منتدى
الإدارات والقيادات المهاجرة
تاريخ النشر: 26 يونيو 2021 01:14 KSA
ليس من السهل أن تجد أو تصنع القيادات ولكن من السهل جداً أن تُهجّرها ومن هنا تبدأ نهايتك. نجد الكثير من الإدارات ناجحة بكل المعايير ليس من أجل وفرة الأموال لديها وكذلك ليس من أجل ذكاء قائدها ولكن من أجل فكر ذلك القائد الذي يعمل بروح الفريق الواحد حاملاً خططه وأهدافه وطموحاته وعند السباق القائد لا ينظر للألم بقدر ما ينظر للهدف وخط النهاية، ومع ذلك هناك من يأتي لمثل هؤلاء القادة ويضعون العراقيل أمام السباق بل إنهم يُبعدون خط النهاية عنهم كلما تقدموا ليس بقصد تشجيعهم بقدر ما هو بقصد استنفاد وحرق طاقتهم وإطفاء بريقهم ولمعانهم كلما بدأ بالتوهج ومثل هؤلاء بعيدين كل البعد عن الحضارة والتطور والنجاح وقريبين جداً من التخلف وقد أذنوا بإعلان رحيل القيادات المتميزة ليعيش وإدارته في وادي سحيق. الاستغناء عن القيادات الناجحة ليس بالأمر الهين أو السهل وإن كان يبدو ذلك سهلاً لمثل بعض الإدارات الساذجة التي تعتقد أنها تستطيع تقديم ما يمكن تقديمه دون وجود تلك القيادات، نعم هي لن تتوقف عن العمل ولكنها ستتأخر وتتراجع أضعاف ما كانت عليه إبان وجود القيادات لديها.. تكون أحياناً عقلية القيادات الناجحة أسمى وأنبل من تلك الإدارات المتخلفة حينما يُغلّبون جانب الوطن على كل الاعتبارات كما قال شريف مكة (بلادي وإن جارت عليّ عزيزةٌ.. وأهلي وإن ظنوا عليّ كرامُ).. ليأسسوا جيلاً إدارياً ناجحاً بعد رحيلهم مخافة أن تتوقف عجلة التنمية أو تتعطل بمثل تلك العقليات المتحجرة على حين غفلة من أهلها ولو كان الأمر عليهم مراً وعلقما ليرحلوا لمكان آخر أكثر تقديراً لجهودهم وطموحهم ويكفيهم فخراً أن يجدوا اليوم موظفيهم في أعلى المناصب في تلك الإدارات التي مروا عليها كالسحاب فسقوها وأنبتت أولئك الرجال الذين يمكن الاعتماد عليهم أو على أقل تقدير نضمن بعون الله نجاحهم.