نعم.. جدة غير

في ظل توسّع مدينة جدة، بوّابة الحرمين الشريفين، والعاصمة التجارية منذ القِدم.. وفيما تحظى به من اهتمام بالغ من الدولة في تطويرها وإضفاء طابع حديث على أحيائها ومبانيها وشوارعها، وإزالة الأحياء العشوائية فيها؛ ينتظر أهلها بفارغ الصبر إنشاء حديقة حيوانات تليق بمكانتها وموقعها الإستراتيجي البري والبحري.. وفي أعوام سابقة كانت هناك حديقة حيوان خاصة تُسمَّى بـ»الأنعام الجميلة».. وبالرغم من أن حجمها كان محدوداً؛ إلا أنها كانت مكاناً لترفيه الكبار والصغار، المواطنين والمقيمين، وبخاصة الأطفال.

والآن بدعم وتأييد من الدولة حفظها الله، يمكن تشجيع القطاع الخاص في إنشاء حديقة مفتوحة حسب المعايير الدولية وعلى مساحة كبيرة من أراضي جدة الشاسعة وفي فترة زمنية قياسية.. ومن الفوائد الجمّة لمثل هذه الحدائق التي تضم كائنات برّية أليفة ومتوحّشة وبحرية، قيام الباحثين بدراسات علمية على مختلف أصنافها بما يعود بفوائد بيولوجية تمثل النهضة الأكاديمية، لاسيما وقد أصبح في المدينة أكثر من جامعة ومركز للبحوث العلمية.. كما يمكن أن تكون مفيدة لطلاب المدارس بنين وبنات، ومثرية نفسياً وفكرياً للاستمتاع بعجائب قدرة الله في مثل هذه المخلوقات، من أجل تكتمل الصورة الجميلة للقول الشائع «جدة غير».

ويمكننا الاستفادة ممن سبقونا في إنشاء حدائق حيوانات مفتوحة ومطوّرة وعلى أسس علمية وصحية وبيئية لكي يكون العمل على أكمل وجه وننافس بها حدائق الحيوانات في الدول المجاورة، ويكون الدخول بأسعار رمزية غير مرهقة ومشجّعة؛ لتكون مصدراً حقيقيّاً للترفيه والتثقيف.