كتاب
زنانة
تاريخ النشر: 29 يونيو 2021 01:17 KSA
موضوعنا عن الطائرات المسيرة من بعد.. بالرغم من انتشارها في القطاعين المدني والعسكري حول العالم، لا يوجد لها اسم متفق عليه، يطلق عليها بعض الأحيان اسم «الطائرات بدون طيار».. ويحتاج هذا الاسم إلى وقفة تأمل فكون الطيار خارج الطائرة لا يعني أنها بدون طيار.. وإلا فتصبح طائرات «سبهللي».. ويطلق عليها أيضًا اسم «المركبات ذات التحكم من بعد».. وبالرغم من وجاهته الفنية فهو يعاني من طوله.. وهناك أيضًا «المركبات المسيرة «وهي من الأسماء الدقيقة.. و»الدرون» ويرمز إلى ذكور النحل باللغة الإنجليزية.. ولكن أجمل الأسماء التي وجدتها هي «الزنانة» وهي الاسم الذي أطلقه أهالي غزة الأشقاء على هذه المركبات.. والتعليل لهذا الاسم هو صوتها الزنان المستمر بسبب محركاتها الصغيرة المروحية أثناء تغطيتها لسماء المدينة للمراقبة، والتجسس، والأعمال الهجومية من قوات الكيان الصهيوني.
ولا بد من وقفة تأمل مع الزنانة لأنها من قصص النجاح للصناعات العسكرية الإسرائيلية فهي تتميز بميزة «الأبيض والأزرق» وهي ألوان علم الكيان الصهيوني وترمز لكونها صناعة وطنية بالكامل من تصميم، وصناعة هياكل، وأجهزة رفع، وتحكم، وملاحة، وتصوير، وتصويب.. وتزود كلها من سلسلة إمدادات صناعية متنوعة.. ولنبدأ الكلام من الأخير: معظم الزنانات التي تصدر حول العالم تبدأ في الكيان الصهيوني.. تتغلب في مبيعاتها على الزنانات الأمريكية، والبريطانية، والصينية، والفرنسية بالرغم من مكانة هذه الدول الكبرى عسكريًا.
تاريخ تلك المركبات بدأ مع قيادة الاستخبارات الإسرائيلية واسمها «أمان».. خلال حرب الاستنزاف التي بدأت في 1 يوليو 1967 كانت هناك حاجة لمراقبة القوات المصرية الشقيقة المرابطة على غرب قناة السويس.
وكانت هناك صعوبة في ذلك بسبب بسالة القوات المصرية وبالذات المدفعية، والقناصة، وقوات الدفاع الجوي.
وهنا بدأت فكرة استخدام طائرات إسرائيلية مسيرة صغيرة ورخيصة.. تم شرائها من متجر ألعاب في مدينة «نيويورك» وتجهيزها بكاميرات مراقبة بهدف التجسس على القوات المصرية. وكان نجاحها محدودًا، فتم إلغاؤها وإحالة الملف للقوات الجوية.. وفي مطلع الثمانينات تم إعادة إحياء الفكرة على يد «إبراهيم كارم» العراقي الأصل الإسرائيلي الجنسية.
كان من منسوبي القوات الجوية الإسرائيلية. قام إبراهيم بتطوير الزنانة فأصبحت من أنظمة المراقبة الجوية الدقيقة، ولكنه لم يستطع أن يقنع قيادة القوات بإطلاق العنان للقطاع الخاص بتصميم وتطوير هذه الطائرات. ولذا ترك إبراهيم الخدمة العسكرية وهاجر إلى الولايات المتحدة وأسس شركة صغيرة تم شراؤها من شركة «هيوز» العملاقة وأطلقوا عليها اسم «جنرال أتومكس».
وقامت بتطوير مجموعة من الزنانات المتقدمة جدًا للمراقبة، والتجسس، والهجوم.
وكانت تتميز بالعديد من القدرات ومنها التحليق على ارتفاعات شاهقة ولفترات طويلة، بهدوء، وثبات، وتخفٍ.. وكأنها حرامي محترف.
ولكن أهم الميزات كانت تكلفتها المنخفضة نسبة إلى الطائرات الحربية التقليدية، وقدراتها على حمل الأسلحة وتصويبها بدقة، وكل ذلك من خلال التحكم عن بعد بدون أن يتعرض الطيار لأية مخاطر.. يعني ممكن أن تكون الطائرة في حالة اشتباك والطيار يأكل سندويتش فلافل أو ما يعادله.. وسبحان الله أن بالرغم من دخول شركات عملاقة مثل لوكهيد مارتن وبوينج وغيرها في هذا المجال، لم تفلح في المنافسة الجادة للمنتجات الإسرائيلية.
واليوم تبقى زنانات الكيان الصهيوني في طليعة المركبات المسيرة حول العالم.. وهناك المزيد، فالوضع الحالي أن العديد من القوات الجوية الرائدة عالميًا أصبحت تعتمد على تلك المركبات لدرجة أن خلال العشرين سنة المقبلة من المتوقع أن تكون أغلب العمليات العسكرية الجوية باستخدام هذه التقنية.
أمنية
الحمد لله أن لدينا في الوطن صناعة مهتمة بتطوير هذه الطائرات لمختلف المجالات.. أتمنى أن يتم دعمها وتطويرها في القطاعين العام والخاص سريعًا لأنها من أهم مكونات المستقبل السلمي والعسكري بمشيئة الله.
ولا بد من وقفة تأمل مع الزنانة لأنها من قصص النجاح للصناعات العسكرية الإسرائيلية فهي تتميز بميزة «الأبيض والأزرق» وهي ألوان علم الكيان الصهيوني وترمز لكونها صناعة وطنية بالكامل من تصميم، وصناعة هياكل، وأجهزة رفع، وتحكم، وملاحة، وتصوير، وتصويب.. وتزود كلها من سلسلة إمدادات صناعية متنوعة.. ولنبدأ الكلام من الأخير: معظم الزنانات التي تصدر حول العالم تبدأ في الكيان الصهيوني.. تتغلب في مبيعاتها على الزنانات الأمريكية، والبريطانية، والصينية، والفرنسية بالرغم من مكانة هذه الدول الكبرى عسكريًا.
تاريخ تلك المركبات بدأ مع قيادة الاستخبارات الإسرائيلية واسمها «أمان».. خلال حرب الاستنزاف التي بدأت في 1 يوليو 1967 كانت هناك حاجة لمراقبة القوات المصرية الشقيقة المرابطة على غرب قناة السويس.
وكانت هناك صعوبة في ذلك بسبب بسالة القوات المصرية وبالذات المدفعية، والقناصة، وقوات الدفاع الجوي.
وهنا بدأت فكرة استخدام طائرات إسرائيلية مسيرة صغيرة ورخيصة.. تم شرائها من متجر ألعاب في مدينة «نيويورك» وتجهيزها بكاميرات مراقبة بهدف التجسس على القوات المصرية. وكان نجاحها محدودًا، فتم إلغاؤها وإحالة الملف للقوات الجوية.. وفي مطلع الثمانينات تم إعادة إحياء الفكرة على يد «إبراهيم كارم» العراقي الأصل الإسرائيلي الجنسية.
كان من منسوبي القوات الجوية الإسرائيلية. قام إبراهيم بتطوير الزنانة فأصبحت من أنظمة المراقبة الجوية الدقيقة، ولكنه لم يستطع أن يقنع قيادة القوات بإطلاق العنان للقطاع الخاص بتصميم وتطوير هذه الطائرات. ولذا ترك إبراهيم الخدمة العسكرية وهاجر إلى الولايات المتحدة وأسس شركة صغيرة تم شراؤها من شركة «هيوز» العملاقة وأطلقوا عليها اسم «جنرال أتومكس».
وقامت بتطوير مجموعة من الزنانات المتقدمة جدًا للمراقبة، والتجسس، والهجوم.
وكانت تتميز بالعديد من القدرات ومنها التحليق على ارتفاعات شاهقة ولفترات طويلة، بهدوء، وثبات، وتخفٍ.. وكأنها حرامي محترف.
ولكن أهم الميزات كانت تكلفتها المنخفضة نسبة إلى الطائرات الحربية التقليدية، وقدراتها على حمل الأسلحة وتصويبها بدقة، وكل ذلك من خلال التحكم عن بعد بدون أن يتعرض الطيار لأية مخاطر.. يعني ممكن أن تكون الطائرة في حالة اشتباك والطيار يأكل سندويتش فلافل أو ما يعادله.. وسبحان الله أن بالرغم من دخول شركات عملاقة مثل لوكهيد مارتن وبوينج وغيرها في هذا المجال، لم تفلح في المنافسة الجادة للمنتجات الإسرائيلية.
واليوم تبقى زنانات الكيان الصهيوني في طليعة المركبات المسيرة حول العالم.. وهناك المزيد، فالوضع الحالي أن العديد من القوات الجوية الرائدة عالميًا أصبحت تعتمد على تلك المركبات لدرجة أن خلال العشرين سنة المقبلة من المتوقع أن تكون أغلب العمليات العسكرية الجوية باستخدام هذه التقنية.
أمنية
الحمد لله أن لدينا في الوطن صناعة مهتمة بتطوير هذه الطائرات لمختلف المجالات.. أتمنى أن يتم دعمها وتطويرها في القطاعين العام والخاص سريعًا لأنها من أهم مكونات المستقبل السلمي والعسكري بمشيئة الله.