كتاب
التنمُّر المدرسي!
تاريخ النشر: 23 ديسمبر 2021 21:39 KSA
بات التنمُّر، بمختلف ألوانه وأشكاله، ظاهرة اجتماعية غزت كل المجتمعات، وللتنمُّر تبعات خطيرة قد تؤدي إلى قتل المُتنمَّر به أو انتحاره، دون أن يُعاقب المُتنمِّر أو المُتنمِّرون لعدم وجود قانون يُعاقبهم.
وقد جاء في المادة 309 مكرر المضافة إلى قانون العقوبات المصري تعريف التنمُّر بأنه: «يُعدُّ تنمرًا كل قول أو استعراض قوة أو سيطرة للجاني أو استغلال ضعف للمجني عليه.. أو لحالة يعتقد الجاني أنّها تسيء للمجني عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية، أو الحط من شأنه أو إقصائه من محيطه الاجتماعي».. ويكثر انتشاره في المدارس.
ويُرجع علماء النفس التربوي أسباب التنمُّر إلى خللٍ في أسلوب التنشئة الأسرية للأبناء منذ الطفولة، واستخدام هذا السلوك للتعامل مع المواقف الصعبة في البيت، كالطلاق والتهميش.. وللتأثيرات السلبية لوسائل الإعلام ومشاهد العنف، والبيئة المدرسية العنيفة.. ويعتقد بعض الأطفال بأنّ سلوكهم هذا عادي لأنّهم قادمون من عائلات عنيفة تستخدم أسلوب الصراخ، أو إطلاق الألقاب السيئة.
وكذلك رغبة الطالب المُتنمِّر في لفت الانتباه، وعدم الشعور بالأمان، وأنّه وسيلة للتنفيس عن الإحباط الذي يعيشه نتيجة ظرف ما، وتشجيع الأهل للأبناء على ضرب مَن يضربهم. ودائمًا يختار المتنمِّر ضحيته من الطلبة الضعاف البنية الجسدية، والذي يسهل تهديده، أو ممَّن ليس له أصدقاء، ويعاني صعوبة في الدفاع عن نفسه.
ومن علامات ضحية التنمُّر ادعاؤه المرض لعدم الذهاب إلى المدرسة، وعودته إلى المنزل وثيابه وكتبه ممزقة. ويصبح متقلب الرأي وسيئ المزاج، ويصبح عنيفًا مع إخوته، وينعزل ويرفض القيام بأي نشاط.
وتعد مشكلة التنمر في المدارس الثانوية من المشكلات الخطيرة التي تهدد الأمن المدرسي بأسره، لأنّه يؤذي الطلبة جسديًا ونفسيًا، ويعمل على إشاعة الفوضى وعرقلة عملية التعليم، وهو شكل من أشكال السلوك العدواني غير المتوازن، ويحدث بصورة متكررة بين الأقران في البيئة المدرسية، قد تؤدي إلى الانتحار.
ومن الأحداث التي حدثت مؤخرًا في الكويت انتحار مراهقة رمت بنفسها من الطابق الـ(14) بسبب تنمُّر زميلاتها في المدرسة لشكلها الآسيوي.
هذا وقد استوقف التنمُّر بعض الباحثين، وقدّموا في أطروحاتهم للماجستير والدكتوراة دراسات مُعمّقة عن التنمُّر وبحث أسبابه، وكيفية علاجه، كما استوقف التنمّر المدرسي صُنّاع الدراما التلفازية، فقدّمت منصة «نتفليكس» وهي منصة عالمية يتابعها أكثر من (139) مليون متابع، مسلسلًا شبابيًا دراميًا، عن التنمُّر المدرسي، وهو مسلسل «مدرسة الروابي»، ويعتبر من أحد أولى الأعمال العربية التي أنتجتها الشركة، من تأليف وإخراج المخرجة الأردنية الشابة «تيما الشوملي» بالتعاون مع الكاتبة «شيرين كمال»، وتبدأ أحداث المسلسل في العاصمة الأردنية «عمَّان» بمدرسة للبنات اسمها «الروابي»، عندما تنتقم إحدى بنات المدرسة من زميلاتها المُتنّمِّرات بها، لتتحول القصة عليها، وتصبح هي المتهمة والجميع ضدها؛ إذ انتهى المسلسل بقتل إحدى التلميذات المشتركة بالتنمّر بتلك الطالبة من قِبَل أخيها عندما ضبطها مع شاب في إحدى الشاليهات؛ حيث أرسلت له تلك الطالبة رسالة على الواتساب موقع مكان أخته مع ذاك الشاب.
وعند بحثنا عن دوافع التنمّر لدى أولئك الطالبات في المسلسل، نجد خللاً كبيرًا في علاقات البنات بآبائهنّ وأمهاتهن دفعهنّ إلى التنمّر، وحتى الطالبة التي واجهت التنمُّر من زميلاتها لم تحتويها أمها، بل وجدت نفورًا منها، ممّا ضاعف من إحساسها بالظلم، وجعلها تصر على الانتقام من جميع زميلاتها اللائي تنمّرن بها، وكان انتقامًا قاسيًا جدًا.
ويُلاحظ في هذا المسلسل عدم وجود مرشدة تربوية، أو أخصائية اجتماعية بالمدرسة لبحث حالات الطالبات المتنمّرات وأسباب تنمُّرهن، وكذلك لاحتواء الطالبة المُتنمّر بها، وإبعاد فكرة الانتقام لديها.
وللحد من ظاهرة التنمُّر أقترح الآتي:
1- ضرورة وجود مرشدين ومرشدات تربويين، أو أخصائيين وأخصائيات نفسيين أو اجتماعيين في المدارس والجامعات.
2- على الأهل توفير جو من الأمان والثقة لتمكن الابن من إخبارهم بما يعانيه أو يتعرض له، والتحاور معه بأسلوب إيجابي لكسب الثقة.
3- إخبار مدير ومديرة المدرسة والمعلمين والمعلمات بما يتعرض له الابن والبنت من مضايقات وتنمر من قبل الآخرين.
4- عدم تشجيع الضحية على الرد بأسلوب عنيف كي لا يتعرض لمزيد من الأذى. وإبعاد الضحية عن طريق المتنمرين أو طلب المساعدة من الآخرين. وتشجيع الضحية على تكوين صداقات جديدة وألا يبقى بمفرده.
5- إضافة مواد قانونية تُعاقب المُتنمِّرين إلى قوانين الحماية من الإيذاء، وقوانين حقوق ذوي الهِمم أسوة بإضافة مادة عقوبة التنمر إلى قانون العقوبات المصري عام 2020م.
وقد جاء في المادة 309 مكرر المضافة إلى قانون العقوبات المصري تعريف التنمُّر بأنه: «يُعدُّ تنمرًا كل قول أو استعراض قوة أو سيطرة للجاني أو استغلال ضعف للمجني عليه.. أو لحالة يعتقد الجاني أنّها تسيء للمجني عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية، أو الحط من شأنه أو إقصائه من محيطه الاجتماعي».. ويكثر انتشاره في المدارس.
ويُرجع علماء النفس التربوي أسباب التنمُّر إلى خللٍ في أسلوب التنشئة الأسرية للأبناء منذ الطفولة، واستخدام هذا السلوك للتعامل مع المواقف الصعبة في البيت، كالطلاق والتهميش.. وللتأثيرات السلبية لوسائل الإعلام ومشاهد العنف، والبيئة المدرسية العنيفة.. ويعتقد بعض الأطفال بأنّ سلوكهم هذا عادي لأنّهم قادمون من عائلات عنيفة تستخدم أسلوب الصراخ، أو إطلاق الألقاب السيئة.
وكذلك رغبة الطالب المُتنمِّر في لفت الانتباه، وعدم الشعور بالأمان، وأنّه وسيلة للتنفيس عن الإحباط الذي يعيشه نتيجة ظرف ما، وتشجيع الأهل للأبناء على ضرب مَن يضربهم. ودائمًا يختار المتنمِّر ضحيته من الطلبة الضعاف البنية الجسدية، والذي يسهل تهديده، أو ممَّن ليس له أصدقاء، ويعاني صعوبة في الدفاع عن نفسه.
ومن علامات ضحية التنمُّر ادعاؤه المرض لعدم الذهاب إلى المدرسة، وعودته إلى المنزل وثيابه وكتبه ممزقة. ويصبح متقلب الرأي وسيئ المزاج، ويصبح عنيفًا مع إخوته، وينعزل ويرفض القيام بأي نشاط.
وتعد مشكلة التنمر في المدارس الثانوية من المشكلات الخطيرة التي تهدد الأمن المدرسي بأسره، لأنّه يؤذي الطلبة جسديًا ونفسيًا، ويعمل على إشاعة الفوضى وعرقلة عملية التعليم، وهو شكل من أشكال السلوك العدواني غير المتوازن، ويحدث بصورة متكررة بين الأقران في البيئة المدرسية، قد تؤدي إلى الانتحار.
ومن الأحداث التي حدثت مؤخرًا في الكويت انتحار مراهقة رمت بنفسها من الطابق الـ(14) بسبب تنمُّر زميلاتها في المدرسة لشكلها الآسيوي.
هذا وقد استوقف التنمُّر بعض الباحثين، وقدّموا في أطروحاتهم للماجستير والدكتوراة دراسات مُعمّقة عن التنمُّر وبحث أسبابه، وكيفية علاجه، كما استوقف التنمّر المدرسي صُنّاع الدراما التلفازية، فقدّمت منصة «نتفليكس» وهي منصة عالمية يتابعها أكثر من (139) مليون متابع، مسلسلًا شبابيًا دراميًا، عن التنمُّر المدرسي، وهو مسلسل «مدرسة الروابي»، ويعتبر من أحد أولى الأعمال العربية التي أنتجتها الشركة، من تأليف وإخراج المخرجة الأردنية الشابة «تيما الشوملي» بالتعاون مع الكاتبة «شيرين كمال»، وتبدأ أحداث المسلسل في العاصمة الأردنية «عمَّان» بمدرسة للبنات اسمها «الروابي»، عندما تنتقم إحدى بنات المدرسة من زميلاتها المُتنّمِّرات بها، لتتحول القصة عليها، وتصبح هي المتهمة والجميع ضدها؛ إذ انتهى المسلسل بقتل إحدى التلميذات المشتركة بالتنمّر بتلك الطالبة من قِبَل أخيها عندما ضبطها مع شاب في إحدى الشاليهات؛ حيث أرسلت له تلك الطالبة رسالة على الواتساب موقع مكان أخته مع ذاك الشاب.
وعند بحثنا عن دوافع التنمّر لدى أولئك الطالبات في المسلسل، نجد خللاً كبيرًا في علاقات البنات بآبائهنّ وأمهاتهن دفعهنّ إلى التنمّر، وحتى الطالبة التي واجهت التنمُّر من زميلاتها لم تحتويها أمها، بل وجدت نفورًا منها، ممّا ضاعف من إحساسها بالظلم، وجعلها تصر على الانتقام من جميع زميلاتها اللائي تنمّرن بها، وكان انتقامًا قاسيًا جدًا.
ويُلاحظ في هذا المسلسل عدم وجود مرشدة تربوية، أو أخصائية اجتماعية بالمدرسة لبحث حالات الطالبات المتنمّرات وأسباب تنمُّرهن، وكذلك لاحتواء الطالبة المُتنمّر بها، وإبعاد فكرة الانتقام لديها.
وللحد من ظاهرة التنمُّر أقترح الآتي:
1- ضرورة وجود مرشدين ومرشدات تربويين، أو أخصائيين وأخصائيات نفسيين أو اجتماعيين في المدارس والجامعات.
2- على الأهل توفير جو من الأمان والثقة لتمكن الابن من إخبارهم بما يعانيه أو يتعرض له، والتحاور معه بأسلوب إيجابي لكسب الثقة.
3- إخبار مدير ومديرة المدرسة والمعلمين والمعلمات بما يتعرض له الابن والبنت من مضايقات وتنمر من قبل الآخرين.
4- عدم تشجيع الضحية على الرد بأسلوب عنيف كي لا يتعرض لمزيد من الأذى. وإبعاد الضحية عن طريق المتنمرين أو طلب المساعدة من الآخرين. وتشجيع الضحية على تكوين صداقات جديدة وألا يبقى بمفرده.
5- إضافة مواد قانونية تُعاقب المُتنمِّرين إلى قوانين الحماية من الإيذاء، وقوانين حقوق ذوي الهِمم أسوة بإضافة مادة عقوبة التنمر إلى قانون العقوبات المصري عام 2020م.