كتاب

المنتديات الإلكترونية والأدب: دهشة الكتابة في مرحلة التجريب

تعد المنتديات الإلكترونية، التي بدأت في الظهور منذ منتصف السبعينيات ثم شهدت ازدهاراً ملحوظاً في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا خلال العقد التالي، مرحلة مهمة في العلاقة بين التقنية والأدب، إذ وفرت مساحات مفتوحة للشباب للتجريب وتطوير أدوات الكتابة الخاصة بأسلوب الصياغة، وتنمية مهارات التفكير النقدي عبر إمكانية النقاش المفتوح.. وقد تكون المنتديات مواقع مستقلة، أو تابعة لموقع إلكتروني لجهة رسمية أو غير رسمية، كما يمكن أن يضم المنتدى الإلكتروني عدداً من المنتديات المتفرعة المختصة بمجالات علمية وثقافية مختلفة، كالمنتدى الأدبي، والمنتدى الديني، والمنتدى الطبي، والمنتدى الفكري... الخ.

وقد تطورت المنتديات خلال العقدين اللذين سبقا ظهور تقنية الإعلام الجديد والهاتف الذكي، وسيطرت على ساحة الكتابة في العالم العربي، حتى كانت خلف ظهور وشهرة أسماء عربية لامعة، من الشعراء وكتاب الرواية والقصة القصيرة والمقالات الأدبية والفكرية والنقدية، ما كانت الفرصة لتتاح لأغلبهم في ظل هيمنة الإعلام التقليدي وقنوات النشر القديمة.. بل إن الظاهرة تكرست، وتكاثرت المواقع والمنتديات الإلكترونية الأدبية والثقافية الشهيرة، التي جمعت كتاباً وكاتباتٍ من شرقي العالم العربي وغربيه، ونافست بشهرتها صحفاً ومجلاتٍ عريقةً، وجذبت أنظار دور نشر معروفة لما ينشر فيها من أعمال إبداعية، ويدور فيها من نقاشات فكرية وأدبية جادة. يقول إبراهيم محمد عطيف، المؤسس لملتقى (أسمار الإلكتروني) أن هدفهم كان «خلق تواصل بين أكبر عدد ممكن من المبدعين العرب، خصوصاً الناشئة».. وهذا ما كان فعلاً حيث ساهم المنتدى بنشاط في الحراك الثقافي والأدبي على أرض الواقع محلياً وعربياً؛ على سبيل المثال شارك في المنتدى أدباء سعوديون أمثال حسن السبع، محمد حبيبي، إبراهيم زولي، ونورة الخاطر، وآخرون عرب كبهاء الدين رمضان، سيف بدوي، حواء سعيد، وسمير الفيل الذي أصدر المنتدى مجموعته القصصية (مكابدات الطفولة والصبا)، وكتاباً آخر من أدب الرحلات سبق نشره في القسم السياحي للمنتدى.. كذلك كتب القاص السعودي عمرو العامري حلقات من سيرته الخاصة في قسم المذكرات الشخصية، ثم جمعها في كتاب بعد ذلك تحت عنوان (ليس للأدميرال من يكاتبه).


منتديات أخرى كان لها حضور قوي على الساحة الأدبية عربياً وشهدت حضوراً مكثفاً من كبار الكتاب والأدباء العرب، ونتج عنها بروز أسماء أدبية لامعة وأعمالاً أدبية متنوعة، مثل (شبكة جهات الشعر، دار الندوة، منتدى الكتاب العرب، شبكة العربية الأدبية، شبكة القصة العربية، ومنتديات جسد الثقافة).. ويعد الشاعر السعودي إبراهيم الوافي أحد الأسماء المهمة التي تعاملت بعمق مع ظاهرة المنتديات الإلكترونية، من خلال مشاركته في الإشراف على منتدى الشعر الفصيح في منتديات (جسد الثقافة) الشهيرة، وتأسيسه لمنتدى (الشعر المعاصر).. يصرّح الوافي -الذي أصدر عدة مجموعات شعرية وروايتين- أن منتدى المعاصر لم يكن بالنسبة له «موقعاً تفاعلياً للنشر، بل كان دائماً رحماً مولّداً للنصوص، واستكتاباً يومياً شهياً من خلال التحريض الدائم على الكتابة والتقاطع مع الأصدقاء، واستكشافاً مثيراً للتأثير والتأثر».

اليوم.. حين نُدخل اسم الشاعر إبراهيم الوافي في محرك البحث الأشهر (قوقل)، يصادفك في الصفحة الأولى حسابه الجديد في موقع تويتر، حيث نقل الوافي -منذ العام 2010- جُل نشاطه الشعري والثقافي.. يعرّف الوافي بنفسه في حسابه قائلاً: «في قلبي عيدٌ للأيتام.. تملؤه البالونات... كلما انفجرت فيهنَّ واحدة، نثرَتْ هواءها قصيدة..! رجلٌ من أقصى السكينة يسعى/ شاعر وكاتب سعودي».

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض