كتاب

خلك ذيب أمعط!!

يشتهر الذئب بدهائه وذكائه الخارق، ويمتاز بعزة النفس، فلا يأكل الجيف ولا يأكل إلا طازجاً، وقد عرف عنه الشجاعة والصبر والقدرة على المراوغة، إلا أنه يعد من أشد الحيوانات عداءً للإنسان، فنادرًا ما يتخذ مسكنًا بالقرب من بني البشر، ومن شدة إعجاب البدو العرب بشخصية الذئب القيادية، كانوا يطلقون على أمهر فرسانهم؛ (الذيب الأمعط)!

ولنكن صريحين مع بعضنا، لابد أن نعترف بعد كل خيبات الأمل التي تكبدناها، حتى أصبحنا العنوان الدائم للبطالة والسوق الرائجة لقضايا الخلع والنفقة والحضانة، والمرتع الخلاب للعمالة الأجنبية، أن الطيب في زمننا ما يعيش!!


لذا يؤسفني أن أقولها لكل زوج طيب وعلى نياته، أنت (رب الأسرة)، تعامل بالحزم اللازم دون أن تتجاوز حدود قوامتك وولايتك على زوجتك، أنفق وعاشر بالمعروف وقم بواجباتك الشرعية، لكن لا تسرف بالكرم واللين والسماحة، فتلبي كل طلباتها فتسرح بأحلامها الوردية ثم لا تملك تحقيقها، فتكون صيداً سهلاً للمخببين والنسويات، باختصار: (خلك ذيب أمعط)!!

هذا ويؤسفني أن أقولها لكل موظف سعودي أهلي منتظم ومجتهد، دع عنك المثالية الزائفة اللي ما راح تأكلك عيش، وشكل التحزبات مع أبناء بلدك، واحتفظ بأسرار مهنتك، كن وصولياً وقريباً من صناع القرار بمقر عملك، تمسك بولائك وأمانتك، لكن لا تتعلق بمبادئ أكل عليها الدهر وشرب، وأعرف من أين تؤكل الكتف، باختصار: خلك ذيبٍ أمعط!!


كذلك يؤسفني أن أقولها لكل صاحب حق ينتظر تلبية الوعود الممنوحة له، بادر باتخاذ كافة الإجراءات الإدارية أو النظامية حتى تصل إلى حقك، لا تتكل على ابتسامة ذوي النفوذ، ولا تخدرك عبارات الإطراء التي ينتهجها ذلك المسؤول، عليك أن تبذل كل ما في وسعك بالنظام، وتعلم كيف تنال حقوقك بأقصر الطرق، باختصار: خلك ذيبٍ أمعط!!

كما يؤسفني أن أقولها لكل من اعتاد تقديم خدماته دون مقابل، لا تغرك العبارات الإنشائية: افعل الخير وارمه البحر، كلما ضاقت بك الدنيا ساعد إنسانًا لا تعرفه، أفعل الخير تجده، فقلة قليلة ستشكرك، فيما سيعتبرك الكثيرون مجرد غنيمة يأخذون منك ما يسد حاجتهم ثم يهاجمونك، لهذا خذ حقك واصنع قيمة لنفسك، باختصار: خلك ذيبٍ أمعط!!

لو نظرت من حولك، لرأيت أن غالبية مشاهير السوشيال ميديا، مجرد (خرفان) ارتدت كنوع من التمويه فرو الذئاب، فانطلت الحيلة على متابعي الغفلة فرأوا فيهم خير مثال للحنكة والذكاء، حتى حصدوا على قفاهم الشهرة والجاه والأموال، لهذا دع عنك الطيبة الزائدة أيها الإنسان، وتمرن على مهارات المكر والدهاء، لنناديك عما قريب: (الذيب الأمعط)!!.

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!