كتاب

صحافتنا.. وهذا ما بقي من الكلام..!!

.. لعبت الصحافة السعودية عبر مراحلها الثلاثة (أفراد، دمج، مؤسسات) دورًا محوريًا وأساسيًا في تشكيل وعي المواطن السعودي. وربما كانت هي المصدر الإعلامي الوحيد منذ أن كانت الجريدة بأربعة قروش في مطلع السبعينات الهجرية..

وفي كثير من المناسبات والقضايا والأحداث التي حدثت على الصعيد الداخلي كانت صحافتنا هي من يغذي الرأي العام ويوجهه وفق مقتضيات مصالحنا الوطنية.. ونجحت صحافتنا في نقل نبض الشارع وتعزيز القيم الدينية والوطنية والمجتمعية كما شكلت رافدًا أصيلاً في دعم سياسة الدولة داخليًا وخارجيًا.. باختصار.. الصحافة أدت أدوارها ومسؤولياتها (إعلاميًا) بل وتفوقت على نفسها في التحديث والتطوير داخل زمنها ومراحلها..


*****

.. هذا (إعلاميًا)، تعالوا للشق الآخر وهو الجانب الإداري والمالي للصحافة، كنا نتمنى أن يصاحب هذا العمل الإعلامي الجميل للصحافة السعودية عمل استثماري مصاحب بما يعزز (استدامة الدخول)، خصوصًا وأن كل مؤسسة صحفية نجدها مليئة بأسماء ملاك كبار أصحاب عقليات تجارية رائدة فلو غذوا بفكرهم مشروعاتهم لتحققت مصادر دخل مختلفة، وأقول (مشروعاتهم) لأن المؤسسات الصحفية في أصلها هي مشروعات ذات ملكية أهلية وذات استقلالية شخصية وربحية.. وذلك بحسب منصوص نظام المؤسسات الصحفية الصادر عام 1383هـ، والدولة دورها فقط منح امتياز إصدار الصحف ومراقبة المنتج، لكن مع الأسف مثل هذا الفكر الاستثماري لم يحدث، بل وحتى تلك التدفقات المالية الكبيرة التي جنتها المؤسسات في الفترات السابقة كانت تذهب في تضخيم المصروفات..!!


*****

.. وحين صدمت «المرحلة» المؤسسات الصحفية اختل توازنها.. وجدت نفسها فجأة أمام إعلام مختلف لا يشبهها ومرحلة مختلفة لا تمثلها وتحولت إلى الهامش بعد أن كانت في القلب.

غاب السوق الإعلاني، وغابت الاشتراكات والمبيعات، وغاب وجه القارئ الذي أصبح يجد ضالته في الخبر المثير والسريع عبر منصات التواصل الاجتماعي.. وبدأت تغرق في الديون..!!

*****

.. الآن صحافتنا على حافة الهاوية، وأتمنى من صناع القرار داخل المؤسسات الصحفية أن يتحركوا بقوة نحو إعادة ترتيب أوضاع مؤسساتهم من الداخل، وأن تكون هناك حلول معمقة وعلمية وعملية للخروج من هذا الواقع المرير، وفي ذات الوقت أتمنى دعم الدولة بما يساعد المؤسسات الصحفية في تجاوز أزمتها، فالصحافة حتى وإن كانت ذات ملكية أهلية إلا أنها تظل واجهة وطن ولسان مجتمع...

*****

.. لا أحد ينتظر تعليق الجرس، فالعواصف الهولامية ستنقشع ذات يوم وسيعود ذلك الشغف المغيب، الصحافة لساننا الرصين، ولن تموت...

أخبار ذات صلة

غياب (الخميس)!!
كادر المهندسين المتقاعدين
ابحث عن المعنى
الرياض.. ملتقى أبناء وبنات الوطن
;
الرياض عاصمة الإلهام والتأثير
الخلفية التعليمية لكبار الأثرياء في العالم
«إلا المصلين» و«ويل للمصلين»
اللغة الشاعرة
;
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
;
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة