كتاب

لنستمع لصدى أَجراس العنف في مصر

* الأيام القليلة الماضية كانت صادمة لـ(المجتمع المصري الشقيق) بما حملته من حوادث وجرائم موجعة، فالخميس الماضي جاء الحكم بإعدام (أربعيني)، لاغتصابه ابنتيه، وحمل إحداهما منه سِفَاحاً، بينما (طفلة) في الخامسة عشر من عمرها تقتل أباها حرقاً في سرير نومه، وهذا (شابٌ) يُجْهز على والديه لخلافه معهما، وذاك ينحر شخصاً، ويفصل رأسه عن جسده في الشارع وأمام النّاس، هذه نماذج فقط يُضاف لها قضايا خطف، وتّحرش، ويمكن الرجوع للتفاصيل في وسائل الإعلام المصرية الرسمية.

* نعم لا يخلو أيّ مجتمع من الجريمة، ولكن تواليها وقسوتها وبشاعتها وتجاوزها للعقل والفطرة الإنسانية هَزّت أركان أشقائنا في مصر وأخافتهم بقَادم قد يكون أسوأ؛ فارتفعت الأصوات تُنادي بسرعة المعالجة.


* متخصصون تحدثوا عن العوامل التي مهّدت لتلك الجرائم، وزادت من حدتها وتوحّشها، فرأوا أنّ من أبرزها تأثير ما تقدمه القنوات والمنصات التلفزيونية والسينمائية من أعمال دراميّة تُكّرّس للعنّف والبلطجة، وتُسَوِّقُ لها باعتبارها شهادة للرجولة والجدْعنة، ووسيلة المظلومين للانتقام وأخذ حقوقهم!

* وهناك (أغاني المهرجانات) لأنّ معظمها يُعلن بأنّ القُوة والتّسّلح بالمطاوي والسكاكين وحتى الرّشَاشَات أدوات إثبات الذات ودليل على الفُتّوّة، وسلاح لهزيمة الأعداء والخائنين، يضاف لذلك ترويجها للبذاءات والإيحاءات الجنسية، وتشجيعها على تعاطي الحشيش والمخدرات!


* ومن تلك العوامل التي طرحت في هذا الإطار: مشاهد العُرِي والإغراء التي تبثّهَا (تطبيقات الأفلام القصيرة كـ»التوك توك، وأشقائه») التي فيها دعوة صريحة للرذيلة والانفلات الأخلاقي الذي يقود للتّحرّش والاغتصاب.

* هذه بعضٌ الدوافع التي رأى المتخصصون في مصر مساهمتها في تزايد جرائم العنف والتحرش وما يتبعهما من تَداعيات؛ ولذا تسعى الجهات المختصة في مواجهتها بتعزيز الرقابة على المصنّفات الفنّية، ورفع قضايا من المحامين على الأعمال الدرامية المسيئة، فيما منَعت نقابة الموسيقيين غناء وحفلات عدد كبير من مطربي المهرجانات، كذلك صدرت أحكام نافذة بالسجن لسنوات على مجموعة من (فتيات التوك توك)، بتهم (العُرِي وممارسة الرذيلة، ونشرها).

* وهنا هذا تأكيد مؤكّد بأن تلك الأحداث لا تخدش طيبة وتسامح المجتمع المصري؛ ولكنها دّقّت أجراس الخطر في جنَبَاته؛ التي أرجو أن يصل صداها لـ(مجتمعنا السعودي) الذي في ظِلّ المتغيرات المتسارعة التي تَسري في شرايينه، تفاجأ بحوادث لم يَعْتَد عليها كالمضاربات الجماعية، وحالات التَّحرش التي نقلتها مواقع التواصل؛ فنعم سارعت النيابة والشرطة بالقبض على فاعليها، وهذا رائع ومهمّ، لكن الأهمّ الإفَادة من تجارب الآخرين، والبدء من حيث انتهوا، فما أتطلع إليه تنقية قنواتنا ومنصاتنا وبرامجنا من أية شوائب أو صفحات مظلمة، ومحاصرة تلك القلّة القَافزة على حدود الدِّيْنِ والقِيَم بتغليظ العقوبات والتشهير؛ فإطفاء الجَمر تحت الرّماد يقتلُ نارها قبل اشتعالها، ونَزع بذور الشر كفيل بوأد جذورها قبل ظهورها.

أخبار ذات صلة

شهامة سعودية.. ووفاء يمني
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
;
هل يفي ترامب بوعوده؟
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
;
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
;
الحُب والتربية النبوية
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح