كتاب
«أمن الحج».. التحولات والرسالة...
تاريخ النشر: 18 يوليو 2021 00:26 KSA
.. الحج ملهم في كل جوانبه، ومع كل موسم حج يقود الفكر إلى أشياء شتى فيه، ويظل «الأمن» هو مخيلته الأولى.. كيف لا، والأمن على إطلاقه يمثل القيمة الأغلى للحياة: «من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها»..
*****
.. و«أمن الحج» حكاية مثيرة، يجب أن نقف عندها وأن نتأملها مع كل موسم حج حتى نعرف مقدار التطورات والتحولات في الحج، من رحلة خوف وأخطار ووداع موت.. «الذاهب فيها مفقود والعائد منها مولود» إلى رحلة أمن وسلام في الوقت الحاضر، ونعرف مدى أثر العهد السعودي الزاهر منذ عهد المؤسس -رحمه الله- في تحقيق هذه المعادلة الأمنية المعجزة...
*****
.. المصادر المعرفية حوت لنا الكثير من التوصيفات والأحداث التي كانت تكتنف رحلة الحج فيما قبل العهد السعودي.. طرق قوافل الحجيج القديمة الخمسة لم تكن كلها في مأمن من قطاع الطرق، وتذكر لنا بعض المصادر كيف كان يغير قطاع الطرق على قافلة حجاج وينهبونها ويقتلون بعض من فيها ثم يعودون إلى ديارهم وهم يرقصون فرحًا بالغنائم.. أو ذلك الذي قتل ضحيته ثم غضب لأن الرصاصة أغلى عنده من ذلك الريال الذي وجده في جيبه..!!
*****
.. وتحدثوا عن النزاعات والفتن التي حدثت عند الصفا وفي بعض أحياء مكة، وأشاروا إلى أن الحجاج كانوا يذهبون إلى جبل النور ومعهم سلاح، وذلك في دلالات على الانفلات الأمني داخل مكة وليس فقط في الطرق المؤدية إليها..!!
*****
.. ثم تحدث مجموعة من الرحالة والمثقفين والمؤرخين بشيء من الذهول عن التحول الأمني الذي ساد بلاد الحرمين الشريفين بعد مجيء الملك عبدالعزيز.. فعباس متولي أورد عام 1354 قصة تعطل سيارتهم بين مكة والمدينة، وحين كان يرقبهم الناس من مكان بعيد ولا يقتربون منهم، وكيف هرب ذلك الأعرابي منه حين طلب منه أن يتقدم إليه ويأخذ نقودًا من جيبه.
وأورد إبراهيم المازني في حجه عام 1930 قصة عصاه التي سقطت منه في أبرق الرغامة وهو في طريقه إلى مكة ولحقه بها أحد الحجاج في الشميسي. وشكيب أرسلان الذي حج عام 1348 وسقطت منه عباءته الحساوية، وهو في طريقه من مكة إلى الطائف ولحقهم بها أحد المارة عند أميرها.
وتحدث بعض الحجاج بذهول كبير وهم يمرون من «سوق المدعى» بمكة وقت الصلاة فلا يجدون على أبواب الدكاكين إلا قطعًا من القماش تغطيها دون أن يقترب منها أحد..!!
*****
.. تحول كبير ما بين الأمن ونقيضه أحدثه الملك عبدالعزيز أدهش العالم حتى أن شكيب أرسلان يقول في هذا: «لو لم يكن من مآثر الحكم السعودي سوى هذه الأمنة الشاملة الوارفة الظلال على الأرواح والأموال التي جعلت صحاري الحجاز وفيافي نجد أأمن من شوارع الحواضر الأوروبية لكان كافيًا في استجلاب القلوب واستنطاق الألسن في الثناء عليه»...
*****
.. وقد حاول الحاقدون والمغرضون من افتعال الأحداث والمظاهرات و(تسييس الحج) كلها محاولات لضرب «أمن الحج» واختراقه وإحداث شروخ فيه، لكنهم فشلوا وسيفشلون بحول الله كلما عادوا.. .. وما نشاهده اليوم من استنفار أمني كبير مع موسم كل حج ومع تزايد أعداد الحجيج هو رسالة واضحة أن أمن الحج مثلما هو أمن البلاد خط أحمر لن نسمح المساس به والاقتراب منه..
*****
.. و«أمن الحج» حكاية مثيرة، يجب أن نقف عندها وأن نتأملها مع كل موسم حج حتى نعرف مقدار التطورات والتحولات في الحج، من رحلة خوف وأخطار ووداع موت.. «الذاهب فيها مفقود والعائد منها مولود» إلى رحلة أمن وسلام في الوقت الحاضر، ونعرف مدى أثر العهد السعودي الزاهر منذ عهد المؤسس -رحمه الله- في تحقيق هذه المعادلة الأمنية المعجزة...
*****
.. المصادر المعرفية حوت لنا الكثير من التوصيفات والأحداث التي كانت تكتنف رحلة الحج فيما قبل العهد السعودي.. طرق قوافل الحجيج القديمة الخمسة لم تكن كلها في مأمن من قطاع الطرق، وتذكر لنا بعض المصادر كيف كان يغير قطاع الطرق على قافلة حجاج وينهبونها ويقتلون بعض من فيها ثم يعودون إلى ديارهم وهم يرقصون فرحًا بالغنائم.. أو ذلك الذي قتل ضحيته ثم غضب لأن الرصاصة أغلى عنده من ذلك الريال الذي وجده في جيبه..!!
*****
.. وتحدثوا عن النزاعات والفتن التي حدثت عند الصفا وفي بعض أحياء مكة، وأشاروا إلى أن الحجاج كانوا يذهبون إلى جبل النور ومعهم سلاح، وذلك في دلالات على الانفلات الأمني داخل مكة وليس فقط في الطرق المؤدية إليها..!!
*****
.. ثم تحدث مجموعة من الرحالة والمثقفين والمؤرخين بشيء من الذهول عن التحول الأمني الذي ساد بلاد الحرمين الشريفين بعد مجيء الملك عبدالعزيز.. فعباس متولي أورد عام 1354 قصة تعطل سيارتهم بين مكة والمدينة، وحين كان يرقبهم الناس من مكان بعيد ولا يقتربون منهم، وكيف هرب ذلك الأعرابي منه حين طلب منه أن يتقدم إليه ويأخذ نقودًا من جيبه.
وأورد إبراهيم المازني في حجه عام 1930 قصة عصاه التي سقطت منه في أبرق الرغامة وهو في طريقه إلى مكة ولحقه بها أحد الحجاج في الشميسي. وشكيب أرسلان الذي حج عام 1348 وسقطت منه عباءته الحساوية، وهو في طريقه من مكة إلى الطائف ولحقهم بها أحد المارة عند أميرها.
وتحدث بعض الحجاج بذهول كبير وهم يمرون من «سوق المدعى» بمكة وقت الصلاة فلا يجدون على أبواب الدكاكين إلا قطعًا من القماش تغطيها دون أن يقترب منها أحد..!!
*****
.. تحول كبير ما بين الأمن ونقيضه أحدثه الملك عبدالعزيز أدهش العالم حتى أن شكيب أرسلان يقول في هذا: «لو لم يكن من مآثر الحكم السعودي سوى هذه الأمنة الشاملة الوارفة الظلال على الأرواح والأموال التي جعلت صحاري الحجاز وفيافي نجد أأمن من شوارع الحواضر الأوروبية لكان كافيًا في استجلاب القلوب واستنطاق الألسن في الثناء عليه»...
*****
.. وقد حاول الحاقدون والمغرضون من افتعال الأحداث والمظاهرات و(تسييس الحج) كلها محاولات لضرب «أمن الحج» واختراقه وإحداث شروخ فيه، لكنهم فشلوا وسيفشلون بحول الله كلما عادوا.. .. وما نشاهده اليوم من استنفار أمني كبير مع موسم كل حج ومع تزايد أعداد الحجيج هو رسالة واضحة أن أمن الحج مثلما هو أمن البلاد خط أحمر لن نسمح المساس به والاقتراب منه..