كتاب
الصحف الأولى في العهد السعودي ودعم الأدب
تاريخ النشر: 24 فبراير 2022 00:10 KSA
على الرغم من النشاط النسبي للحركة العلمية والفكرية في العهد الهاشمي في الحجاز، وما أنتجه من صحف من أمثال القبلة والفلاح وبريد الحجاز، إلا أن تلك الحركة تأثرت كثيراً بالظروف الاقتصادية والسياسية لتلك الحقبة، حتى إذا جاء الحكم السعودي وكان ما كان من استقرار أمني وسياسي وتحسن تدريجي في الاقتصاد وظهور هيكل ثابت لشخصية فكرية محلية تمثلت بنضوج عدد جيد من المفكرين والأدباء والكتاب، بدأت الصحافة المحلية تنشط أكثر فأكثر، وبدأت تأخذ حيزاً في المجتمع.
وكان أن ظهرت صحيفة أم القرى -أولى الصحف في العهد السعودي- بمكة المكرمة في الخامس عشر من الشهر الخامس من عام 1343هـ، أي بعد دخول مكة تحت الحكم السعودي بشهرين، وهي صحيفة رسمية أسبوعية، اتخذت من خدمة الإسلام والعرب مبدأ لها، إلا أن صبغتها الرسمية أخذت في التراجع حين استلم رئاسة تحريرها محمد سعيد عبدالمقصود و»الذي كانت له آمال كبيرة في العمل من أجل نهضة صحافية وفكرية شاملة»..
يظهر ذلك من صفحاتها الأدبية والتاريخية والاجتماعية التي كان يكتبها محرروها أثناء رئاسة عبدالمقصود، وكانت أم القرى حينها «تطبع في المطبعة الحكومية.. وكانت تصدر في أول أمرها في أربع صفحات، ولكن عدد صفحاتها قد تضاعف في عام 1936م. وفي عام 1347هـ صدرت مجلة (الإصلاح)، وكانت «تهتم بأحوال العالم الإسلامي وتخصص -أحيانا- باباً لأخباره.. وكان يديرها الشيخ محمد حامد الفقي رئيس شعبة الطبع والنشر بمكة آنذاك وقد خُصص في آخر صفحاتها جزء للأدب سمي (باب الأدب) كان ينشر فيه الأدباء إنتاجاتهم الشعرية والنثرية كالغزاوي وغيره.
وفي يوم السابع والعشرين من شهر ذي القعدة من عام 1350هـ، ظهر العدد الأول من صحيفة (صوت الحجاز)، «التي كانت -كما يرى محمد الشامخ- من أهم العوامل في إنعاش الحركة الأدبية التي بدأت في آخر العقد الثالث من القرن العشرين على أيدي كتاب المملكة الناشئين.. فلقد أنشئت لتكون -كما قال- أول رؤساء تحريرها عبدالوهاب آشي – (رابطة أدبية بيننا نحن أبناء هذه البلاد، توحد بين أفكارنا وميولنا وثقافتنا)...». وفعلاً كانت صوت الحجاز كما أريد لها أن تكون، فقد أصبحت منتدى للكتاب والشعراء من كل مكان، ضمت نتاجهم الشعري والأدبي والنقدي، ليتواجد بين أيدي الناس، «ولم يقتصر النشر على أدباء مكة وجدة، كما هو الحال بالنسبة لكتاب أدب الحجاز، بل شارك فيه أدباء المدينة المنورة، بل وبعض الأدباء من نجد ومن أنحاء المملكة الأخرى». وقد ظلت الصبغة الأدبية مسيطرة عليها حتى آخر أيامها، رغم أنها أصبحت تعالج القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بجوار اهتمامها بالأدب أولاً.
وتوالت بعد صوت الحجاز الصحف والمجلات الحجازية، فأصدر عبدالقدوس الأنصاري مجلة المنهل نهاية عام 1355هـ، «وهي مجلة شهرية (تخدم الأدب والثقافة والعلم)»، اهتمت -بالإضافة إلى إحياء التراث الأدبي- بنشر «ما يترجم من الأدبين الشرقي والغربي». كما أنها حرصت على «نشر ما يتصل بالمملكة من دراسات تاريخية، ووجهت شيئاً من عنايتها إلى معالجة الموضوعات الفكرية كتلك الموضوعات التي كانت تقدمها في (استفتاء المنهل)، والتي كان يشترك فيها عدد من كتاب المملكة المشهورين». وأصدر الأخوان علي وعثمان حافظ جريدة المدينة المنورة مطلع عام 1356هـ، وكان من أهم أهدافها «تشجيع الحركة الأدبية»، وأصدر عبدالفتاح أبومدين جريدة الأضواء الأسبوعية، وكانت «تهتم اهتماماً خاصاً بالأدب وتنشر كثيراً من الشعر والقصص والدراسات الأدبية والنقد الأدبي وأحاديث الأدباء»، كما صدرت جرائد البلاد وحراء والندوة ثم عكاظ ومجلتا الحج والإذاعة وغيرها.
يظهر من الملخص السابق أن للصحافة أثراً مهماً في الحركة الأدبية في الحجاز، حيث كانت مرتعاً لتلاقي الأدباء، ومنبعاً لفنون الأدب، ومقصداً للأجيال الشابة للنهل من نتاج المفكرين والأدباء المحليين وغير المحليين، وحاضناً للصراعات والمعارك النقدية والأدبية. ****
عشنا في يوم التأسيس مهرجاناً متكاملاً من البهجة، والفرح، والفخار.. كان يوماً لنعود للآباء المؤسسين، ونشكرهم على ما قدموا، لنقول لهم: زرعتم فحصدنا، وسنزرع ليحصد الأبناء بإذن الله.. دم شامخاً يا وطن العزة والإباء.
وكان أن ظهرت صحيفة أم القرى -أولى الصحف في العهد السعودي- بمكة المكرمة في الخامس عشر من الشهر الخامس من عام 1343هـ، أي بعد دخول مكة تحت الحكم السعودي بشهرين، وهي صحيفة رسمية أسبوعية، اتخذت من خدمة الإسلام والعرب مبدأ لها، إلا أن صبغتها الرسمية أخذت في التراجع حين استلم رئاسة تحريرها محمد سعيد عبدالمقصود و»الذي كانت له آمال كبيرة في العمل من أجل نهضة صحافية وفكرية شاملة»..
يظهر ذلك من صفحاتها الأدبية والتاريخية والاجتماعية التي كان يكتبها محرروها أثناء رئاسة عبدالمقصود، وكانت أم القرى حينها «تطبع في المطبعة الحكومية.. وكانت تصدر في أول أمرها في أربع صفحات، ولكن عدد صفحاتها قد تضاعف في عام 1936م. وفي عام 1347هـ صدرت مجلة (الإصلاح)، وكانت «تهتم بأحوال العالم الإسلامي وتخصص -أحيانا- باباً لأخباره.. وكان يديرها الشيخ محمد حامد الفقي رئيس شعبة الطبع والنشر بمكة آنذاك وقد خُصص في آخر صفحاتها جزء للأدب سمي (باب الأدب) كان ينشر فيه الأدباء إنتاجاتهم الشعرية والنثرية كالغزاوي وغيره.
وفي يوم السابع والعشرين من شهر ذي القعدة من عام 1350هـ، ظهر العدد الأول من صحيفة (صوت الحجاز)، «التي كانت -كما يرى محمد الشامخ- من أهم العوامل في إنعاش الحركة الأدبية التي بدأت في آخر العقد الثالث من القرن العشرين على أيدي كتاب المملكة الناشئين.. فلقد أنشئت لتكون -كما قال- أول رؤساء تحريرها عبدالوهاب آشي – (رابطة أدبية بيننا نحن أبناء هذه البلاد، توحد بين أفكارنا وميولنا وثقافتنا)...». وفعلاً كانت صوت الحجاز كما أريد لها أن تكون، فقد أصبحت منتدى للكتاب والشعراء من كل مكان، ضمت نتاجهم الشعري والأدبي والنقدي، ليتواجد بين أيدي الناس، «ولم يقتصر النشر على أدباء مكة وجدة، كما هو الحال بالنسبة لكتاب أدب الحجاز، بل شارك فيه أدباء المدينة المنورة، بل وبعض الأدباء من نجد ومن أنحاء المملكة الأخرى». وقد ظلت الصبغة الأدبية مسيطرة عليها حتى آخر أيامها، رغم أنها أصبحت تعالج القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بجوار اهتمامها بالأدب أولاً.
وتوالت بعد صوت الحجاز الصحف والمجلات الحجازية، فأصدر عبدالقدوس الأنصاري مجلة المنهل نهاية عام 1355هـ، «وهي مجلة شهرية (تخدم الأدب والثقافة والعلم)»، اهتمت -بالإضافة إلى إحياء التراث الأدبي- بنشر «ما يترجم من الأدبين الشرقي والغربي». كما أنها حرصت على «نشر ما يتصل بالمملكة من دراسات تاريخية، ووجهت شيئاً من عنايتها إلى معالجة الموضوعات الفكرية كتلك الموضوعات التي كانت تقدمها في (استفتاء المنهل)، والتي كان يشترك فيها عدد من كتاب المملكة المشهورين». وأصدر الأخوان علي وعثمان حافظ جريدة المدينة المنورة مطلع عام 1356هـ، وكان من أهم أهدافها «تشجيع الحركة الأدبية»، وأصدر عبدالفتاح أبومدين جريدة الأضواء الأسبوعية، وكانت «تهتم اهتماماً خاصاً بالأدب وتنشر كثيراً من الشعر والقصص والدراسات الأدبية والنقد الأدبي وأحاديث الأدباء»، كما صدرت جرائد البلاد وحراء والندوة ثم عكاظ ومجلتا الحج والإذاعة وغيرها.
يظهر من الملخص السابق أن للصحافة أثراً مهماً في الحركة الأدبية في الحجاز، حيث كانت مرتعاً لتلاقي الأدباء، ومنبعاً لفنون الأدب، ومقصداً للأجيال الشابة للنهل من نتاج المفكرين والأدباء المحليين وغير المحليين، وحاضناً للصراعات والمعارك النقدية والأدبية. ****
عشنا في يوم التأسيس مهرجاناً متكاملاً من البهجة، والفرح، والفخار.. كان يوماً لنعود للآباء المؤسسين، ونشكرهم على ما قدموا، لنقول لهم: زرعتم فحصدنا، وسنزرع ليحصد الأبناء بإذن الله.. دم شامخاً يا وطن العزة والإباء.