كتاب
الهياط.. على طريقة أشعب..!!
تاريخ النشر: 14 نوفمبر 2021 00:27 KSA
اشعب ...هذه الشخصية التخيلية في ذاكرتنا الشعبية تحمل مجموعة من النقائص صالحة للاستفتاح بها .
فهو المهايط بانواع الموائد إذا ماكان ضيفا .
وهو الكريم في اجابةّ الدعوات وكأنه الطائي .
وهو الحطيئة في بيته لضيوفه ...!!
*****
قد لا أحتاج الى الغوص كثيراً في التعريف بالهياط والمهايطين فنحن نعرفهم بسيماهم في فترة ما قبل كورونا.
وعندما جاءت الجائحة ضقنا بها صدراً إلا أننا من جانب آخر تنفسنا الصعداء، لأنها ربما ستقصي من مشهدنا الاجتماعي تلك الممارسات المقززة وتلك الوجوه التي تشكلت على غفلة داخل أجساد متورمة..!!
*****
.. «هنا» سأركز على الهياط في الأكل.
والبدء من وزير البيئة والزراعة الذي قرع الجرس باكراً من أن 40 ملياراً كلفة الهدر الغذائي سنوياً بالمملكة.
ويمثل الإسراف المتهم الرئيسي في هذا الهدر، وطبعاً يمثل الهياط ناصية الاتهام..!!
*****
.. يحدث كل هذا الهدر وهذا الإسراف في وقت يعاني فيه الآخرون من الفقر ومن المجاعة، والسبب الهياط الذي ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالكرم..!!
*****
.. توقعت أن جائحة كورونا وما صاحبها من دروس وعبر جعلت الناس يتمسكون بأطراف ثيابهم ستكون فاصلاً حقيقياً بين ممارسات اجتماعية كانت، وأخرى يجب ألا تكون.
لكن ما إن بدأت غيوم كورونا تنقشع حتى وكأن الكتان عاد لما كان وبدأت وجوه الهياط تطل من جديد من بين الزوايا..!!
*****
.. وما كدنا نتجاوز أو نتناسى صور الاغتسال بدهون العود والمائدة الضخمة التي في وسطها حاشي وفي أطرافها ست مفطحات وليس عليها أكثر من عدد أصابع اليدين، حتى صافحتنا صور جديدة لهياط ما بعد كورونا بعضها محرج ومخجل.
والسؤال كيف سنتخلص من هذا الهياط؟..
متى ستختفي صور السناب شات التي يحرص عليها بعض المهايطين حتى لو ذبح دجاجة؟!!..
*****
.. الهدر الذي سببه هياط احمق ، فهذا الذي يجب أن نتصدى له وننكره ونحاربه .
وهناك هدر مرتبط بالعادات والتقاليد .
والناس حوله على صنفين ..
هناك من لا يستشعر اثره ولايدري بفداحة مايعمل ، بل وبعضهم يعده من الكرم وجميل الفعل .
وهناك من يشعر بخطأ فعله ولكنه يرى بأنه مجبرا اخاك لابطل . ويظل العائق ' اجتماعيا ' .
وكأن الأمر يحتاج الى مبادرات وقدوات تقنن وتوجه ...!!
*****
أعتقد أن هناك صراعاً خفياً في عمقنا الاجتماعي ما بين أزمة وعي وثقافة عادات وتقاليد، وهو ما نحتاج فيه الى مراجعة هذه الثقافة وإعادة تشكيلها خصوصاً في هذه المرحلة التي تحتاج فعلاً الى الترشيد.
حتى نحتاج أيضاً الى تجلية مفاهيم الكرم الحقيقي..!!
*****
.. دعوني أختم بهذا الموقف الجميل..
أبو هريرة شعر يوماً بجوع شديد، وما أكثر ما يشعر به أهل الصفة وبعض الصحابة، ولم يسلم من ذلك حتى خير الخلق.
فتبع جعفر بن أبي طالب إلى باب داره، التفت جعفر فرأى أبا هريرة وأدرك جوعه، فأخذه الى الداخل، وتلفت في البيت فلم يجد غير وعاء فيه بعض سمن فأنزله ولعقا منه.. وأنشد جعفر:
ما كلف الله نفساً فوق طاقتها
ولا تجود يد إلا بما تجد
إنه الدرس الصالح لكل زمان ومكان، مع كورونا وبدونها..!!.
فهو المهايط بانواع الموائد إذا ماكان ضيفا .
وهو الكريم في اجابةّ الدعوات وكأنه الطائي .
وهو الحطيئة في بيته لضيوفه ...!!
*****
قد لا أحتاج الى الغوص كثيراً في التعريف بالهياط والمهايطين فنحن نعرفهم بسيماهم في فترة ما قبل كورونا.
وعندما جاءت الجائحة ضقنا بها صدراً إلا أننا من جانب آخر تنفسنا الصعداء، لأنها ربما ستقصي من مشهدنا الاجتماعي تلك الممارسات المقززة وتلك الوجوه التي تشكلت على غفلة داخل أجساد متورمة..!!
*****
.. «هنا» سأركز على الهياط في الأكل.
والبدء من وزير البيئة والزراعة الذي قرع الجرس باكراً من أن 40 ملياراً كلفة الهدر الغذائي سنوياً بالمملكة.
ويمثل الإسراف المتهم الرئيسي في هذا الهدر، وطبعاً يمثل الهياط ناصية الاتهام..!!
*****
.. يحدث كل هذا الهدر وهذا الإسراف في وقت يعاني فيه الآخرون من الفقر ومن المجاعة، والسبب الهياط الذي ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالكرم..!!
*****
.. توقعت أن جائحة كورونا وما صاحبها من دروس وعبر جعلت الناس يتمسكون بأطراف ثيابهم ستكون فاصلاً حقيقياً بين ممارسات اجتماعية كانت، وأخرى يجب ألا تكون.
لكن ما إن بدأت غيوم كورونا تنقشع حتى وكأن الكتان عاد لما كان وبدأت وجوه الهياط تطل من جديد من بين الزوايا..!!
*****
.. وما كدنا نتجاوز أو نتناسى صور الاغتسال بدهون العود والمائدة الضخمة التي في وسطها حاشي وفي أطرافها ست مفطحات وليس عليها أكثر من عدد أصابع اليدين، حتى صافحتنا صور جديدة لهياط ما بعد كورونا بعضها محرج ومخجل.
والسؤال كيف سنتخلص من هذا الهياط؟..
متى ستختفي صور السناب شات التي يحرص عليها بعض المهايطين حتى لو ذبح دجاجة؟!!..
*****
.. الهدر الذي سببه هياط احمق ، فهذا الذي يجب أن نتصدى له وننكره ونحاربه .
وهناك هدر مرتبط بالعادات والتقاليد .
والناس حوله على صنفين ..
هناك من لا يستشعر اثره ولايدري بفداحة مايعمل ، بل وبعضهم يعده من الكرم وجميل الفعل .
وهناك من يشعر بخطأ فعله ولكنه يرى بأنه مجبرا اخاك لابطل . ويظل العائق ' اجتماعيا ' .
وكأن الأمر يحتاج الى مبادرات وقدوات تقنن وتوجه ...!!
*****
أعتقد أن هناك صراعاً خفياً في عمقنا الاجتماعي ما بين أزمة وعي وثقافة عادات وتقاليد، وهو ما نحتاج فيه الى مراجعة هذه الثقافة وإعادة تشكيلها خصوصاً في هذه المرحلة التي تحتاج فعلاً الى الترشيد.
حتى نحتاج أيضاً الى تجلية مفاهيم الكرم الحقيقي..!!
*****
.. دعوني أختم بهذا الموقف الجميل..
أبو هريرة شعر يوماً بجوع شديد، وما أكثر ما يشعر به أهل الصفة وبعض الصحابة، ولم يسلم من ذلك حتى خير الخلق.
فتبع جعفر بن أبي طالب إلى باب داره، التفت جعفر فرأى أبا هريرة وأدرك جوعه، فأخذه الى الداخل، وتلفت في البيت فلم يجد غير وعاء فيه بعض سمن فأنزله ولعقا منه.. وأنشد جعفر:
ما كلف الله نفساً فوق طاقتها
ولا تجود يد إلا بما تجد
إنه الدرس الصالح لكل زمان ومكان، مع كورونا وبدونها..!!.