كتاب

قل خيرًا أو فاصمت..!!

.. مع تقديري لمسؤولينا، إلا أن تلك النوعية من مسؤولي «الأبراج العاجية» لا يمكن تجاوزها، أو السكوت عليها.. أعني تصريحاتها وطرق تفكيرها في إدارة أزماتنا ومعالجة أمورنا، بل ويخيل إليك أحيانًا من بعض التصريحات كأنهم لا يعيشون معنا، أو لا يشعرون بمعاناتنا.. بل وأحيانًا تشعرك بعض التصريحات بتسطيح الأزمات، وبالتالي التعامل معها بطريقة باهتة جدًا..!!

*****


.. ومسؤول «البرج العاجي» يرى الأشياء من (فوق)، وأفكاره دائمًا تكون نرجسية وبعيدة عن الواقع وحقيقة مشكلاته.. هناك مساحة ما بين أزماتنا، وبين طرق تفكيرهم فيها.. وإذا ما ظهر هؤلاء على وسائل الإعلام زادوا الطين بلة، فتصريحاتهم تأتي في الاتجاه الخطأ، تحدث جدلًا واسعًا بين المواطنين، وتشكل رأيًا عامًا ضدها قد يحرج حتى الدولة..!!

*****


.. والملاحظ أن هذه التصريحات لا تكون مناسبة ولا لائقة ليس فقط في لغتها ولكن حتى في وقتها وظرفها، أتذكر التصريح الشهير لوزير التجارة والصناعة عام 2007 إبان اشتداد «أزمة الأرز»، وأنتم تعرفون ماذا يعني الأرز لنا نحن السعوديين.. كان الناس ينتظرون حلًا من الوزارة، يومها خرج الوزير لا ليطمئنهم عن الحلول، ولكن ليقول لهم غيروا الأرز الذي تتناولونه، وبدلوه بأنواع أخرى أقل سعرًا..!! وهذا أشعل جدلًا بالكاد انتهى..!!

*****

.. في عام 2016 حدث ارتفاع كبير في فواتير المياه، وبطريقة مفاجئة وغير مفهومة، وضج الناس وكثرت الشكاوى والمطالبات، ليخرج لنا وزير المياه والكهرباء بتصريحه الشهير «السيفون أكبر مهدر للمياه في المنازل»..!! تخيلوا أين؟ وأين؟!!

*****

.. وحدث مؤخرًا ارتفاع مماثل في فواتير المياه وظهرت مشكلات غريبة، فواتير عالية أحيانًا لبيوت مقفلة أو عدادات مقفلة، فلم يجد الرئيس التنفيذي لشركة المياه من مبرر لذلك إلا بـ«القراءة التقديرية» للفواتير، يعني ما هي واقعية!! وعندما شاهد استغرابنا أراد أن يصفعنا أكثر بأن الأربع السنوات الماضية كانت كلها «قراءة تقديرية»! هذا التصريح هو الآخر لاقى ردود أفعال كثيرة...؟!!

*****

.. التصريحات فن تشكله القدرة والموهبة.. هناك عقلاني يقنع بفكرة، وهناك فكرة قد لا يعقلها أي أحد، ويتعاظم الناس بأقوالهم مثلما يتعاظمون بأفعالهم. فللكلمة وقعها ومضيها، ولها أثرها وردة فعلها، وخصوصًا مع وسائل التواصل الاجتماعي، لهذا يهاب العاقل الظهور، ويحرص أن تكون تصريحاته محسوبة ومدروسة ومسؤولة، حتى يتلافى الزلل ويحقق الأثر.. ويسقط آخرون بألسنتهم قبل أن يسقطوا من أبراجهم..!!

*****

.. مع السوشيال ميديا، ومع كل هذا الانفتاح الذي نعيشه، أصبح اقناع المواطن صعبًا، وأصبح رد فعله مخيفًا، لهذا هو يحتاج دائمًا في التعامل معه إلى المسؤول الحكيم المتعقل الذي يراعي العقليات والمصالح والظروف، وكم من إثارة كان بالإمكان تجاوزها بفكر رشيد ورأي سديد..!!

*****

.. لله درك يا محمد بن سلمان، تتحدث عن العالم وكأنك في قلب قاراته.. وتتحدث عن شجوننا وكأنك داخل بيوتنا.. لهذا يتابعك العالم، ونستبشر نحن بأحاديثك..

*****

..أخيرًا:

مشكلتنا أحيانًا ليست في الأزمة، ولكن في من يدير الأزمة..!!

أخبار ذات صلة

غياب (الخميس)!!
كادر المهندسين المتقاعدين
ابحث عن المعنى
الرياض.. ملتقى أبناء وبنات الوطن
;
الرياض عاصمة الإلهام والتأثير
الخلفية التعليمية لكبار الأثرياء في العالم
«إلا المصلين» و«ويل للمصلين»
اللغة الشاعرة
;
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
;
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة