كتاب

لا ترهبنوا ولا تقسْوِسوا في الدين!

من الأمور الممقوتة التي توارثناها -نحن العرب- من العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا هي المبالغة في إعطاء بعض البشر الكثير من الأوصاف والأسماء التبجيلية التي لا تستند إلى حقيقة والتي تصل في تضخيمها أحياناً إلى حد التقديس، وهذه الحالة نجدها بصورة لافتة عند من يطلق عليهم رجال الدين الذين هم بشر يصيبون ويخطئون ويرتكبون الآثام كغيرهم، والبعض منهم أيضًا يرتكب مخالفات فسادية تحت عباءة الدين انطلاقاً من بعض الموروثات الشرعية المدسوسة والمضللة التي تحولت إلى بدائل للقيم والمبادئ الشرعية الحقيقية التي بينها الله سبحانه وتعالى في قوله (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فهذا المعيار الإلهي لا يمكن قياسه إلا بالمعاملة الفاضلة والسلوك القويم، وحتماً إن للمتنفذين دينياً واجتماعياً في المجتمعات الإسلامية دور بارز في نشوء تلك الظاهرة كونها اتخذت من قبلهم لتعزيز سيطرة نفوذهم، وتناسى من يقف خلف تلك الظاهرة المموقتة، ويعززها أن الله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأن ذلك السلوك المتخفي بارز أمام الله سبحانه وسيحاسب عليه كل مضلل ومزيف خلف ستار الدين، فكم هي كثر الحوادث التي أفرزت لنا بطلان تلك المظاهر البراقة التي أفرزتها الكثير من حوادث القتل والتفجير والتكفير وكم هي السلوكيات المنحرفة التي تبرز لنا كل يوم بعد انكشاف أستار تلك المظاهر الخادعة، فالكثير من أولئك المتسترين خلف المظاهر الشرعية الخادعة نجدهم أكثر من يكذب ويسرق المال العام ويغش في التجارة وكافة المعاملات الحياتية ويخادع الأنظمة ويلتوي عليها ويغتاب ويبهت ويسيء للجار ويعق الوالدين ولا يصل رحمه ويرتكب المعاصي والمنكرات خلف الأستار ولا يحث على العمل الصالح، وتناسى مثل هؤلاء أن الله تعالى يعلم ما تخفيه صدورهم حيث قال نبينا المبشر المبلغ النذير (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) وإن مصير تلك الفئة الفضح عاجلاً أم آجلاً.

ومن هذا المنطلق كم أتمنى منا جميعاً كمجتمع مسلم مؤمن أن يلتزم بقيم ومبادئ وتعاليم وسلوكيات ديننا الحنيف مظهراً وجوهراً، وكم أتمنى ألا ننخدع بمثل تلك المظاهر المضللة بل نتلمس القيم الفاضلة والمعاملة الحسنة والسلوك الحميد التي أراها تغسل كل دنس النفس التي يوسوس لها الشيطان ويحث على إبرازها وتزيينها أمام الغير ليوقع بالبشر إلى حافة الهاوية، وعلينا جميعاً أللا ننخدع بتلك المظاهر البراقة ولا نحكم على الشجرة من لحائها فاللحية لا تصنع فيلسوفاً والرداء لا يصنع راهباً.. والله من وراء القصد.

أخبار ذات صلة

جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
الإنسان النصف!!
;
من طوكيو إلى واشنطن بدون طيار!!
التعليم أهم رسالة.. والمعلم أهم مهنة
كوني قوية فلستِ وحدكِ
شهامة سعودية.. ووفاء يمني
;
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
هل يفي ترامب بوعوده؟
;
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!