بقـــــر

شغلتنا أزمة جائحة كورونا عن إحدى التهديدات البيئية العالمية الكبيرة وهي التغير المناخي.. والمفهوم الدارج في هذا الشأن أن استخدام النفط في النقل وتوليد الطاقة وغيرها من الأنشطة هو أساس المخاطر البيئية، وهنا أود أن أذكر بموضوع البقر لأنها تلعب إحدى الأدوار غير المتوقعة في التغير البيئي.. وهذه المعلومة غير متوقعة لأن الماشية بشكل عام، والأبقار بشكل خاص وديعة ومفيدة.. استخدمت تاريخيًا في التنقل، وعطاء الألبان الذي يصل إلى تسعين في المئة من احتياجات العالم، واللحوم، والجلود.. وهي أيضًا من الحيوانات ذات المكانة الدينية الرفيعة كما نجد في الهند مثلا لدى العديد من المعتقدات المختلفة من الهندوس، والسيخ، والبوذيين، والجاين، وغيرهم.. ولكن حتى في الديانة اليهودية هناك معتقدات قوية أن من علامات الساعة هي ظهور بقرة حمراء بالكامل في فلسطين ويطلق عليها اسم «بارا أدومه» بالعبرية. وقد جاء ذلك في كتابات «موسى إبن الميمون» الشهير باسم «ميا مونديز»، وهو أهم فلاسفة اليهود على الإطلاق.. الشاهد أن البقرة ظهرت فعلا حسب زعمهم في فلسطين.. وتسببت في حالة ذعر لدى العديد من الطوائف اليهودية عام 2002 ولكنهم اكتشفوا فجأة بعض الشعر الأبيض على جسم البقرة الحمراء وبالتالي فلم تستوفي متطلبات المواصفات الدقيقة لقيام الساعة.

ومن الغرائب أن النازيين حاولوا أن يطوروا نوعًا جديدًا قويًا جدًا من البقر اسم «هِك».. وكان من نتائج أبحاث تهجين قام بها بعض العلماء خلال فترة الثلاثينات من القرن الماضي... قد أثبتت أنها «قبضايات» الأبقار فكانت قوية ومقاومة للأمراض والظروف المناخية الشديدة، ولكنها كانت من أبقار «الزعران» لأنها كانت شرسة جدًا وعصبية وكانت تهاجم البشر وتحاول أن تقتلهم في بعض الأحيان.


وأما من الناحية البيئية فنجد العديد من الغرائب.. وإحداها أن غذاءها صعب الهضم ولذا فتجدها في حالات مضغ مستمرة تصل إلى ثماني ساعات يوميًا، وحجم بطونها يصل إلى ما يعادل محتوى حوالي ستمائة علبة «بيبسي».. ولديهم أربعة بطون كل منها تستلم محتوياتها من الأخرى...واحدى الأسباب تعدد بطونهم هي أنها مركز الهضم ولا يعتمد البقر على الهضم في الأمعاء... وغذائهم النباتي يتطلب كميات هائلة من البكتريا لهضمه.. ويعتبر البقر من المخاطر البيئية على العالم بأكمله لأن كل بقرة تنتج يوميًا كميات هائلة من الغازات من جهازها الهضمي.. بمعدل يزيد على المئة لتر من غاز الميثان.. كأنها مصنع غاز.. ويفوق ما يخرج منها ما تنتجه السيارة.. ويفوق محتوى ثلاثمائة علبة بيبسي للبقرة الواحدة.. ومعظم أصوات البقر هي سيمفونيات إخراج الغازات.. والخطورة هنا هي في التأثير على بيئة كوكبنا لأن تلك الانبعاثات تتراكم في الجو فتساهم في زيادة الغازات الدفيئة وعلى الاحتباس الحراري.. وهناك بعض المخاوف البيئية الأخرى ومنها استهلاك المياه.. ويقدر إنتاج كيلوجرام واحد من لحمه للغذاء بحوالي أربعة أمثال إنتاج كيلوجرام من لحم الدجاج.. وللعلم فعدد الأبقار في العالم يفوق الألف وأربعمئة مليون.

أمنيـــة


يفاجئنا البقر بأهميته وغرائبه في العديد من المجالات الدينية، والبيئية، والاجتماعية.. أتمنى أن ندرك ونعالج التأثيرات البيئية لتلك الكائنات.. فكر في بعض من تلك التأثيرات كلما أكلت من لحومها، أو شربت من ألبانها، أو لبست من جلودها.. لا شك أنها من النعم الكبيرة التي تحتاج إلى الحكمة في التعامل معها بتوفيق الله،

وهو من وراء القصد.

أخبار ذات صلة

جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
الإنسان النصف!!
;
من طوكيو إلى واشنطن بدون طيار!!
التعليم أهم رسالة.. والمعلم أهم مهنة
كوني قوية فلستِ وحدكِ
شهامة سعودية.. ووفاء يمني
;
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
هل يفي ترامب بوعوده؟
;
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!