كتاب
متابعة الرياضة بوصفها ثقافة: ملاحظات عابرة
تاريخ النشر: 09 مارس 2022 22:46 KSA
تأخذ الرياضة هذه الأيام وقتاً وجهداً ومالاً أكبر مما كانت تفعل من قبل.. وهذا ملاحظ على كافة المستويات؛ عدد الأندية الرياضية الصحية، ما تصرفه المجتمعات (رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً) على الرياضة؛ من اشتراكات، ومشتريات، ومتابعات.. لكني هنا أعني متابعة الأحداث الرياضية، وكرة القدم خصوصاً.. أصبحت متابعة الرياضة ثقافة عامة، خطاباً متكاملاً يحمل داخله من الجمال ما يحمل، ولا تخلو بواطنه من قبحيات وعيوب بطبيعة الحال.
لطالما كانت الرياضة للجميع، ولم تكن مقتصرة على طبقة الرياضيين فقط.. نعم كان هناك من يدعي أنه لا يتابعها ترفعاً (وتعالياً مزيفاً)، لكن معظمهم في الخفاء كانوا يفعلون.. يتابعون، ويتلصصون على النتائج، ويحسدون من يتابع.. وهذا من شر البلية المضحك/المبكي.. حقيقة أنا أشفق على أولئك القلة الذين لا يتابعون الرياضة، لا يعلمون ما يفوتهم، أشفق على وقتهم الذي يضيع.
اليوم تحولت الرياضة إلى صناعة عالمياً، ومحلياً يحتاج تحولها إلى وقت طويل، وجهد مضنٍ.. أعني لكي تصبح صناعة حقيقية.. هنالك ملامح -من هنا وهناك- تنتمي لعالم الصناعة، لكنها لتتحول إلى صناعة، تحتاج حاضنة صناعية في رأيي.. أي أن يصبح مجتمعنا مجتمعاً صناعياً، لتصبح هي كذلك بالفعل.. الرياضة جزء من النسيج الاجتماعي، ولا يمكن أن تنمو بعيداً عن ديناميكيته الخاصة.
نعم.. هناك فكر استثماري ينشأ ببطء لدينا، لكنّ الفكرة الاستثمارية كذلك فكرة معقدة، وليست مجرد مشروع يطبق على كرة القدم.
الاستثمار ينتمي لعالم المال، أي لعالم الاقتصاد.. إذن، لكي يصبح لدينا استثمار رياضي حقيقي وصحي، يجب أن نبحث عن الحل في النظام الاقتصادي أولاً.. نعرف مثلاً أن الأندية العالمية هي شركات استثمارية في الأساس.. كل الأندية الإنجليزية كذلك على سبيل المثال.. حين تفتتحَ شركة فأنت تؤسسها اعتماداً على قاعدة اقتصادية معينة.. لنأخذ تشيلسي مثالاً، وقد اطلعت على محاضر اجتماعات مؤسسيه الأولية، وعلى أوراق تسجيله التي تعود لبداية القرن العشرين؛ هناك فكرة اقتصادية واضحة: جمهور من طبقة معينة (مستفيدون)، في زمن معين (توقيت)، وفي منطقة ما (مكان)، يحتاج منتجاً معيناً (بضاعة)؛ الولاء، والانتماء، والتشجيع... أمور تأتي لاحقاً.
والرياضة ثقافة في حد ذاتها، نسق ثقافي متكامل، يحمل لغته، ومجتمعه، وحركيته الخاصة.. تنتمي الرياضة (بكل تفاصيلها) إلى ما يسمى ثقافة الجماهير أو الثقافة الشعبية (mass culture)، وما حدث في العقود الثلاثة الأخيرة أن مفهوم الثقافة النخبوي تراجع كثيراً، لم تعد الثقافة تعني أرقى الفنون والآداب (high culture)، بل أصبحت تعني كل شيء يخرج من المجتمعات ويؤثر فيها.. نحن في النقد الثقافي، ننظر للظواهر الرياضية بوصفها نصوصاً ثقافية يمكن دوماً تحليلها، واستخلاص القوى المؤثرة فيها، للخروج بنتائج مهمة حول الهيمنة، والتأثير، وصناعة الرأي العام. لو نظرنا إلى هذه المفاهيم الثلاثة، وفكّرنا في أن ستين ألفاً يحضرون كل مباراة في ملعب الجوهرة أو الدرة، وأن الملايين يتابعون نهائياً معيناً، سندرك كم أن الرياضة سلاح مهم جداً، مهم وخطير.
بصراحة.. لست مع البكّائين الذين يحسدون الرياضيين على شهرتهم، لأن الحسد لا منطق له.. نعم يستحق العلماء والمبدعون التكريم المادي والمعنوي، لكن الرياضة ستظل الرابح الأكبر، وستقاسمها الفنون (السينما والدراما والموسيقى).. ببساطة لأن الجماهير العريضة تقف خلفها، وتهتم بها.. شهرة الرياضة والرياضيين حتمية تاريخية.. علينا أن نقبل ذلك.
لطالما كانت الرياضة للجميع، ولم تكن مقتصرة على طبقة الرياضيين فقط.. نعم كان هناك من يدعي أنه لا يتابعها ترفعاً (وتعالياً مزيفاً)، لكن معظمهم في الخفاء كانوا يفعلون.. يتابعون، ويتلصصون على النتائج، ويحسدون من يتابع.. وهذا من شر البلية المضحك/المبكي.. حقيقة أنا أشفق على أولئك القلة الذين لا يتابعون الرياضة، لا يعلمون ما يفوتهم، أشفق على وقتهم الذي يضيع.
اليوم تحولت الرياضة إلى صناعة عالمياً، ومحلياً يحتاج تحولها إلى وقت طويل، وجهد مضنٍ.. أعني لكي تصبح صناعة حقيقية.. هنالك ملامح -من هنا وهناك- تنتمي لعالم الصناعة، لكنها لتتحول إلى صناعة، تحتاج حاضنة صناعية في رأيي.. أي أن يصبح مجتمعنا مجتمعاً صناعياً، لتصبح هي كذلك بالفعل.. الرياضة جزء من النسيج الاجتماعي، ولا يمكن أن تنمو بعيداً عن ديناميكيته الخاصة.
نعم.. هناك فكر استثماري ينشأ ببطء لدينا، لكنّ الفكرة الاستثمارية كذلك فكرة معقدة، وليست مجرد مشروع يطبق على كرة القدم.
الاستثمار ينتمي لعالم المال، أي لعالم الاقتصاد.. إذن، لكي يصبح لدينا استثمار رياضي حقيقي وصحي، يجب أن نبحث عن الحل في النظام الاقتصادي أولاً.. نعرف مثلاً أن الأندية العالمية هي شركات استثمارية في الأساس.. كل الأندية الإنجليزية كذلك على سبيل المثال.. حين تفتتحَ شركة فأنت تؤسسها اعتماداً على قاعدة اقتصادية معينة.. لنأخذ تشيلسي مثالاً، وقد اطلعت على محاضر اجتماعات مؤسسيه الأولية، وعلى أوراق تسجيله التي تعود لبداية القرن العشرين؛ هناك فكرة اقتصادية واضحة: جمهور من طبقة معينة (مستفيدون)، في زمن معين (توقيت)، وفي منطقة ما (مكان)، يحتاج منتجاً معيناً (بضاعة)؛ الولاء، والانتماء، والتشجيع... أمور تأتي لاحقاً.
والرياضة ثقافة في حد ذاتها، نسق ثقافي متكامل، يحمل لغته، ومجتمعه، وحركيته الخاصة.. تنتمي الرياضة (بكل تفاصيلها) إلى ما يسمى ثقافة الجماهير أو الثقافة الشعبية (mass culture)، وما حدث في العقود الثلاثة الأخيرة أن مفهوم الثقافة النخبوي تراجع كثيراً، لم تعد الثقافة تعني أرقى الفنون والآداب (high culture)، بل أصبحت تعني كل شيء يخرج من المجتمعات ويؤثر فيها.. نحن في النقد الثقافي، ننظر للظواهر الرياضية بوصفها نصوصاً ثقافية يمكن دوماً تحليلها، واستخلاص القوى المؤثرة فيها، للخروج بنتائج مهمة حول الهيمنة، والتأثير، وصناعة الرأي العام. لو نظرنا إلى هذه المفاهيم الثلاثة، وفكّرنا في أن ستين ألفاً يحضرون كل مباراة في ملعب الجوهرة أو الدرة، وأن الملايين يتابعون نهائياً معيناً، سندرك كم أن الرياضة سلاح مهم جداً، مهم وخطير.
بصراحة.. لست مع البكّائين الذين يحسدون الرياضيين على شهرتهم، لأن الحسد لا منطق له.. نعم يستحق العلماء والمبدعون التكريم المادي والمعنوي، لكن الرياضة ستظل الرابح الأكبر، وستقاسمها الفنون (السينما والدراما والموسيقى).. ببساطة لأن الجماهير العريضة تقف خلفها، وتهتم بها.. شهرة الرياضة والرياضيين حتمية تاريخية.. علينا أن نقبل ذلك.