فإنها ستسعى لدعم الحركات الإسلامية الصينية في إقليم تركستان المتاخم لها وتشجع دعواتها الانفصالية. وستواصل إيران لعب دورهام في جارتها الأفغانية، بينما سعت الهند الى أن يكون لها دور في البلاد إلا أنها لم تنجح كثيراً ويتوقع أن تكثف جهودها بغياب الوجود العسكري لحليفها الأميركي. كما ترغب موسكو في العودة بقوة الى الساحة الأفغانية التي خسرت فيها الكثير عندما كان الاتحاد السوفيتي قائماً ولها فيها حلفاء بالإمكان الاستعانة بهم مجدداً للوصول الى نفوذ يعيد الى موسكو بعضاً مما خسرته في هذه البلاد. وبينما ستبقى أميركا على نفوذ مؤثر لها في كابول، فإن دولاً أخرى تطمح في دور في أفغانستان أكانت أوربا أو دول شرق أوسطية أو تركيا.
لذا نتوقع صورة قاتمة في أفغانستان إذا عجز الأفغان، حكومة وطالبان، عن التوصل الى اتفاق يحافظ على وحدة البلاد والأمن فيها.. وهذا احتمال ضعيف. ومن المرجح أن تدخل البلاد في مرحلة من الصراع المسلح الأهلي بدعم من قوى خارجية وبأجندات متعددة مثلما كان أو هو الآن الحال عليه في سوريا وليبيا.
وسارع الرئيس الأفغاني، أشرف غاني، الى كتابة مقال في مجلة (الفورين أفيرز) الأميركية يرحب فيه بقرار الإدارة الأميركية سحب ما تبقى من قواتها بحلول 11 سبتمبر2021 (طالب حلفاء أميركا بتمديد هذا التاريخ ليتمكنوا من سحب قواتهم)، ويعبرعن استعداده للاستقالة من منصبه في ظل ظروف مناسبة أعد لها خارطة طريق وضحها في مقاله، وكان متفائلاً جداً فيها. ولكن طالبان لم تنتظر خارطة طريق الرئيس الأفغاني لتتولى السلطة بل أنها أطلقت العنان لجماعاتها للهجوم والاستيلاء على عدة مناطق في البلاد حالما قامت إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، بسحب الآلاف من قواتها حسب تفاهم مع طالبان في فبراير من العام الماضي، بأن طالبان لن تعيد (القاعدة) إلى أفغانستان متى انسحب الأميركيون منها. وحذرت وسائل الإعلام الأميركية وجماعات حقوق الإنسان من أن طالبان ستلغى الحقوق والمكتسبات التي حصلت عليها نساء وفتيات أفغانستان، وقال أنتوني بلينكن، وزيرالخارجية الأميركي، في لقاء تلفزيوني مع محطة أميركية خلال تواجده في أوكرانيا يوم 6 إبريل رداً على سؤال بهذا الشأن إن «أي حكومة تقوم بذلك ستعتبرمنبوذة ولن تتلقى أي دعم من المجتمع الدولي».
من المتوقع أن يؤدي خروج أميركا العسكري من أفغانستان الى فتح الطريق لدول أخرى ترى أن لها مصالح في البلاد وعليها حمايتها، ومن أبرز هذه الدول باكستان التي اتهمها الرئيس الأفغاني في مقاله بأنها تؤيد طالبان، وكذلك الصين التي تقع حدودها مع أفغانستان ولديها قلق من أنه إذا تولت طالبان الحكم في كابول فإنها ستسعى لدعم الحركات الإسلامية الصينية في إقليم تركستان المتاخم لها وتشجع دعواتها الانفصالية. وستواصل إيران لعب دورهام في جارتها الأفغانية، بينما سعت الهند الى أن يكون لها دور في البلاد إلا أنها لم تنجح كثيراً ويتوقع أن تكثف جهودها بغياب الوجود العسكري لحليفها الأميركي. كما ترغب موسكو في العودة بقوة الى الساحة الأفغانية التي خسرت فيها الكثير عندما كان الاتحاد السوفيتي قائماً ولها فيها حلفاء بالإمكان الاستعانة بهم مجدداً للوصول الى نفوذ يعيد الى موسكو بعضاً مما خسرته في هذه البلاد. وبينما ستبقى أميركا على نفوذ مؤثر لها في كابول، فإن دولاً أخرى تطمح في دور في أفغانستان أكانت أوربا أو دول شرق أوسطية أو تركيا.
لذا نتوقع صورة قاتمة في أفغانستان إذا عجز الأفغان، حكومة وطالبان، عن التوصل الى اتفاق يحافظ على وحدة البلاد والأمن فيها.. وهذا احتمال ضعيف. ومن المرجح أن تدخل البلاد في مرحلة من الصراع المسلح الأهلي بدعم من قوى خارجية وبأجندات متعددة مثلما كان أو هو الآن الحال عليه في سوريا وليبيا.