كتاب

مشروعات منطقة مكة بين الحلم والحقيقة

قبل أربعة عشر عاماً حلم أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل بمشروع (بناء الإنسان وتنمية المكان) فقد عمل في رعاية الشباب وقد ولد ذلك فيه وقود الحماس نحو البناء والتنمية لأن الشباب هم عدة الوطن.. واستمر يناضل في سبيل تحقيق حلمه الذي تمخض عن مشروعات عملاقة واحداً تلو الآخر. إن ثقة الأمير بالله أولاً ثم بأبناء هذا الوطن الغالي وأنهم أبطال التنمية في كافة المجالات وخاصة في التقنية قد أصبح تحدياً مؤخراً حينما رد على أحد الصحفيين خلال إعلان الفائزين بجائزة مكة المكرمة للتميز فقال: «اتحدى من ينافس أبناء المملكة في التقدم التقني»؛ فبرنامج (كيف نكون قدوة بالعالم الرقمي؟) قد أفرز الكثير من المشروعات التي تصب في صالح الإنسان والمكان وخاصة خدمة الحجاج والمعتمرين فتفاعلت كافة القطاعات الحكومية والخاصة والأفراد مع البرنامج بروح وثابة جعلتنا فعلا نضع أقدامنا في العالم الأول وهو بقية حلم سموه. وانطلقت فعاليات مشروعات المعرض الرقمي وتكريم الفائزين بجوائز مكة للتميز، وملتقى مكة الثقافي كلها تحت أكبر قبة في العالم لتبرز جوانب التنمية الشاملة والإبداع في منطقة مكة المكرمة.. ولأن التحدي كان عن التقنية فقد كان وصول الدعوات للضيوف وتأكيد الحضور إلكترونياً. وحينما تدخل المعرض تبهرك المشروعات وتدخلك في فضاء السندباد في اكتشافاته.. حيث تظهر استراتيجية التنمية في المنطقة بكافة محافظاتها ومدنها وقراها وكان لأبناء المنطقة الدور الفاعل في وضع الخطط الاستراتيجية التنموية لمنطقتهم.. ولأن هناك قائدا يتابع كل مرحلة من مراحل التطوير نجد اجتماعاته وسمو نائبه الأمير بدر بن سلطان متواصلة طوال العام لمناقشة المشروعات ومنها التوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي الشريف، والطرق الدائرية، والإسكان التنموي في المنطقة، وتطوير الواجهات البحرية ومشروع قطار الحرمين ومطار الملك عبدالعزيز الجديد ومطار الطائف وإضافة إلى مشروعات الصحة والتعليم والمياه. وحينما تدلف للقاعة الوسطى من المعرض وتمر على جسر التنمية يبهرك صوت يجلجل في الآفاق (حنا البدو) بصوت الأمير خالد الفيصل:

حنا البدو نبني الصحاري حضارة


حنا أهل التوحيد علم وصدارة

حنا اذا ضاقت على الناس دنيا


نفتح لهم باب الكرامة

منارة رصيدنا من بنك الأمجاد وأجد

بنوك المال فيها خسارة

وأسبابها تتويجه الحكم بالشرع

دستورنا القرآن نعم اختياره

قصيدة مناسبة ومواكبة للحدث فقد سبقنا الأمم بصفاتنا الأخلاقية وعزائمنا التي بنينا فيها المجد معتمدين على شرع الله لأن دستورنا القرآن الذي اختارته الدولة.. كم أتمنى أن تدرس هذه القصيدة منذ الصف الخامس ابتدائي لغرس روح العزة والفخر بالإنسان السعودي وبإنجازات الوطن. شهد المعرض حراكًا ثقافيًا وندوات ولقاءات حوارية ومنها انطلاقه (مكة للبرمجة والذكاء الاصطناعي) وهي احدى مبادرات الريادة في ملتقى مكة الثقافي كيف تكون قدوة بالعالم الرقمي، وشارك فيها طلاب وطالبات وأكاديميين متخصصين في التقنية والذكاء الاصطناعي وحتماً ستفرز العديد من البرامج المستقبلية جراء المشروع. ولعل من أجمل ما طرح من مشروعات على هامش المعرض مشروع حافلات النقل العام لمكة المكرمة لاستيعاب احتياجات المنطقة وللوصول إلى الحرم المكي الشريف والجوامع والمرافق التعليمية والصحية والوظيفية.. مما يسهم إلى حد كبير في خفض التلوث وتقليل الانبعاثات الكربونية.. ولكن ما نتمناه هو تشغيل وتوظيف أصحاب سيارات الأجرة الذين يقتاتون على هذا العمل حتى لا نزيد في رفع نسبة البطالة؛ وهو ضد رؤية 2030م وما تناوله سمو الأمير محمد بن سلمان في عزمه خفض البطالة إلى 11% للعام 2023م وإلى 7% في عام 2030م. حقيقة هذا المعرض أبرز الجسد الواحد في المشاركة التنموية والتنافسية الفذة بين كافة الجهات والذي حضره دبلوماسيون من 60 دولة سيكونون شهداء على وما وصلت إليه الدولة السعودية وفي بناء الإنسان وتنمية المكان فهنيئاً لنا بتاريخ منطقة مكة المكرمة الذي حلم به الفيصل فأصبح حقيقة.

أخبار ذات صلة

الطرق البطيئة
في العتاب.. حياةٌ
مهارة الإنصات المطلوبة على المستوى الدولي
مقوِّمات.. لاستقرار الشركات العائلية
;
ستيف هوكينغ.. مواقف وآراء
لا تخرج من الصندوق!
(قلبي تولع بالرياض)
سياحة بين الكتب
;
تمويل البلديات.. والأنشطة المحلية
الإدارة بالوضوح!
نحـــــاس
أدوار مجتمعية وتثقيفية رائدة لوزارة الداخلية
;
«صديقي دونالد ترامب»
قِيم الانتماء السعودية
جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!