كتاب

رسالة (الندامة)..!

* في وقت أصبحت قنوات التواصل الشغل الشاغل لكثير من الناس، أصبح أمر التهاون في النشر مما (عم وطم)، فكم من رسائل، ومقاطع تجوب (الجوالات) لا تخرج عن كونها (سنناً سيئة) تجر ويلات إثمها على من قالها ونقلها.

* وما كان ذلك إلا لأمرين: الأول أن من أنشأ ذلك ابتداءً لم يتوقف عند تحذير: (وماذا بعد) حيث لا سبيل له بعد أن ينشر إلى إيقاف (تداول) ما نشره، والأمر الثاني: أن ذلك المقطع على ما فيه من علل الإثم سيجد أيضًا من ينشره، ويروج له، فالفريقان هنا وهناك (بعضهم من بعض) مع اختلاف المبررات التي تدفع إلى حصول ذلك، في كون البعض يفعل ذلك متعمدًا أو جاهلاً أو صاحب نكتة أو حتى كونه من جماعة (الطائرين في العجة).


* كل ذلك يحدث، وكل قد تلبسه (شيطانه) فأعماه عن أن (يميت الباطل في مهده)، مع أن المفيد من الرسائل، والمقاطع لا تجد لديه (نزعة) الإرسال، والنشر بذات القدر الذي تجده لديه مقاطع، ورسائل الإثم والوزر عداد (السيئات) الذي لا يتوقف.

* وهنا يحضرني غضب ثم خروج أحدهم من قروب، والسبب تكرار إرسال رسائل المواعظ فيه، بينما لو أنصف لكان نفسه أولى من أن يغضب لأجلها، وهو من يرى في تلك الرسائل الهادفة تعكيرًا لجوه، وقطعًا لطريق ما أوقف نفسه عليه من منشورات (الإثم)، بل إنه لم يعد مستغربًا أن تجد من أولئك من (يكابر)، ويضيق صدره لمجرد تنبيهه إلى ذلك الخطأ، الذي أقدم عليه، وكأن من أسدى إليه النصيحة هو الآثم في حقه.


* تناقضات في زمن عجيب وغريب، دفعت إلى أنه ليس من سبب في (رواج) تلك الموجة إلا ما يلاحظ من (تهاون) في عاقبة ذلك، مع توفر معززات: ثقل سماع (النصيحة)، وشخصنة (التوجيه)، وعمى (البصيرة).

* وعليه فإنه لم يعد مستغربًا أن تجد تلك الصور الفاضحة، التي تتصدر أي مقطع، مع أنها ليس لها أي علاقة بمحتواه، والسبب (تعمد) مخاطبة (الغرائز)، كمتطلب أساس في زمن طغيان المادة، ونهم (اللي تكسب به العب به)، مع تجاهل تام لما سيكون عليه حال ميزان (السيئات).

* إن الذي ثقل سمعه عن سماع النصيحة، مرد ذلك ليس لضعف في سمعه، بل لضعف في قلبه، ومن أسهم اليوم في نشر كل (سيئة) تصل إليه أو خبر (فضيحة) طار بها مع السرب جدير به أن يتوقف بتأمل عند تلك الحقيقة التي يقف فيها أمام عاقبة ندم لا ينفع، ودين سداده صعب، ومع ذلك يقضى.

* لقد وضعتنا ثورة قنوات التواصل أمام مفترق طرق يجب أن يكون لنا معها تلك الوقفة التي ننطلق فيها من موقع المسؤولية تجاه ما نرسل، وما نستقبل، فإن كان خيرًا نشرناه، وإن كان غير ذلك كنا له محطته الأخيرة، هكذا هي (النجاة) بكل بساطة، أما العيش على طريقة ركوب الموجة فلن يعود سوى بمزيد من الفقد والخسارة، كما هي عاقبة ضغطة زر لرسالة ظاهرها رسالة، وباطنها (الندامة).. وعلمي وسلامتكم.

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!