منتدى

القيم الإنسانية بين الشعوب

القيم الإنسانية بين الشعوب
الإنسان هو واحد بنفس الخصائص على كافة الكرة الأرضية وبالتالي القيم الإنسانية مطلب كل المجتمعات في ترسيخها وتوضيحها وتعزيزها باستمرار من خلال مؤسساتها التعليمية والثقافية والإعلامية وما ينعكس عن ذلك من تعاملات وتفاعلات سياسية واجتماعية تؤكد على حق الجميع في العيش بنفس الحقوق وعلى مبدأ المساواة والكرامة والتسامح بين بنى البشر، ولا شك أن الأحداث الأخيرة التي استغلت العنصرية وألفاظ الكراهية وما تبع ذلك من تأييد في مواقع التواصل الاجتماعي، كل ذلك باعتقادي أنها لم تكن أفعال مسؤولة وقد تكون خطيرة جدًا على النسيج الإنساني العالمي، وتقوض جهود مئات السنين دفعت فيها البشرية تضحيات كبيرة لنبذ العنصرية والكراهية بكافة صورها وأشكالها.

قيم التسامح والتعايش باتت ضرورة حياتية في كل المجتمعات، خاصة في وقتنا الراهن إزاء ممارسات العنف والإقصاء، والعنصرية، والكراهية، ورفض التعايش السلمي مع الآخر المختلف (أيا كان هذا الاختلاف: ثقافيًا، أو دينيًا، أو سياسيًا)، بل الحاجة إلى قيم التسامح والمساواة تشتد مع اتساع رقعة التنوع العرقي والديني، لامتصاص تداعيات الاحتكاك بين القوميات والثقافات والأديان، والخروج بها من دائرة المواجهة إلى مستوى التعايش والانسجام في غيبة قيم التسامح بين الثقافات المختلفة، ستسود نقائضها النافية، كالتعصب والتطرف والانغلاق ومحاولات الإقصاء والتهميش للآخر، كل تلك النقائض أدت إلى مشكلات لا حصر لها كالإرهاب، والتمييز العنصري، والتكفير، والطائفية، وغياب الوسطية والاعتدال.. كل ذلك في ظل حقيقة واحدة غائبة عن ذهن المتطرف أنه لا يوجد سوى جنس بشري واحد وشعب واحد يسكن كوكباً واحداً: ولا أدل على ذلك إلا جائحة كورونا التي أصابت كل شعوب العالم دون استثناء أو استئذان أو تمييز، وأستشعر كل العالم حتمة التوحد لمواجهة هذا الوباء الخطير الذي يهدد حياة البشرية جمعاء.


إن الاعتراف بهذه المفاهيم هي في الحقيقة الترياق الأمثل لمرض العنصرية والكراهية والتمييز والخوف من الآخر ولسائر مظاهر التفرقة ولاشك سيبقى التعلم والمؤسسات التعليمية والتربوية هي الأنسب على تصوير الفكر وتطويره وأنجع الوسائل لمنع اللا تسامح، وأول خطوة في مجال التسامح هي تعليم الناس والتشجيع على اعتماد أساليب منهجية وعقلانية لتعليم التسامح، وسياسات وأنظمة دولية ومحلية تمنع ذلك وتجرمه وبرامج تعزز التفاهم والتضامن والتسامح بين الأفراد ومجتمعاتهم، وتربية النشء عليها وتقبل الآخر، بحيث يكون هذا الجيل متسامحًا مع مجتمعه عامة بمكوناته، ينبذ الفئوية والتعصب والكراهية، وواعدًا لقيادة المستقبل.

أخبار ذات صلة

حي معشي
حي معشي
الموت رحمة وليس نقمة
الموت رحمة وليس نقمة
ثقافة الممشى
ثقافة الممشى
هولوكوست العصر الحديث
;
قروبات «الجوامع»!!
قروبات «الجوامع»!!
تطور وسائل التكنولوجيا
رؤيتنا الإستراتيجية أثمرت مبكرًا.. أهلا بالعالم
رؤيتنا الإستراتيجية أثمرت مبكرًا.. أهلا بالعالم
كيف نعيد تقدير المرأة بعد الأربعين؟
;
أهلا بالعالم
قطار الرياض.. أيقونة عالمية
قطار الرياض.. أيقونة عالمية
«حساب المواطن» نجح في تحقيق أهدافه
«حساب المواطن» نجح في تحقيق أهدافه
لا تختبئ خلف ظلال أشجار يابسة!!
لا تختبئ خلف ظلال أشجار يابسة!!
;
تجربتي مع السكري.. مرحبًا بالرقم (105)
تجربتي مع السكري.. مرحبًا بالرقم (105)
كأس العالم بنكهة سعودية
كأس العالم بنكهة سعودية
الصعيدي.. خدم الوطن بإخلاص
الصعيدي.. خدم الوطن بإخلاص
تجارب الأسر المنتجة.. في الأعوام الثقافية
تجارب الأسر المنتجة.. في الأعوام الثقافية