كتاب
وظائف فاغرة!
تاريخ النشر: 25 يناير 2022 23:08 KSA
عبر سلسلة (غُصة قصيرة) التي أصافح بها القراء الأعزاء بمواقع التواصل بين الفينة والأخرى، كتبت مؤخراً قصة مفادها: (بعد ٨ أشهر على فصله من عمله وتقديمه بـ»طاقات» لإيجاد وظيفة مناسبة، وظيفة ترتقي لدرجة مؤهله الجامعي وخبرته ودوراته التي نالها خلال 20 سنة، ورده اتصال من موظفة منحرجة تقول؛ أنا قلت لهم إن مؤهلك أكبر من هالوظيفة، عموماً؛ غداً مقابلتك لوظيفة مندوب تسويق)، وهي القصة الواقعية والمعبرة التي تحاكي هموم شبابنا في إيجاد (وظائف شاغرة) تناسب مؤهلاتهم وتطلعاتهم!
حين كتبت هذه (الغُصة) عفواً هذه (القصة) -والتي من مرارتها وكبرها لم استطع بلعها فغصصت بها- كنت أعتقد بأن الدهشة ستتملك المتابعين، لكنني وللأمانة أقولها: أنا من أُصبت بالصدمة بمجرد تصفحي لردودهم التي شعرت معها بأن بطل قصتي ربما يكون الأوفر حظاً بينهم!!
كان الرد الأول يقول (عادي يا غالي مو أول ولا آخر واحد، أنا خريج إدارة بكالوريوس ومتصلين علي يبونني سائق شاحنة)، فيما جاء الرد الآخر: (أنا عندي ماجستير ممتاز مع مرتبة شرف وقدمت حتى على عاملة مع أنه مو عيب هالشغلة.. بس نفس الشيء ما قبلوني) فيما تضمن رد أحدهم:
(خريج إدارة أعمال وفوقها بكالوريوس تسويق وكانوا يبوني أشتغل خدمة عملاء في محل ورد)!!
مما لا شك فيه أنه سوف يطل علينا من بين هذه السطور من يكذب أو يطعن بصحة هذه الردود معللاً ذلك بأنها صادرة من عالم افتراضي، ومن جهتي وكمواطن محب بل عاشق لتراب وطنه وقيادته، أتمنى أن يكون نفيه صحيحاً، لا بنجاً موضعياً، مع أن كل الشواهد من حولنا تعزز بجلاء صحة هذه الأقاويل حيث إنه لا يكاد يخلو بيت مواطن إلا وبه شابان أو ثلاثة مؤهلون وعاطلون!!
كل الذين حدتهم ظروف الحياة القاهرة، للجوء للبوابة الوطنية للعمل «طاقات»، لمسوا بكل تأكيد الإمكانات والتقنية العالية الموفرة لهم، مقابل المعرفة المتواضعة لدى القائمين عليها في إدارة هذا الملف الحيوي الشائك، والذي يحتاج إلى غربلة واسعة وإعادة هيكلة، لا يمنع معها من الاستغناء عن بعض الوظائف الزائدة والموظفين الروتينيين هناك والذين عجزوا عن مواكبة التطور ليذوقوا مرارة البطالة التي طالما أسهموا بزيادتها وتفشيها!!
من المعلوم أن (الفاغر) هو ذلك الشخص الذي يكون سارح الذهن وفاتح فمه للآخر ولا يبالي بمن هم حوله، وقياساً عليه يمكن وصف هذه الوظائف المتواضعة والتي لا تتناسب مع إمكانيات شبابنا ولا تتماشى أبداً مع التطور الكبير والهائل الذي نعيشه من حولنا بمملكتنا الحبيبة بأنها (وظائف فاغرة) ووظائف بلهاء، لا تسمن ولا تغني من جوع!!.
حين كتبت هذه (الغُصة) عفواً هذه (القصة) -والتي من مرارتها وكبرها لم استطع بلعها فغصصت بها- كنت أعتقد بأن الدهشة ستتملك المتابعين، لكنني وللأمانة أقولها: أنا من أُصبت بالصدمة بمجرد تصفحي لردودهم التي شعرت معها بأن بطل قصتي ربما يكون الأوفر حظاً بينهم!!
كان الرد الأول يقول (عادي يا غالي مو أول ولا آخر واحد، أنا خريج إدارة بكالوريوس ومتصلين علي يبونني سائق شاحنة)، فيما جاء الرد الآخر: (أنا عندي ماجستير ممتاز مع مرتبة شرف وقدمت حتى على عاملة مع أنه مو عيب هالشغلة.. بس نفس الشيء ما قبلوني) فيما تضمن رد أحدهم:
(خريج إدارة أعمال وفوقها بكالوريوس تسويق وكانوا يبوني أشتغل خدمة عملاء في محل ورد)!!
مما لا شك فيه أنه سوف يطل علينا من بين هذه السطور من يكذب أو يطعن بصحة هذه الردود معللاً ذلك بأنها صادرة من عالم افتراضي، ومن جهتي وكمواطن محب بل عاشق لتراب وطنه وقيادته، أتمنى أن يكون نفيه صحيحاً، لا بنجاً موضعياً، مع أن كل الشواهد من حولنا تعزز بجلاء صحة هذه الأقاويل حيث إنه لا يكاد يخلو بيت مواطن إلا وبه شابان أو ثلاثة مؤهلون وعاطلون!!
كل الذين حدتهم ظروف الحياة القاهرة، للجوء للبوابة الوطنية للعمل «طاقات»، لمسوا بكل تأكيد الإمكانات والتقنية العالية الموفرة لهم، مقابل المعرفة المتواضعة لدى القائمين عليها في إدارة هذا الملف الحيوي الشائك، والذي يحتاج إلى غربلة واسعة وإعادة هيكلة، لا يمنع معها من الاستغناء عن بعض الوظائف الزائدة والموظفين الروتينيين هناك والذين عجزوا عن مواكبة التطور ليذوقوا مرارة البطالة التي طالما أسهموا بزيادتها وتفشيها!!
من المعلوم أن (الفاغر) هو ذلك الشخص الذي يكون سارح الذهن وفاتح فمه للآخر ولا يبالي بمن هم حوله، وقياساً عليه يمكن وصف هذه الوظائف المتواضعة والتي لا تتناسب مع إمكانيات شبابنا ولا تتماشى أبداً مع التطور الكبير والهائل الذي نعيشه من حولنا بمملكتنا الحبيبة بأنها (وظائف فاغرة) ووظائف بلهاء، لا تسمن ولا تغني من جوع!!.