المملكة والصين.. تطور اقتصادي بأجنحة "الرؤية" على "طريق الحرير"
تاريخ النشر: 15 يونيو 2021 17:53 KSA
تضرب العلاقات التجارية بين أهل الصين والعرب عميقًا في جذور التاريخ، حيث ترجعها بعض المصادر إلى عهد الخلافة الراشدة، بالإشارة إلى طريقي الحرير، والعطور، بوصفها أشهر طريقين رئيسين ربطا بين الصين وشبه الجزيرة العربية؛ وبل ويمتد حتى الشام والعراق، على مر التاريخ، ليتم عبرهما تبادل سلع مثل حرير القز، الذي كانت تشتهر به الصين دون غيرها من البلدان آنذاك، أما طريق العطور؛ والذي عرف أيضًا باسم "طريق الفخّار" و"طريق الحرير البحري"، فقد كان ممرًا لعبور المنتجات الفخارية، والخزفية، فضلاً عن حرير القز الصيني، والقطن، وبعض السلع التي تميزت بإنتاجها الصين في ذلك العهد..
وعلى مدى الحقب والعقود تطورت هذه العلاقة التجارية، وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن الخليفة الراشد عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، أوفد مبعوثًا رسميًا منه إلى عاصمة أسرة يانج المالكة آنذاك في مدينة "تشانج آن"، بما فتح الباب لاستمرار هذه العلاقات التبادلية في المنافع، حيث أوفد العرب منذ ذلك التاريخ وحتى عهد الإمبراطور "تانج يوان" 37 مبعوثًا دبلوماسيًا للصين، وزاد هذا العدد إبان فترة حكم أسرة "سونج" إلى 39 مبعوثًا.. وبفضل هذه العلاقات المنفتحة كان التجّار العرب والمسلمون يجوبون ببضائعهم التي كان قوامها العطور، واللبان، وأطياف من البهارات، وماء الورد، والجواهر، والأدوية، وأدوات الزينة مثل العاج والعقيق والمرجان، والأحجار الكريمة المتنوعة، ويعودون في المقابل بالحرير والشاي والمسك.. وتطورت هذه التجارة بعن طريق السفن البحرية التي كانت تمخر عباب البحر أيضًا، وبخاصة من ميناءي تشوانجو وكوانجو..
واللافت أن هذه العلاقة التجارية تداخلت مع الجانب الثقافي والروحي، حيث تعرف أهل الصين على الإسلام، واعتنق عدد غير قليل منهم الإسلام، كما انفتح العرب والمسلمون على مظاهر الحضارة الصينية، ونقلوا عنهم صناعة الورق والطباعة، التي سبق الصينيون فيها أهل زمانهم.. وتكفي الإشارة في هذا الجانب إلى مقولة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة: "العلاقات بين الحضارتين العربية والصينية قائمة منذ فجر التاريخ عبر طريق الحرير؛ وهي تدل على عصور من التناغم بين الأمتين العربية والصينية، وأنتجت مراكز للإشعاع الثقافي وعملت على إرساء قواعد من التفاهم، وصولًا إلى هذه المرحلة الراهنة التي تدعو للتفاؤل بمستقبل مشرق في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية"..
العلاقات السعودية الصينية.. محطات ومواقف
لئن كانت العلاقات الثنائية الرسمية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية قد بدأت متأخرة بعض الشيء، قياسًا على علاقتها ببعض دول المنطقة والإقليم؛ إلا أنها شهدت نموًّا وتطوّرًا متسارعًا، مسنودة بعوامل كثيرة، أسهمت في هذا التطور والنمو خلال العقود الثلاثة الماضية..
فمبتدأ العلاقات كان في الاجتماع الرسمي بينهما في نوفمبر 1985م بعمان، ليتطوّر ذلك اللقاء إلى إنشاء علاقات دبلوماسية رسمية في يوليو 1990م، ليمثل هذا التاريخ منطلق العلاقات المثمرة والفاعلة والمؤثرة على كافة الأصعدة والمجالات، ويمكننا تتبع هذا التطوّر في السياق التالل:
1990
2006
2008
- تم الإعلان عن إقامة علاقات الصداقة الاستراتيجية بين البلدين وتطويرها بين الشعبين الصديقين وتعزيز التعاون الوثيق في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والإنسانية والعسكرية والأمنية والطاقة على المستويين الإقليمي والدولي.
- بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين والسعودية إلى 32,500,000,000 €
- قدمت المملكة خلال زلزال سيشوان عام 2008 أكبر منحة مساعدات للصين ، قوامها أكثر من 40,000,000€ مساعدات مالية و 8,000,000€ مساعدات غذائية.
2010
2012
2016.. زيارات متبادلة
2017.. زيارة تاريخية
في شهر مارس من عام 2017م قام خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – بزيارة لجمهورية الصين الشعبية، عقد خلالها جلسة مباحثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وأثمرت الزيارة عن توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون والبرامج بين البلدين، ومن أبرزها:
- اتفاقية تعاون استراتيجي للاستثمار في مشروعات متعددة
- اتفاقية شراكة لتصنيع الطائرات بدون طيار
- اتفاقية عمل دراسة جدوى لمشاريع المفاعل النووي عالي الحرارة المبرد بالغاز بالسعودية
- التوقيع على اتفاقية تعاون في مجال ضمان ائتمان الصادرات.
- مذكرة تفاهم للإطار العام لفرص الاستثمار الصناعي والبنى التحتية
- مذكرة تفاهم بشأن تمويل وإنشاء محطات الحاويات والبنى التحتية لمركز الخدمات اللوجستية المتعددة بمدينة ينبع الصناعية
- مذكرة تفاهم للتعاون بشأن مشاركة السعودية في رحلة الصين لاستكشاف القمر (تشانق إي ـ 4).
- مذكرة تفاهم بشأن قائمة مشروعات التعاون في الطاقة الإنتاجية
- مذكرة تعاون في المجال التعليمي
- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال العمل
- مذكرة تفاهم بشأن التعاون في الشؤون التنظيمية للأمان النووي للاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية
- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال رواسب اليورانيوم، والثوريوم
- التوقيع على برنامج تعاون تنفيذي بين هيئتي الإذاعة والتلفزيون بالبلدين
- التوقيع على برنامج تعاون في المجال التجاري والاستثماري
2018
2019 .. ولي العهد في بكين
- في فبراير من عام 2019 زار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، جمهورية الصين، وتم خلال الزيارة توقيع إتفاقية بين الجانبين السعودي والصيني من أجل وضع خطة لتكون اللغة الصينية ضمن مناهج التعليم العام والجامعي في السعودية.
- في فبراير من هذا العام أعلن منتدى الاستثمار السعودي الصيني الذي عقد في عاصمة الصين بكين، عن تتويج 35 اتفاقية تعاون اقتصادي بأكثر من 28,000,000,000 دولار أمريكي، ومنح 4 شركات صينية التراخيص.
كما جرى على هامش منتدى الاستثمار السعودي الصيني تم توقيع 21 اتفاقية استثمارية بين القطاع الخاص في البلدين في مجالات الاستثمار والطاقة والبتروكيماويات والمقاولات وتقنية الاتصالات، ومن أبرزها:
مزايا التعامل التجاري والاقتصادي مع الصين
لا شك أن ما تشهده العلاقات التجارية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية من تطور ونمو مضطرد مرده إلى الإرادة الحقيقة لدى قيادة البلدين، والفرص المتاحة، فضلاً عن ميزات تتمتع بها الصين من بينها:
علاقات ثقافية
تلعب العلاقات الثقافية بين المملكة والصين دورًا مهمًا في تمتين الوشائج، وتفعيل الأنشطة في كافة المجالات، وفي هذا السياق جاء تشجيع التعاون الثقافي بين المملكة والصين، من خلال الإعلان عن جائزة الأمير محمد بن سلمان آل سعود، بمسمى "جائزة محمد بن سلمان"، وهي جائزة تهتم بالترويج للغة العربية وآدابها وفنونها في الصين، وتشجيع التبادل الثقافي بين الثقافة السعودية والثقافة الصينية، وتبلغ قيمة كل جائزة 100,000 دولار ضمن الفئات:
منطقة التجارة الحرة مع الصين
تدرك دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأهمية الاقتصادية الكبرى لجمهورية الصين الشعبية، ولهذا فقد جرت اتصالات رسمية بينهما منذ عام 1992م، تمثل في مؤتمر في بكين للقطاع الخاص من الجانبين، شهد مناقشة المواضيع المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والصناعي بين دول المجلس والصين، ثم تلت ذلك عدة زيارات متبادلة بين المسؤولين بين الجانبين، كانت الغاية منها بلورة رؤية مشتركة لوضع إطار واضح في كيفية التعاون الاقتصادي عبر تشكيل منطقة للتجارة الحرة، تحكمها المصالح المشتركة، ففي سبتمبر 1996م، وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، جرى لقاء بين الأمين العام للمجلس ووزير خارجية الصين تم فيه الاتفاق على عقد جولات استطلاعية لتعزيز آلية التعاون بين دول مجلس التعاون والصين، وبعد ذلك بأقل من عام، وبالتحديد في يناير 1997عقدت الجولة الأولى بين الجانبين، تلتها الثانية في يونيو 1999م، وتم خلالهما بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية والثقافية التي تربط دول المجلس والصين..
وعلى فرضية تشكيل هذه المنطقة التجارية الحرة، فإن المملكة العربية السعودية ستكون لاعبًا أساسيًا ومهمًا فيها من خلال زيادة النشاط التجاري في مجال:
1- الطـاقة
مستفيدة من كونها المصدر الأول للطاقة لجمهورية الصين الشعبية، مقرونًا ذلك مع ازدياد طلب الصين على النفط والغاز، بما يفتح مجالاً واسعاً للمملكة لزيادة نشاطها التجاري مع الصين في هذا المجال.
2- الاستثمار
المفتوح في المجالات المختلفة، وبخاصة الطاقة النظيفة (النووية والشمسية)، قياسًا على ما أبدته الصين من رغبتها في توقيع اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار مع دول المجلس
3- التبادل التجاري
بوسع المملكة أن تزيد من حجم التبادل التجاري بينها وبين الصين مستفيدة من مظلة المنطقة الحرة متى ما أقرت من خلال تصدير منتجاتها المختلفة في ظل توجهها نحو تنويع مصادر الدخل وفق رؤية المملكة 2030 وصناعة منتجات بمواصفات عالمية تنافس في الأسواق المختلفة، بما يجعل من حضورها في التجارة الحرة مع الصين قيمة مضافة لحركة الاقتصاد لدول المنطقة بعامة.
مقولات وشهادات في حق العلاقات بين المملكة والصين
خادم الحرمين الشريفين:
من ثمرات المواءمة المستمرة المتعمقة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"الرؤية السعودية 2030" تعزيز التعاون الثنائي الاقتصادي والاستثماري والتجاري
وعلى مدى الحقب والعقود تطورت هذه العلاقة التجارية، وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن الخليفة الراشد عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، أوفد مبعوثًا رسميًا منه إلى عاصمة أسرة يانج المالكة آنذاك في مدينة "تشانج آن"، بما فتح الباب لاستمرار هذه العلاقات التبادلية في المنافع، حيث أوفد العرب منذ ذلك التاريخ وحتى عهد الإمبراطور "تانج يوان" 37 مبعوثًا دبلوماسيًا للصين، وزاد هذا العدد إبان فترة حكم أسرة "سونج" إلى 39 مبعوثًا.. وبفضل هذه العلاقات المنفتحة كان التجّار العرب والمسلمون يجوبون ببضائعهم التي كان قوامها العطور، واللبان، وأطياف من البهارات، وماء الورد، والجواهر، والأدوية، وأدوات الزينة مثل العاج والعقيق والمرجان، والأحجار الكريمة المتنوعة، ويعودون في المقابل بالحرير والشاي والمسك.. وتطورت هذه التجارة بعن طريق السفن البحرية التي كانت تمخر عباب البحر أيضًا، وبخاصة من ميناءي تشوانجو وكوانجو..
واللافت أن هذه العلاقة التجارية تداخلت مع الجانب الثقافي والروحي، حيث تعرف أهل الصين على الإسلام، واعتنق عدد غير قليل منهم الإسلام، كما انفتح العرب والمسلمون على مظاهر الحضارة الصينية، ونقلوا عنهم صناعة الورق والطباعة، التي سبق الصينيون فيها أهل زمانهم.. وتكفي الإشارة في هذا الجانب إلى مقولة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة: "العلاقات بين الحضارتين العربية والصينية قائمة منذ فجر التاريخ عبر طريق الحرير؛ وهي تدل على عصور من التناغم بين الأمتين العربية والصينية، وأنتجت مراكز للإشعاع الثقافي وعملت على إرساء قواعد من التفاهم، وصولًا إلى هذه المرحلة الراهنة التي تدعو للتفاؤل بمستقبل مشرق في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية"..
العلاقات السعودية الصينية.. محطات ومواقف
لئن كانت العلاقات الثنائية الرسمية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية قد بدأت متأخرة بعض الشيء، قياسًا على علاقتها ببعض دول المنطقة والإقليم؛ إلا أنها شهدت نموًّا وتطوّرًا متسارعًا، مسنودة بعوامل كثيرة، أسهمت في هذا التطور والنمو خلال العقود الثلاثة الماضية..
فمبتدأ العلاقات كان في الاجتماع الرسمي بينهما في نوفمبر 1985م بعمان، ليتطوّر ذلك اللقاء إلى إنشاء علاقات دبلوماسية رسمية في يوليو 1990م، ليمثل هذا التاريخ منطلق العلاقات المثمرة والفاعلة والمؤثرة على كافة الأصعدة والمجالات، ويمكننا تتبع هذا التطوّر في السياق التالل:
1990
- زار صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية (آنذاك)؛ العاصمة الصينية بكين، إيذانًا ببدء حقبة من التواصل الدبلوماسي بين البلدين.
- زادت التجارة بين الصين والسعودية بشكل كبير وصلت إلى ما نسبته 59٪
- تجاوزت المملكة العربية السعودية أنغولا كأكبر مصدر نفط للصين في تلك الفترة
- تجاوزت صادرات شركة سابك من البتروكيماويات للصين أكثر من 2 مليار سنويا
2006
- سجل خادم الحرمين الشريفين؛ الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله - في يناير 2006، أول زيارة يقوم بها ملك سعودي إلى الصين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1990.
- شهدت الزيارة توقيع 5 اتفاقيات خاصة بالتعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي المشترك، وبنود خاصة بالتعاون في مجال النفط والغاز والمعادن.
- اتفق البلدان على بناء منشأة لتخزين النفط في جزيرة هاينان في الصين بقيمة بقيمة 624$ مليار.
2008
- تم الإعلان عن إقامة علاقات الصداقة الاستراتيجية بين البلدين وتطويرها بين الشعبين الصديقين وتعزيز التعاون الوثيق في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والإنسانية والعسكرية والأمنية والطاقة على المستويين الإقليمي والدولي.
- بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين والسعودية إلى 32,500,000,000 €
- قدمت المملكة خلال زلزال سيشوان عام 2008 أكبر منحة مساعدات للصين ، قوامها أكثر من 40,000,000€ مساعدات مالية و 8,000,000€ مساعدات غذائية.
2010
- وفي الربع الأول من هذا العام وصلت صادرات النفط السعودي إلى الصين أكثر من مليون برميل، بما تجاوز صادرات النفط السعودي إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
2012
- في 6 أبريل من هذا العام أعلنت شركة سابك خطة استثمارية جديدة بقيمة 100 مليون دولار لإنشاء مركز تكنولوجيا جديدة في منطقة Kangqiao في شنغهاي.
- في 15 يناير 2012، وقعت الصين والمملكة العربية السعودية على صفقة زيادة التعاون النووي بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مجال تطوير واستخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية.
- بلغ حجم التجارة بين المملكة والصين 69.1 مليار دولار أمريكي وتضاعف هذا الرقم أكثر من 7 مرات خلال عشر سنوات.
- وصلت قيمة الواردات الصينية من السعودية إلى 48.5 مليار دولار أمريكي وبلغت صادراتها إلى السعودية 20.6 مليار دولار أمريكي.
- في هذا العام صدرت المملكة 49.67 مليون طن من النفط الخام إلى الصين.
- بنهاية 2014 تجاوز عدد الشركات الصينية العاملة في السعودية الـ150 شركة.
2016.. زيارات متبادلة
- في شهر يناير 2016، زار الرئيس الصيني "شين جين بينغ" المملكة، وعقد جلسة مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وتم التوقيع خلال الزيارة على 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم من أبرزها مذكرة تعزيز التعاون المشترك في شأن الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ومبادرة طريق الحرير البحري للقرن الـ21 والتعاون في الطاقة الإنتاجية.
- وفي 31 أغسطس 2016 م زار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد – حفظه الله -
جمهورية الصين الشعبية وعقد مع الرئيس الصيني اجتماعا بحضور كبار المسؤولين من البلدين جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية القائمة وما حققته من إنجازات، وسبل مواصلة تطوير التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .
وتسلم الرئيس الصيني في نهاية الاستقبال لوحة فنية تحاكي طريق الحرير ورؤية المملكة 2030 . - صدور بيان مشترك بين المملكة والصين الشعبية بشأن إقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة تتضمن:
- تعزيز علاقات التعاون في مجال الطاقة، والتأكيد على أهمية استقرار السوق البترولية للاقتصاد العالمي.
- التشاور في إطار التعاون في بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الـ21"، وتعزيز التنسيق والارتقاء في السياسات الخاصة بالقوة الإنتاجية لتدعيم نقل تكنولوجيا وتطوير القطاعات وتنويع الاقتصاد.
- خلال الزيارة تم التوقيع على اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة سعودية صينية رفيعة المستوى ومحضر أعمال الدورة الأولى للجنة، كما شهدا توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين.
- - وقعت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة مذكرة تفاهم مع المؤسسة الصينية الوطنية للطاقة النووية بشأن بناء القدرات البشرية في مجال الاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية.
2017.. زيارة تاريخية
في شهر مارس من عام 2017م قام خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – بزيارة لجمهورية الصين الشعبية، عقد خلالها جلسة مباحثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وأثمرت الزيارة عن توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون والبرامج بين البلدين، ومن أبرزها:
- اتفاقية تعاون استراتيجي للاستثمار في مشروعات متعددة
- اتفاقية شراكة لتصنيع الطائرات بدون طيار
- اتفاقية عمل دراسة جدوى لمشاريع المفاعل النووي عالي الحرارة المبرد بالغاز بالسعودية
- التوقيع على اتفاقية تعاون في مجال ضمان ائتمان الصادرات.
- مذكرة تفاهم للإطار العام لفرص الاستثمار الصناعي والبنى التحتية
- مذكرة تفاهم بشأن تمويل وإنشاء محطات الحاويات والبنى التحتية لمركز الخدمات اللوجستية المتعددة بمدينة ينبع الصناعية
- مذكرة تفاهم للتعاون بشأن مشاركة السعودية في رحلة الصين لاستكشاف القمر (تشانق إي ـ 4).
- مذكرة تفاهم بشأن قائمة مشروعات التعاون في الطاقة الإنتاجية
- مذكرة تعاون في المجال التعليمي
- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال العمل
- مذكرة تفاهم بشأن التعاون في الشؤون التنظيمية للأمان النووي للاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية
- مذكرة تفاهم للتعاون في مجال رواسب اليورانيوم، والثوريوم
- التوقيع على برنامج تعاون تنفيذي بين هيئتي الإذاعة والتلفزيون بالبلدين
- التوقيع على برنامج تعاون في المجال التجاري والاستثماري
- كذلك شهد هذا العام توقيع الشركة الوطنية النووية الصينية (سي أن أن سي) مذكرة تفاهم مع الإحصائية الجيولوجية السعودية بهدف تحديد ودائع اليورانيوم المحتملة والمتوقعة.
2018
- بلغ عدد التراخيص الممنوحة للشركات الصينية الفعالة بالمملكة حتى شهر فبراير 2018م 128 ترخيصا، بإجمالي استثمار قدر بأكثر من 1.817 مليار ريال.
- بلغ حجم التجارة بين الصين والسعودية في هذا العام 63 مليار دولار
2019 .. ولي العهد في بكين
- في فبراير من عام 2019 زار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، جمهورية الصين، وتم خلال الزيارة توقيع إتفاقية بين الجانبين السعودي والصيني من أجل وضع خطة لتكون اللغة الصينية ضمن مناهج التعليم العام والجامعي في السعودية.
- في فبراير من هذا العام أعلن منتدى الاستثمار السعودي الصيني الذي عقد في عاصمة الصين بكين، عن تتويج 35 اتفاقية تعاون اقتصادي بأكثر من 28,000,000,000 دولار أمريكي، ومنح 4 شركات صينية التراخيص.
كما جرى على هامش منتدى الاستثمار السعودي الصيني تم توقيع 21 اتفاقية استثمارية بين القطاع الخاص في البلدين في مجالات الاستثمار والطاقة والبتروكيماويات والمقاولات وتقنية الاتصالات، ومن أبرزها:
- اتفاقية بين شركة "أرامكو" السعودية وشركة "نورنكو"(NORINCO) في مجالات استكشاف التعاون الاستراتيجي وفرص الاستثمار في مجال التكرير والتسويق والبتروكيماويات.
- اتفاقية بين "أرامكو" اتفاقية وشركة "ايورسون"(AEROSUN) . في مجال استكشاف فرص الاستثمار في السعودية في مجالات الهندسة والتصاميم وتصنيع الأنابيب ومجالات الأبحاث والتطوير
- اتفاقية بين الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة "بان-آسيا" (PAN-ASIA) لتخصيص موقع لمعمل جازان البتروكيماوي بحجم استثمار يقدر بــ 2 مليار دولار.
- اتفاقية بين الهيئة الملكية للجبيل وينبع شركة "هواوي" الصينية لإنشاء مركز الابتكارات لخدمات المدن الذكية، وإنشاء مركز هواوي للتدريب بمدينة ينبع الصناعية.
- اتفاقيات بين شركات سعودية مع شركات صينية في مجالات البناء بتقنية 3D، وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة المتجددة، الهندسة الآلية، وغيرها من المجالات.
مزايا التعامل التجاري والاقتصادي مع الصين
لا شك أن ما تشهده العلاقات التجارية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية من تطور ونمو مضطرد مرده إلى الإرادة الحقيقة لدى قيادة البلدين، والفرص المتاحة، فضلاً عن ميزات تتمتع بها الصين من بينها:
- المشترك الجغرافي بين المملكة والصين (الوجود في قارة واحدة) بما يسهل عملية التبادل التجاري بصورة سلسة، على المستوى الجوي والبري والبحري بما يقلل كلفة النقل، ويحقق عملية التبادل التجاري في زمن قياسي يضمن انسياب البضائع بشكل آمن وسريع
- انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، ورغبتها في تويع نطاقها الاقتصادي
- حاجة الصين المستمرة للطاقة بما يجعل المملكة المصدر الأول لها، وتسخير ذلك في عقد شراكات ذكية في كافة المجالات بما يضمن الفائدة للبلدين.
علاقات ثقافية
تلعب العلاقات الثقافية بين المملكة والصين دورًا مهمًا في تمتين الوشائج، وتفعيل الأنشطة في كافة المجالات، وفي هذا السياق جاء تشجيع التعاون الثقافي بين المملكة والصين، من خلال الإعلان عن جائزة الأمير محمد بن سلمان آل سعود، بمسمى "جائزة محمد بن سلمان"، وهي جائزة تهتم بالترويج للغة العربية وآدابها وفنونها في الصين، وتشجيع التبادل الثقافي بين الثقافة السعودية والثقافة الصينية، وتبلغ قيمة كل جائزة 100,000 دولار ضمن الفئات:
- جائزة أفضل بحث علمي باللغة العربية مقدم في الجامعات والكليات التقنية في الصين.
- جائزة أفضل عمل فني إبداعي.
- جائزة أفضل ترجمة لكتاب من العربية إلى الصينية والعكس.
- جائزة أفضل بحث تخرج مقدم من طلاب اللغة العربية في الجامعات الصينية.
- جائزة أكثر شخصية مؤثرة في الأوساط الثقافية للعام.
منطقة التجارة الحرة مع الصين
تدرك دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأهمية الاقتصادية الكبرى لجمهورية الصين الشعبية، ولهذا فقد جرت اتصالات رسمية بينهما منذ عام 1992م، تمثل في مؤتمر في بكين للقطاع الخاص من الجانبين، شهد مناقشة المواضيع المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والصناعي بين دول المجلس والصين، ثم تلت ذلك عدة زيارات متبادلة بين المسؤولين بين الجانبين، كانت الغاية منها بلورة رؤية مشتركة لوضع إطار واضح في كيفية التعاون الاقتصادي عبر تشكيل منطقة للتجارة الحرة، تحكمها المصالح المشتركة، ففي سبتمبر 1996م، وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، جرى لقاء بين الأمين العام للمجلس ووزير خارجية الصين تم فيه الاتفاق على عقد جولات استطلاعية لتعزيز آلية التعاون بين دول مجلس التعاون والصين، وبعد ذلك بأقل من عام، وبالتحديد في يناير 1997عقدت الجولة الأولى بين الجانبين، تلتها الثانية في يونيو 1999م، وتم خلالهما بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية والثقافية التي تربط دول المجلس والصين..
وعلى فرضية تشكيل هذه المنطقة التجارية الحرة، فإن المملكة العربية السعودية ستكون لاعبًا أساسيًا ومهمًا فيها من خلال زيادة النشاط التجاري في مجال:
1- الطـاقة
مستفيدة من كونها المصدر الأول للطاقة لجمهورية الصين الشعبية، مقرونًا ذلك مع ازدياد طلب الصين على النفط والغاز، بما يفتح مجالاً واسعاً للمملكة لزيادة نشاطها التجاري مع الصين في هذا المجال.
2- الاستثمار
المفتوح في المجالات المختلفة، وبخاصة الطاقة النظيفة (النووية والشمسية)، قياسًا على ما أبدته الصين من رغبتها في توقيع اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار مع دول المجلس
3- التبادل التجاري
بوسع المملكة أن تزيد من حجم التبادل التجاري بينها وبين الصين مستفيدة من مظلة المنطقة الحرة متى ما أقرت من خلال تصدير منتجاتها المختلفة في ظل توجهها نحو تنويع مصادر الدخل وفق رؤية المملكة 2030 وصناعة منتجات بمواصفات عالمية تنافس في الأسواق المختلفة، بما يجعل من حضورها في التجارة الحرة مع الصين قيمة مضافة لحركة الاقتصاد لدول المنطقة بعامة.
مقولات وشهادات في حق العلاقات بين المملكة والصين
خادم الحرمين الشريفين:
- السعودية والصين تسعيان معًا للاستقرار وتعزيز السلم والأمن في العالم
- مبادرة طريق الحرير وتوجهات الصين الاستراتيجية تتلاقى بشكل كبير جدا مع رؤية المملكة 2030
- السعودية تعد الشريك الرئيسي للصين في الشرق الأوسط ودول الخليج
- الصين تسعى إلى استغلال فرصة المفاوضات الحالية بشأن إنشاء منطقة التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين وزيادة الاستثمارات الصينية في المنطقة ولا سيما السعودية والعمل على دفع تعميق العلاقات في شتى المجالات ومنها المجال الاقتصادي
- السعودية تتطلع لزيادة الاستثمارات في التجارة غير النفطية في الصين، بما فيها التعدين والمجوهرات وتجارة التجزئة والتكنولوجيا الحيوية.
- هناك مصالح عميقة تربط الشعبين السعودي والصيني، وهناك تعاون على مستوى الجانب الحضاري والثقافي، للانطلاق لآفاق أوسع؛ وهو ما تمثله رؤية 2030، خاصة وأن المملكة تمثل العمق العربي والإسلامي.
- ننظر لمبادرة الحزام والطريق بإعجاب؛ حيث السلام والتعاون والانفتاح وتعزيز فرص التعاون الاستراتيجي بين المملكة والصين، خاصة في المجال الثقافي. ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة هي أيقونة عربية عظيمة في بلاد الصين.
- المملكة هي الدولة العربية الوحيدة في مجموعة 20 وهي لها تأثير عالمي، وأتمنى الإبقاء على زخم العلاقات بين البلدين فيجب علينا تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ودعم بعضهما البعض في مصالحهما الأساسية.
من ثمرات المواءمة المستمرة المتعمقة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"الرؤية السعودية 2030" تعزيز التعاون الثنائي الاقتصادي والاستثماري والتجاري