كتاب
الحج.. مؤتمر في عالم الحقيقة
تاريخ النشر: 11 يوليو 2021 00:25 KSA
الحج الركن الخامس من أركان هذا الدين العظيم وهذا الركن واجب على كل مسلم أن يؤدي فريضته وهو مؤتمر عالمي يلتقي الإنسان فيه بعالم الحقيقة ليشعر بخروجه من دنياه إلى ربه عز وجل يأتون فوجاً بعد فوج من كل بقاع الأرض على جسد واحد وبلباس واحد وعلى لسان واحد، فكل مسلم في الدنيا يبذل كل الجهد ويجمع المال من أجل الوصول إلى البقعة الطاهرة ولا يفكر في ما يلاقيه من المتاعب والصعوبات، ولكن القلوب معلقة بطاعة الله يتربصون رحمة الله فارقوا الأهل والأحباب ينتظرون ويرجون رحمة السماء ونحن اليوم نتذكر حجة الوداع للحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام.. في المدينة المنورة والوفود تأتي أفواجاً لتعلن إسلامها أمام سيد البشر صلى الله عليه وسلم.. آنذاك كان الرسول قد اعتزم أن يشد الرحال وحضور ذلك الموقف التاريخي والمؤتمر العالمي الذي يجتمع فيه المسلمون ليشهدوا منافع لهم في عرفات، هذه البقعة الطاهرة وفي منبع الرسالات السماوية ومهبط الوحي.. نعم في عرفات سيشهد الحبيب المصطفى حجة الوداع ويقول خطبته المأثورة ونتذكر أين وقف صلى الله عليه وسلم في وادي عرفات عندما وجد القبة التي ضربت له بنمرة، ونتذكر كيف كانت جموع المسلمين تتدافع في شوق وسكينة حتى تنضم للموكب الروحي العظيم ليأتوا جبل عرفات، وإذا زاغت الشمس أمر المصطفى ناقته القصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي وتلبية المسلمين تتردد وتنبعث من قلوبهم، هذا النبي قد وقف يود أن يخطب، وخطب الرسول صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، أيها الناس.. إن الشيطان قد يئس ان يعبد في أرضكم هذه ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم، أيها الناس.. إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى، ألا هل بلغت اللهم فاشهد».
كيف لا وأنت الرحمة المهداة إلى البشر جميعهم (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)..
ما أروع هذا المنظر الرهيب الوقوف بعرفات بجبل الرحمة هذا الوقوف الذي يشعر به الواقف بإصلاح خطئه وهذه الحكمة الإلهية تحمل كثيراً من المشاعر والأحاسيس والتي أهمها شعور الحاج بأنه في مقام عظيم وموقف مشهود.. بعد خطبته صلى الله عليه وسلم توفي الرسول بعد شهرين وقد انتشر هذا الدين وأكمل الصحابة رضي الله عنهم المسيرة.
كيف لا وأنت الرحمة المهداة إلى البشر جميعهم (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)..
ما أروع هذا المنظر الرهيب الوقوف بعرفات بجبل الرحمة هذا الوقوف الذي يشعر به الواقف بإصلاح خطئه وهذه الحكمة الإلهية تحمل كثيراً من المشاعر والأحاسيس والتي أهمها شعور الحاج بأنه في مقام عظيم وموقف مشهود.. بعد خطبته صلى الله عليه وسلم توفي الرسول بعد شهرين وقد انتشر هذا الدين وأكمل الصحابة رضي الله عنهم المسيرة.