كتاب

الأوقاف العلمية.. وأهمية تطويرها

المدينة المنورة «قلعة الإسلام»، تشتهر بمكتباتها الوقفية، والتي تجاوزت السبعة عشرة، يُضاف لها الأربطة السكنية والمدارس المختلفة الموقوفة لوجه الله لنشر العلم والتعلُّم، ولا تخلو باقي مدن بلادنا الحبيبة من هذا النوع من الوقف الذي يرجع لقرونٍ خلت، وفي الواقع لا تختلف باقي الدول الإسلامية عنَّا، حيث يهتم الإسلام ويُشجِّع علي نشر العلم والتعلم مع عظم الأجر والمثوبة على هذا النوع من الأوقاف، التي يحث عليها الشرع كونها صدقة جارية.

وبالطبع ليس أرقي أو أهم من تغذية العقول ونشر العلم، ليُثبت المسلمون أنهم أصحاب رسالة راقية، وأن الهدف هو نشر العلم وتفتيح العقول، وانتشرت هذه الأوقاف في وقتٍ كان العالم يغط في سبات عميق، وكان ولا زال الكتاب مصدرًا من مصادر العلم والتعلُّم، ومن الأهمية توفيره والحفاظ عليه، ويرجع اهتمام المسلمون بالكتاب -منذ فجر الرسالة- كوسيلة لنشر العلم، وما يهمنا هو مبدأ: «زرعوا فأكلنا، ونزرع فيأكلون»..


أي أن هذه الأوقاف العلمية والدور التي أوقفت لهدفٍ سامِ ونبيل؛ تحتاج إلي تنميتها وتطويرها حتي تستمر الفائدة والمنفعة للأجيال القادمة.

في الواقع تعاني الأوقاف ترهلاً ليس بالقليل، مما يُفقدها دورها المُمَارَس، ولا تُحقِّق الفائدة والمنفعة المرجوة منها، مع أنها يمكن أن تستمر في أداء الرسالة والمنفعة التي وُجِدَت من أجلها إذا امتدت لها يد العناية والتطوير، إلا أننا نجد الأوقاف ترتكز علي رؤية قصيرة الأجل، ويتم الاستفادة منها دون التركيز علي المستقبل، وحتي الأنواع الأخرى من الأوقاف، تجد أن عملية التنمية والتطوير والتحسين؛ من النادر أن يُهتَم بها، بالرغم من أن الواقف يُركِّز عليها ويُشير إليها.


لاشك أن الأوقاف تُشكِّل بُعداً مهماً وحيوياً في الاقتصاد السعودي، وهو باب يلجأ إليه الواقف للحفاظ علي الثروة واستمراريتها، بغض النظر عن نوعه، فالواقف يرغب في استمرارية الوقف كهدف أساسي تم إنشاء هذا الوقف من أجله، وفي ظل رؤية ٢٠٣٠ لابد أن نُركِّز عليها، لأنها تُمثِّل ركنًا أساسيًا من أركان الاقتصاد، ولا يجب أن يُركِّز الوقف علي بُعد الإنفاق، بل يجب أن تكون التنمية والتطوير جزءًا أساسيًا منه، لأن الاستمرارية والدوام صفات لا تعتمد علي الإنفاق والصرف فقط، بل على التنمية والتطوير التي يجب أن يُوجَّه لها جزء من الدخل.

وأخيراً، من المؤلم أن نرى في مجال الأوقاف أن الإنفاق أهم من الصيانة؛ لأنها تُشكِّل الحد الأدنى للاستمرارية.

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض