كتاب
خليني ساكت أحسن!
تاريخ النشر: 13 أكتوبر 2021 00:12 KSA
ما إن انتهيت من حساب كاشيرة المقهى، ووضعت بطاولتي فنجان القهوة وقطعة الكاكاو المغطاة بالشكولاتة الناعمة، حتى قاطعني شاب عشريني مع فتاة، قائلاً: عفواً.. أنت المستشار القانوني أحمد عجب؟، فرصة سعيدة، ممكن نأخذ من وقتك دقائق، ومع أن الريبة ساورتني، عطفاً على تشتيتهما (بنات أفكاري)، إلا أنه لم يكن أمامي، سوى أن أقول لهما وقد بدت الابتسامة الصفراء على وجهي: طبعاً، طبعاً، تفضلا!
حينها أخرج من شنطة يده جوال وأوصله بشاحن محمول ووضعهما على الطاولة، مدعياً بأنه طالب جامعي بكلية القانون، ولديه بحث حول دراسة مقارنة بين نصوص الأنظمة على الورق، ومدى فاعليتها على أرض الواقع!
يُقال يا أستاذ أحمد؛ بأن العمل حق للمواطن لا يجوز لغيره شغله وفق أنظمة العمل إلا بشروط محددة، فهل ترى ذلك مطبقاً؟! ولأن الإجابة لا تخفى على كل لبيب، ولأنه يكفي النظر من حولك لتجد المشرفين من أصحاب (الكرفته) بينما الوظائف المتدنية مثل (الجرسونة) للسعوديين، فقد زاد ذلك من ريبتي، لأكتفي بهز رأسي وبعبارة مبطنة، رأيت بها الجواب الشافي: خليني ساكت أحسن!
أهاه، هكذا أجابني، قبل أن يبحث بجواله الآخر عن سؤال ثاني؛ طيب يُقال: إن نظام مكافحة الغش التجاري وجمعية حماية المستهلك تهدفان لضبط جودة السلع وعدم ممارسة التجار لأي من أنواع الغش والتقليد والاحتيال، وعدم المبالغة برفع الأسعار، فهل ترى هذا مطبقاً؟!، وهنا أخذت أقلب ساخراً قائمة المشروبات والطعام، وما تحمله من أسعار خيالية، قبل أن أكتم غيظي وأتعوذ من الشيطان، وأجيبه متنهداً؛ خليني ساكت أحسن!
طيب، طيب، هكذا بدًا متململاً من ردودي المكررة والمقتضبة قبل سؤاله، يُقال يا أستاذ عجب إن لائحة المحافظة على الذوق العام تمنع الظهور بمكان عام بزي أو لباس غير محتشم أو يحمل صوراً أو عبارات مسيئة، فهل ترى هذا مطبقاً؟! حينها وبدون شعور؛ التفت لزي تلك الفتاة التي معه (والتي ظننتها بالبداية ولداً) قبل أن أشيح بوجهي سريعاً، وأستدرك -وسط ملاحظته وارتباكه- قائلاً له؛ خليني ساكت أحسن!
وهنا وهو يتنفس الصعداء منتشياً، أمطرني بعدة تساؤلات حيوية منها؛ يُقال يا أستاذ أحمد عجب؛ بأن أنظمة وقواعد الأسرة دعمت الحفاظ على كيان العائلة وساعدت على تدني معدلات نسب الطلاق، ويُقال بأن الأنظمة الرياضية مثل لائحة الانضباط والأخلاق قضت كلياً على ظاهرة التعصب، ويُقال بأن قرارات السعودة والتوطين أسهمت في تخفيض طوابير البطالة، فهل ترى ذلك كله مطبقاً؟!
وهنا أخذت نفساً عميقاً قبل أن أرتشف فنجان قهوتي البارد، وأجيبه متهكماً؛ خليني ساكت أحسن!
حينها بدأ يجمع حاجياته ويتبادل النظرات مع الفتاة التي بصحبته، قبل أن يومئ لها بحركة جفنه؛ (وش رأيك نمشي)، لأبادرهما مقاطعاً وقد اطمئننت بعض الشيء لسلامة مقصدهما، معليش أخذنا الكلام ونسيت أضيفكم، وش تحبون تشربون؟! وإن شاء الله أكون أفدتكم بالمعلومات القيمة، لينهضا على الفور ويصدحان بصوت واحد؛ يا عمي خنقتنا.. خلينا ساكتين أحسن!؟
حينها أخرج من شنطة يده جوال وأوصله بشاحن محمول ووضعهما على الطاولة، مدعياً بأنه طالب جامعي بكلية القانون، ولديه بحث حول دراسة مقارنة بين نصوص الأنظمة على الورق، ومدى فاعليتها على أرض الواقع!
يُقال يا أستاذ أحمد؛ بأن العمل حق للمواطن لا يجوز لغيره شغله وفق أنظمة العمل إلا بشروط محددة، فهل ترى ذلك مطبقاً؟! ولأن الإجابة لا تخفى على كل لبيب، ولأنه يكفي النظر من حولك لتجد المشرفين من أصحاب (الكرفته) بينما الوظائف المتدنية مثل (الجرسونة) للسعوديين، فقد زاد ذلك من ريبتي، لأكتفي بهز رأسي وبعبارة مبطنة، رأيت بها الجواب الشافي: خليني ساكت أحسن!
أهاه، هكذا أجابني، قبل أن يبحث بجواله الآخر عن سؤال ثاني؛ طيب يُقال: إن نظام مكافحة الغش التجاري وجمعية حماية المستهلك تهدفان لضبط جودة السلع وعدم ممارسة التجار لأي من أنواع الغش والتقليد والاحتيال، وعدم المبالغة برفع الأسعار، فهل ترى هذا مطبقاً؟!، وهنا أخذت أقلب ساخراً قائمة المشروبات والطعام، وما تحمله من أسعار خيالية، قبل أن أكتم غيظي وأتعوذ من الشيطان، وأجيبه متنهداً؛ خليني ساكت أحسن!
طيب، طيب، هكذا بدًا متململاً من ردودي المكررة والمقتضبة قبل سؤاله، يُقال يا أستاذ عجب إن لائحة المحافظة على الذوق العام تمنع الظهور بمكان عام بزي أو لباس غير محتشم أو يحمل صوراً أو عبارات مسيئة، فهل ترى هذا مطبقاً؟! حينها وبدون شعور؛ التفت لزي تلك الفتاة التي معه (والتي ظننتها بالبداية ولداً) قبل أن أشيح بوجهي سريعاً، وأستدرك -وسط ملاحظته وارتباكه- قائلاً له؛ خليني ساكت أحسن!
وهنا وهو يتنفس الصعداء منتشياً، أمطرني بعدة تساؤلات حيوية منها؛ يُقال يا أستاذ أحمد عجب؛ بأن أنظمة وقواعد الأسرة دعمت الحفاظ على كيان العائلة وساعدت على تدني معدلات نسب الطلاق، ويُقال بأن الأنظمة الرياضية مثل لائحة الانضباط والأخلاق قضت كلياً على ظاهرة التعصب، ويُقال بأن قرارات السعودة والتوطين أسهمت في تخفيض طوابير البطالة، فهل ترى ذلك كله مطبقاً؟!
وهنا أخذت نفساً عميقاً قبل أن أرتشف فنجان قهوتي البارد، وأجيبه متهكماً؛ خليني ساكت أحسن!
حينها بدأ يجمع حاجياته ويتبادل النظرات مع الفتاة التي بصحبته، قبل أن يومئ لها بحركة جفنه؛ (وش رأيك نمشي)، لأبادرهما مقاطعاً وقد اطمئننت بعض الشيء لسلامة مقصدهما، معليش أخذنا الكلام ونسيت أضيفكم، وش تحبون تشربون؟! وإن شاء الله أكون أفدتكم بالمعلومات القيمة، لينهضا على الفور ويصدحان بصوت واحد؛ يا عمي خنقتنا.. خلينا ساكتين أحسن!؟