كتاب

اقتصاد الطبيعة واقتصاد المعرفة

لقد أصبح مفهوم الاقتصاد المعرفي (KnowledgeEconomy) يمثل رافداً معرفياً جديداً في وقتنا الحاضر على صعيد النظرية الاقتصادية والأطر الفكرية والمنهجية، كما أصبح أداة مهمة في قياس مدى تقدم الدول وقدرتها على حيازة أسباب التقدم لنجاح خططها المستقبلية وبرامجها للتنمية الاقتصادية الشاملة.

ففي الوقت الذي كانت ثروات الأرض، والعنصر البشري، ورأس المال هي العوامل الثلاثة الرئيسة للإنتاج في الاقتصاد القديم والذي كان يسمى بـ(اقتصاد الطبيعة)، أصبحت الأصول المهمة في الاقتصاد في وقتنا الحاضر هي المعرفة، والإبداع، والابتكار، والذكاء، والمعلومات وأضحى الذكاء في برامج الكومبيوتر والتكنولوجيا عبر نطاق واسع من المنتجات له أهمية تفوق أهمية رأس المال، أو الموارد الطبيعية التي تجود بها الأرض.


ففي تقرير للأمم المتحدة ذُكِرَ فيه أن اقتصاديات المعرفة تستأثر حالياً بحوالى 8% من الإنتاج المحلي الإجمالي وبزيادة سنوية نسبتها 10%، وجدير بالذكر أن 50% من زيادة الإنتاج في دول الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال، كان نتيجة مباشرة لاستخدام وإنتاج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.. ولقد شهد اقتصاد المعرفة في العقود الأخيرة من القرن الواحد والعشرين تطوراً كبيراً مع اتساع استخدام الشبكة العنكبوتية والتجارة الإلكترونية والدفع عند طريق الشبكة.

وبالنظر في عمق التاريخ البشري، يظهر لنا جلياً أن ما نحن فيه من انفجار معرفي داخل المجتمع ما هو إلا نتيجة تاريخية للتحولات التطويرية الذي شهدها عبر عقود من الزمن أدت إلى تحوله من مجتمع تقليدي إلى مجتمع عصري يعتمد على العقل وما ينتجه من معرفة.


وبتتبع المسار التاريخي للمجتمع البشري عبر عقود طويلة من الزمن يبيِّن لنا أن مراحل تطوره قسمت على ضوء ما ميز كل مرحلة وما مرت بها من أحداث بارزة طغت على المراحل الرئيسة لها، فعندما طغى الجليد على شكل الحياة في بداية الحياة وصف ذلك العصر بـ(العصر الجليدي)، وبعدها عصر(التوابل)، وعندما اكتشفت المعادن وشكلت عصب الحياة على مدى الألفية الثانية اصطلح على تسمية تلك الفترة بـ(عصر المعادن أو البرونز).. وبعد اكتشاف النفط سمي (بعصر النفط) وهكذا لبقية العصور.

وبالنطر لكل العصور نجد أن العصر البشري هو الأساس في التطور البشري باستخدامه العقل والتفكير، لذلك نشهد ما تقدمه معامل ومختبرات الجامعات والمؤسسات التعليمية وأودية التقنية من أبحاث ابتكارية وبراءات اختراع تحول لمنتجات، والدليل أن ما جعل الولايات المتحدة قوة عظمى هو صادراتها للخارج والذي مثل ما نسبته 80% منها من بنات أفكار عقول علمائها ومفكريها في جامعاتها العظيمة.. وقد قيل قديماً: (من ملك التوابل في القرن الثامن عشر ملك العالم ومن ملك النفط في القرن العشرين ملك العالم ومن سيملك المعرفة في أيامنا هذه حتماً سيملك العالم).

أخبار ذات صلة

اللغة الشاعرة
مؤتمر الأردن.. دعماً لوحدة سوريا ومستقبلها
الجهات التنظيمية.. تدفع عجلة التنمية
الاستثمار في مدارس الحي
;
معرض جدة للكتاب.. حلَّة جديدة
«حركية الحرمين».. إخلاص وبرامج نوعية
دموع النهرين...!!
الجمال الهائل في #سياحة_حائل
;
عقيقة الكامخ في يوم العربيَّة
قُول المغربيَّة بعشرةٍ..!!
في رحاب اليوم العالمي للغة العربية
متحف للمهندس
;
وقت الضيافة من حق الضيوف!!
السرد بالتزييف.. باطل
عنف الأمثال وقناع الجَمال: قلق النقد ويقظة الناقد
مزايا مترو الرياض