كتاب
روسيا والصين.. في مواجهة صعبة مع أمريكا
تاريخ النشر: 07 مارس 2022 23:51 KSA
النظام العالمي الليبرالي يستغل الحرب الأوكرانية بشكل يحقق له هدفه، وهو جعل أمريكا، التي تتربَّع على رأس هذا النظام، القطب الأوحد في العالم، وتأكيد أن هذا النظام الليبرالي يجب أن يسود في مختلف أنحاء العالم، ولم يتوقع كثير من المراقبين أن يتم التصعيد في المواجهة بين روسيا وأوكرانيا إلى هجوم عسكري روسي على جارتها، والسعي لفرض رغبات روسيا على أوكرانيا بالقوة، إلا أن التصعيد الدبلوماسي والإعلامي الغربي أدى إلى «وضع» لم تكن فيه الحلول الوسط مقبولة، بل كان على روسيا إما القبول بأوكرانيا وعلاقتها الوثيقة مع حلف الناتو كما هي، أو الدخول في مخاطر غزو أوكرانيا وتحمُّل تبعاته.
العالم لا يتقبَّل أن تقوم دولة بفرض إرادتها بالقوة العسكرية على دولة أخرى، حتى وإن كانت لروسيا مطالب قد يعتبرها معقولة، لكن أمريكا ومعها الدول الغربية ترى أن هذه فرصة لتأكيد تفوق النظام العالمي الليبرالي على الأنظمة الأخرى بمختلف أشكالها، لأنه كما يقول هذا النظام الليبرالي تُوفِّر للفرد حق التعبير عن الرأي، وهي مبادئ يتعاطف معها الكثيرون، ولكن أسلوب تطبيقها من قِبَل الغرب هو أقرب إلى الفرض على الآخرين، ونشر الفوضى، للوصول بعد معاناة قد تكون طويلة إلى النظام المستهدف، في حين أن هناك طرف أقل عنفاً يمكن به تحقيق ذلك؛ بالأخذ بالحسبان ظروف كل وطن، والتركيبة السكانية وعملية الإصلاح التي يقوم بها النظام القائم، (وعلى كل حال هذه قضية أخرى ليس هذا مكانها الآن).. وردود الأفعال من المواطنين وليس الحُكَّام فحسب، هو عدم القبول بالضغط والفرض الذي يُمارَس من قِبَل أمريكا وحلفائها تجاه الدول الأخرى، وهذه المشاعر تؤدي إلى تعاطف لدى البعض، غير مبرر، للدور الروسي العدواني في هذه الحرب.
ولا شك أن الدولة الكبرى الأخرى، الصين، تنظر إلى ما يجري بقلق، حيث إنها مستهدفة بما يجري، وفي خطابه (حالة الاتحاد) الذي ألقاه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمام الكونجرس الأسبوع الماضي، أوضح أنه يرى الصين المعركة الرئيسة للحاضر والمستقبل، وقدَّم إلى الكونجرس مشاريع قوانين تستهدف الصين واقتصادها، وهدد مسؤول أمريكي في تصريح نشرته صحيفة: (وول ستريت جورنال) يوم 4 مارس الحالي؛ بأنه إذا ساعدت الصين روسيا للتخفيف من العقوبات التي فُرِضَت عليها، فإن نفس العقوبات سيتم فرضها على الشركات الصينية، وقال مسؤول آخر: إن أمريكا تسعى إلى «جعل بكين تحس بالألم بسبب غزو روسيا لأوكرانيا».
ويشعر المسؤولون الصينيون بأن بلادهم مستهدفة، وأن العقوبات والإجراءات الأخرى التي تتخذها أمريكا وحلفاؤها الأوروبيون ضد روسيا هي أيضاً رسالة إلى بكين؛ بأن هذا ما ستُواجهه إذا هاجمت تايوان، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية خلال الأسبوع الماضي: «الدول سيئة السمعة حقاً هي تلك التي ترغب فقط التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وإشعال الحروب باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان».. وبدأ، السبت الماضي، المؤتمر السنوي لمؤتمر (الشعب الصيني)، والمتوقع أن يستمر عدة أيام، وستكون الحرب الروسية - الأوكرانية أحد المواضيع التي سيبحثها، وقد يخرج المؤتمر بقرارات حول موقف الصين مما يدور.
التطورات الأخيرة في الأزمة الأوكرانية أظهرت قدرة الإدارة الأمريكية في معالجتها، حيث تمكَّنت من توحيد أوروبا بشكلٍ مثير، وأبدت حزماً في جمع الأوروبيين تحت سقف حلف الناتو وقيادة أمريكا، وظهر من الضغوط التي مارستها وردود أفعالها أنه لا يهم أن يكون لأي طرف؛ رأي في القضية الأوكرانية، وإنما على الجميع أن يتوحَّدوا حول الموقف الذي حدَّدته واشنطن، بما في ذلك (دولة الحياد) سويسرا، ولم تتمكَّن ألمانيا من المقاومة، بل غيَّرت دستورها فيما يتعلق باستخدامها القوات المسلحة، وضاعفت ميزانيتها للقوات المسلحة عدة مرات، ولم تتمكن فرنسا من الحفاظ على استقلالية موقفها، وتخلَّت فنلندا والسويد عن النأي بالنفس عن حلف الناتو، وتبنَّوا مواقفه، وبدت تركيا في حيرة من أمرها. ومن الواضح أن كل هذا يحمل رسالة لكل دول العالم من أن تكون حذرة الآن في التعامل مع روسيا، وربما الصين، مما يدل على أن العالم مقبل على تطورات هامة ستؤدي إلى تغيير قواعد التعامل فيما بين الدول، والمصالح فيما بينها.
العالم لا يتقبَّل أن تقوم دولة بفرض إرادتها بالقوة العسكرية على دولة أخرى، حتى وإن كانت لروسيا مطالب قد يعتبرها معقولة، لكن أمريكا ومعها الدول الغربية ترى أن هذه فرصة لتأكيد تفوق النظام العالمي الليبرالي على الأنظمة الأخرى بمختلف أشكالها، لأنه كما يقول هذا النظام الليبرالي تُوفِّر للفرد حق التعبير عن الرأي، وهي مبادئ يتعاطف معها الكثيرون، ولكن أسلوب تطبيقها من قِبَل الغرب هو أقرب إلى الفرض على الآخرين، ونشر الفوضى، للوصول بعد معاناة قد تكون طويلة إلى النظام المستهدف، في حين أن هناك طرف أقل عنفاً يمكن به تحقيق ذلك؛ بالأخذ بالحسبان ظروف كل وطن، والتركيبة السكانية وعملية الإصلاح التي يقوم بها النظام القائم، (وعلى كل حال هذه قضية أخرى ليس هذا مكانها الآن).. وردود الأفعال من المواطنين وليس الحُكَّام فحسب، هو عدم القبول بالضغط والفرض الذي يُمارَس من قِبَل أمريكا وحلفائها تجاه الدول الأخرى، وهذه المشاعر تؤدي إلى تعاطف لدى البعض، غير مبرر، للدور الروسي العدواني في هذه الحرب.
ولا شك أن الدولة الكبرى الأخرى، الصين، تنظر إلى ما يجري بقلق، حيث إنها مستهدفة بما يجري، وفي خطابه (حالة الاتحاد) الذي ألقاه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمام الكونجرس الأسبوع الماضي، أوضح أنه يرى الصين المعركة الرئيسة للحاضر والمستقبل، وقدَّم إلى الكونجرس مشاريع قوانين تستهدف الصين واقتصادها، وهدد مسؤول أمريكي في تصريح نشرته صحيفة: (وول ستريت جورنال) يوم 4 مارس الحالي؛ بأنه إذا ساعدت الصين روسيا للتخفيف من العقوبات التي فُرِضَت عليها، فإن نفس العقوبات سيتم فرضها على الشركات الصينية، وقال مسؤول آخر: إن أمريكا تسعى إلى «جعل بكين تحس بالألم بسبب غزو روسيا لأوكرانيا».
ويشعر المسؤولون الصينيون بأن بلادهم مستهدفة، وأن العقوبات والإجراءات الأخرى التي تتخذها أمريكا وحلفاؤها الأوروبيون ضد روسيا هي أيضاً رسالة إلى بكين؛ بأن هذا ما ستُواجهه إذا هاجمت تايوان، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية خلال الأسبوع الماضي: «الدول سيئة السمعة حقاً هي تلك التي ترغب فقط التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وإشعال الحروب باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان».. وبدأ، السبت الماضي، المؤتمر السنوي لمؤتمر (الشعب الصيني)، والمتوقع أن يستمر عدة أيام، وستكون الحرب الروسية - الأوكرانية أحد المواضيع التي سيبحثها، وقد يخرج المؤتمر بقرارات حول موقف الصين مما يدور.
التطورات الأخيرة في الأزمة الأوكرانية أظهرت قدرة الإدارة الأمريكية في معالجتها، حيث تمكَّنت من توحيد أوروبا بشكلٍ مثير، وأبدت حزماً في جمع الأوروبيين تحت سقف حلف الناتو وقيادة أمريكا، وظهر من الضغوط التي مارستها وردود أفعالها أنه لا يهم أن يكون لأي طرف؛ رأي في القضية الأوكرانية، وإنما على الجميع أن يتوحَّدوا حول الموقف الذي حدَّدته واشنطن، بما في ذلك (دولة الحياد) سويسرا، ولم تتمكَّن ألمانيا من المقاومة، بل غيَّرت دستورها فيما يتعلق باستخدامها القوات المسلحة، وضاعفت ميزانيتها للقوات المسلحة عدة مرات، ولم تتمكن فرنسا من الحفاظ على استقلالية موقفها، وتخلَّت فنلندا والسويد عن النأي بالنفس عن حلف الناتو، وتبنَّوا مواقفه، وبدت تركيا في حيرة من أمرها. ومن الواضح أن كل هذا يحمل رسالة لكل دول العالم من أن تكون حذرة الآن في التعامل مع روسيا، وربما الصين، مما يدل على أن العالم مقبل على تطورات هامة ستؤدي إلى تغيير قواعد التعامل فيما بين الدول، والمصالح فيما بينها.