بعد الكوارث المناخية... فئران تغزو أستراليا
تاريخ النشر: 14 يونيو 2021 16:35 KSA
بعد سنوات من الجفاف، يواجه مزارعون في شرق أستراليا منذ أشهر غزوا من فئران تأتي على محاصيلهم، في محنة جديدة تضاف إلى سلسلة أزمات تهز القطاع الزراعي في البلاد في الأعوام الأخيرة.
يتسلح كول تينك، المزارع في مدينة دابو الصغيرة النائية في نيو ساوث ويلز، بمكنسة لدفع فئران نحو حوض كبير ستقضي فيه غرقا. هذا الأسلوب هو الوحيد المتاح أمامه للجم هذه الآفة التي تضرب مزارع كثيرة في البلد الأوقياني الضخم. لكن حتى الساعة، لا تزال جهوده قاصرة عن حل هذه المشكلة إذ تواصل الفئران التهام محاصيله من القمح والتبن ولا تتوانى عن استهداف كل ما يؤكل.
وقد انتشرت مقاطع فيديو حول العالم تظهر أسرابا مؤلفة من آلاف الفئران تغزو المحاصيل الزراعية والمساكن. وهذه أحدث ضربة يتلقاها المزارعون الأستراليون، بعد سنوات من الجفاف وأشهر من الحرائق المدمرة نهاية 2019 وما أعقبها من فيضانات. ويقول تينك وهو مربي مواش "والدي لا يزال حيا، هو في الثالثة والتسعين، وهذه السنوات الثلاث الأخيرة كانت الأسوأ في حياته. أظن أنه أسوأ غزو للفئران على الإطلاق". ويخشى تينك استمرار هذه الآفة خلال الشتاء الجنوبي الذي ينطلق في حزيران/يونيو. ويوضح الرجل البالغ 65 عاما لوكالة فرانس برس "إذا لم نشهد على شتاء بارد ورطب حقا، أخشى مما قد يحصل في الربيع". كما أن ستيف هنري الباحث في مركز البحث العلمي العام "كسيرو" ليس أكثر تفاؤلا. ويوضح هنري المتخصص في الحيوانات الضارة منذ حوالى ثلاثة عقود "عندما ينتهي مثل هذا الغزو، ستختفي هذه الفئران بين ليلة وضحاها لكن ليس هذا ما نشهده حاليا". وقد وصلت الفئران إلى أستراليا مع طلائع المستوطنين البريطانيين. وتتمتع هذه القوارض الصغيرة بقدرة كبيرة على التكيف مع الأداء المتفاوت للقطاع الزراعي الأسترالي على خلفية المناخ. وقد اتخذت هذه الآفة زخما خاصا هذه السنة ووصلت إلى مستويات قصوى.
"مسار خطر"
يقول منتج الحبوب في توتنهام بولاية نيو ساوث ويلز تيري فيشبول (74 عاما) إن الأرقام هذه السنة "وصلت ببساطة إلى مستويات فلكية". وجرى الإبلاغ عن كميات كبيرة من القوارض منذ تشرين الأول/أكتوبر كما أن موسم الحصاد الاستثنائي، بعد أسوأ جفاف على الإطلاق، أتاح لها التكاثر. ويعتبر بيل بايتمان الأستاذ المساعد في جامعة كورتن في أستراليا الغربية، أن هذه الغزوات من الفئران لم تكن تحصل سوى مرة في كل عقد، غير أن التغير المناخي قد يجعل هذه الظاهرة أكثر تواترا. ويقول بايتمان "إذا لم نعد نشهد على شتاءات أكثر شدة، سيكون للفئران ما يكفيها للصمود طوال السنة، لذا سيصبح ذلك مزمنا".
وبمواجهة هذه الآفة، أعلنت الحكومة الأسترالية خطة مساعدة بملايين الدولارات وطورت مبيدا حشريا قويا يحمل اسم "بروماديولين" لكنه لم يحظ بعد بموافقة السلطات. غير أن هذا المضاد للتخثر الذي يعمل بسرعة وفعالية أكبر من المبيدات الحشرية الشائعة الاستخدام، يمكنه البقاء لفترة أطول في جسم الفئران النافقة أو المنازعة. لذا يخشى الخبراء ألا يقتصر أثره على القضاء على الفئران بل سيتعداه إلى تسميم الحيوانات التي ستأكلها لاحقا. ويقول بايتمان من كلية علوم الجزيئات والحياة إن "استخدام هذا المنتج من الجيل الثاني لمكافحة القوارض مقلق للغاية".
ويضيف "هذا مسار خطر"، موضحا ان القضاء على الحيوانات المفترسة في الطبيعة قد يؤدي إلى تسميم البشر من طريق السلسلة الغذائية. ويتابع بايتمان "سنواجه متاعب حقا في المستقبل، ليس فقط من خلال القضاء على التنوع البيولوجي لدينا، لكن أيضا عبر القضاء على الوسائل الدفاعية المتاحة لنا ضد أي غزو مستقبلي للفئران". أما هنري فيرى أن استخدام المبيدات الحشرية والمصائد والأساليب المعتمدة حتى اليوم قد يسهم في تقليص عدد الفئران إذا ما استمرت بالتكاثر بعد الشتاء. ويرى أن الأولوية تكمن في البحث عن حلول على المدى الطويل، بما في ذلك عن أسباب هذه الآفة "الهائلة".
يتسلح كول تينك، المزارع في مدينة دابو الصغيرة النائية في نيو ساوث ويلز، بمكنسة لدفع فئران نحو حوض كبير ستقضي فيه غرقا. هذا الأسلوب هو الوحيد المتاح أمامه للجم هذه الآفة التي تضرب مزارع كثيرة في البلد الأوقياني الضخم. لكن حتى الساعة، لا تزال جهوده قاصرة عن حل هذه المشكلة إذ تواصل الفئران التهام محاصيله من القمح والتبن ولا تتوانى عن استهداف كل ما يؤكل.
وقد انتشرت مقاطع فيديو حول العالم تظهر أسرابا مؤلفة من آلاف الفئران تغزو المحاصيل الزراعية والمساكن. وهذه أحدث ضربة يتلقاها المزارعون الأستراليون، بعد سنوات من الجفاف وأشهر من الحرائق المدمرة نهاية 2019 وما أعقبها من فيضانات. ويقول تينك وهو مربي مواش "والدي لا يزال حيا، هو في الثالثة والتسعين، وهذه السنوات الثلاث الأخيرة كانت الأسوأ في حياته. أظن أنه أسوأ غزو للفئران على الإطلاق". ويخشى تينك استمرار هذه الآفة خلال الشتاء الجنوبي الذي ينطلق في حزيران/يونيو. ويوضح الرجل البالغ 65 عاما لوكالة فرانس برس "إذا لم نشهد على شتاء بارد ورطب حقا، أخشى مما قد يحصل في الربيع". كما أن ستيف هنري الباحث في مركز البحث العلمي العام "كسيرو" ليس أكثر تفاؤلا. ويوضح هنري المتخصص في الحيوانات الضارة منذ حوالى ثلاثة عقود "عندما ينتهي مثل هذا الغزو، ستختفي هذه الفئران بين ليلة وضحاها لكن ليس هذا ما نشهده حاليا". وقد وصلت الفئران إلى أستراليا مع طلائع المستوطنين البريطانيين. وتتمتع هذه القوارض الصغيرة بقدرة كبيرة على التكيف مع الأداء المتفاوت للقطاع الزراعي الأسترالي على خلفية المناخ. وقد اتخذت هذه الآفة زخما خاصا هذه السنة ووصلت إلى مستويات قصوى.
"مسار خطر"
يقول منتج الحبوب في توتنهام بولاية نيو ساوث ويلز تيري فيشبول (74 عاما) إن الأرقام هذه السنة "وصلت ببساطة إلى مستويات فلكية". وجرى الإبلاغ عن كميات كبيرة من القوارض منذ تشرين الأول/أكتوبر كما أن موسم الحصاد الاستثنائي، بعد أسوأ جفاف على الإطلاق، أتاح لها التكاثر. ويعتبر بيل بايتمان الأستاذ المساعد في جامعة كورتن في أستراليا الغربية، أن هذه الغزوات من الفئران لم تكن تحصل سوى مرة في كل عقد، غير أن التغير المناخي قد يجعل هذه الظاهرة أكثر تواترا. ويقول بايتمان "إذا لم نعد نشهد على شتاءات أكثر شدة، سيكون للفئران ما يكفيها للصمود طوال السنة، لذا سيصبح ذلك مزمنا".
وبمواجهة هذه الآفة، أعلنت الحكومة الأسترالية خطة مساعدة بملايين الدولارات وطورت مبيدا حشريا قويا يحمل اسم "بروماديولين" لكنه لم يحظ بعد بموافقة السلطات. غير أن هذا المضاد للتخثر الذي يعمل بسرعة وفعالية أكبر من المبيدات الحشرية الشائعة الاستخدام، يمكنه البقاء لفترة أطول في جسم الفئران النافقة أو المنازعة. لذا يخشى الخبراء ألا يقتصر أثره على القضاء على الفئران بل سيتعداه إلى تسميم الحيوانات التي ستأكلها لاحقا. ويقول بايتمان من كلية علوم الجزيئات والحياة إن "استخدام هذا المنتج من الجيل الثاني لمكافحة القوارض مقلق للغاية".
ويضيف "هذا مسار خطر"، موضحا ان القضاء على الحيوانات المفترسة في الطبيعة قد يؤدي إلى تسميم البشر من طريق السلسلة الغذائية. ويتابع بايتمان "سنواجه متاعب حقا في المستقبل، ليس فقط من خلال القضاء على التنوع البيولوجي لدينا، لكن أيضا عبر القضاء على الوسائل الدفاعية المتاحة لنا ضد أي غزو مستقبلي للفئران". أما هنري فيرى أن استخدام المبيدات الحشرية والمصائد والأساليب المعتمدة حتى اليوم قد يسهم في تقليص عدد الفئران إذا ما استمرت بالتكاثر بعد الشتاء. ويرى أن الأولوية تكمن في البحث عن حلول على المدى الطويل، بما في ذلك عن أسباب هذه الآفة "الهائلة".