كتاب
الخيار النووي.. أصبح قريباً جداً
تاريخ النشر: 11 أبريل 2022 22:56 KSA
تتفاعل القضية الأوكرانية، وتؤثر على الوضع العالمي، بما في ذلك الشرق الأوسط، حيث قامت روسيا بتعزيز تواجدها العسكري في قاعدة حميميم بسوريا، وسارع المستشار الألماني، أولاف شولتس، بزيارة إسرائيل بعد قرار ألمانيا زيادة الميزانية العسكرية وتغيير العقيدة القتالية للجيش الألماني ليتحول من الدفاع إلى القتال خارج حدود البلاد، ليؤكد للدولة اليهودية أن حكومته لا يمكن لها أن تنسى ما فعله النازيون الألمان بيهود أوروبا. وواصل الأمريكيون الحديث عن أنهم بحاجة إلى غاز وبترول الشرق الأوسط لتزويد أوروبا، حتى وإن أدى ذلك إلى تقليص أو حجب الكميات المتعاقد عليها مع أطراف آسيوية.
وبينما ترغب فرنسا وألمانيا إنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا نتيجة للغزو الروسي لها، في أسرع وقت ممكن، تجد أمريكا وبريطانيا غير مستعجلين في هذا الأمر. وتتصاعد أصوات المسؤولين في عدة دول؛ من الضغوط التي يمارسها الأمريكيون للوقوف ضد روسيا، وقالت مذيعة صينية بارزة في تغريدة لها: إن أمريكا تدفع الصين لاتخاذ موقف ضد روسيا، حتى يُمكنها أن تنهي معركتها معها سريعاً، وتتفرغ بعدها لمواجهة الصين، وشاهدت نائب رئيس وزراء الهند يشكو على التلفزيون من أن أمريكا تطالب الهند بالتوقف عن شراء البترول وغيره من روسيا بأسعار مخفضة، وعوضاً عن ذلك الشراء من أمريكا بأسعار عالية.
ووسط هذا كله، صرح البريطانيون والأمريكيون أن الحرب سيطول أمدها، وقال بايدن، الرئيس الأمريكي: «على العالم الاستعداد لمعركة طويلة، فأوكرانيا لن تكون نصراً لروسيا»، ويبدو أن الخيار النووي أصبح أقرب مما كنا نتصور، إذ ظهرت تحليلات صحافية في جرائد أمريكية تشير إلى أنه لن يؤدي استخدام الأسلحة النووية في النزاع القائم مع روسيا الآن إلى فناء العالم، ويمكن التحكم في أضراره. وقال أحد الروس البارزين، الفيلسوف ومستشار بوتين، الكسندر دوجين، بأن روسيا خاطرت بكل شيء في أوكرانيا.. «فإما أن ننتصر أو ستكون نهاية العالم بالسلاح النووي الروسي. فمن دون روسيا ليس ثمة بشرية».
روسيا لن تنسحب من أوكرانيا بدون تحقيق بعض المكاسب، إلا أنه يبدو أن أمريكا تريد أن تحقق نصراً على روسيا يؤدي إلى تثبيت مكانتها «مهيمنة» على العالم، وبتوقيع روسي وصيني على ذلك. ولذا أصبح خطر السلاح النووي حقيقياً. فلا روسيا ستتراجع، ولا الصين، وكذلك الأمر بالنسبة لأمريكا.
وما يجعل احتمال السيناريو النووي قائماً، هو الوضع الداخلي بأمريكا، حيث يجد اليسار الأمريكي المتطرف الحاكم حالياً، أن فرص بقائه في الحكم لمدة أطول ضعيفة، وأن رئيسه يفقد شعبيته، (منظر الرئيس السابق باراك أوباما في البيت الأبيض عكس صورة أسوأ على الشاشة للرئيس بايدن، يدور حول نفسه ويتجاهله أوباما عندما يناديه، ثم يخاطبه بنائب الرئيس بايدن)، ولذا فإنه بحاجة لعملٍ ما؛ يهزُّ العالم، على أمل أن يحقق لهم ذلك استمرارية في السلطة بصلاحيات أقوى على العالم الذي يرغبون في تغيير مجتمعاته وقيمها. وليس أفضل من السلاح النووي لجعل العالم يستسلم لهم، وفي المقابل لن تتردد موسكو في استخدام السلاح النووي لمواجهة حلف الناتو؛ الذي يقوم بتسليح مكثف للقوات الأوكرانية، قد يتطور إلى حماية الأجواء، ومنع الطيران الروسي من التحليق فوق أوكرانيا. وتقول صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية في تقرير الأسبوع الماضي، أن الصين تسارع ببناء وتعزيز وتحديث قواها النووية، وأن أمريكا تخشى أن تقوم الصين بهجوم نووي مفاجئ على أمريكا. ويقدر عدد الرؤوس النووية الصينية بالمئات في الوقت الحالي، ومن المتوقع أن تصل بكين إلى ألف رأس نووي بنهاية هذا العقد.
بينما تعتبر روسيا دولة معتدية على أوكرانيا، وتتصرف بوحشية ضد جارتها، وأن هناك ملايين اللاجئين الأوكرانيين نتيجة لذلك، وأنه يجب محاسبة روسيا على أفعالها هذه، إلا أن التعالي الذي تتعامل به الإدارة الأمريكية وأسلوب الفرض الذي تتبعه ضد الدول الأخرى، وتجاهل القوانين والأعراف الدولية في تصرفاتها، يجعل شعوب العالم أقل تعاطفاً مع رسالتها، حتى وإن كانت على حق.
مطلوب من واشنطن إعادة النظر في أسلوب تعاملها مع حلفائها وأصدقائها حول العالم، لبناء الجبهة القوية التي تقول أنها تسعى لها.
وبينما ترغب فرنسا وألمانيا إنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا نتيجة للغزو الروسي لها، في أسرع وقت ممكن، تجد أمريكا وبريطانيا غير مستعجلين في هذا الأمر. وتتصاعد أصوات المسؤولين في عدة دول؛ من الضغوط التي يمارسها الأمريكيون للوقوف ضد روسيا، وقالت مذيعة صينية بارزة في تغريدة لها: إن أمريكا تدفع الصين لاتخاذ موقف ضد روسيا، حتى يُمكنها أن تنهي معركتها معها سريعاً، وتتفرغ بعدها لمواجهة الصين، وشاهدت نائب رئيس وزراء الهند يشكو على التلفزيون من أن أمريكا تطالب الهند بالتوقف عن شراء البترول وغيره من روسيا بأسعار مخفضة، وعوضاً عن ذلك الشراء من أمريكا بأسعار عالية.
ووسط هذا كله، صرح البريطانيون والأمريكيون أن الحرب سيطول أمدها، وقال بايدن، الرئيس الأمريكي: «على العالم الاستعداد لمعركة طويلة، فأوكرانيا لن تكون نصراً لروسيا»، ويبدو أن الخيار النووي أصبح أقرب مما كنا نتصور، إذ ظهرت تحليلات صحافية في جرائد أمريكية تشير إلى أنه لن يؤدي استخدام الأسلحة النووية في النزاع القائم مع روسيا الآن إلى فناء العالم، ويمكن التحكم في أضراره. وقال أحد الروس البارزين، الفيلسوف ومستشار بوتين، الكسندر دوجين، بأن روسيا خاطرت بكل شيء في أوكرانيا.. «فإما أن ننتصر أو ستكون نهاية العالم بالسلاح النووي الروسي. فمن دون روسيا ليس ثمة بشرية».
روسيا لن تنسحب من أوكرانيا بدون تحقيق بعض المكاسب، إلا أنه يبدو أن أمريكا تريد أن تحقق نصراً على روسيا يؤدي إلى تثبيت مكانتها «مهيمنة» على العالم، وبتوقيع روسي وصيني على ذلك. ولذا أصبح خطر السلاح النووي حقيقياً. فلا روسيا ستتراجع، ولا الصين، وكذلك الأمر بالنسبة لأمريكا.
وما يجعل احتمال السيناريو النووي قائماً، هو الوضع الداخلي بأمريكا، حيث يجد اليسار الأمريكي المتطرف الحاكم حالياً، أن فرص بقائه في الحكم لمدة أطول ضعيفة، وأن رئيسه يفقد شعبيته، (منظر الرئيس السابق باراك أوباما في البيت الأبيض عكس صورة أسوأ على الشاشة للرئيس بايدن، يدور حول نفسه ويتجاهله أوباما عندما يناديه، ثم يخاطبه بنائب الرئيس بايدن)، ولذا فإنه بحاجة لعملٍ ما؛ يهزُّ العالم، على أمل أن يحقق لهم ذلك استمرارية في السلطة بصلاحيات أقوى على العالم الذي يرغبون في تغيير مجتمعاته وقيمها. وليس أفضل من السلاح النووي لجعل العالم يستسلم لهم، وفي المقابل لن تتردد موسكو في استخدام السلاح النووي لمواجهة حلف الناتو؛ الذي يقوم بتسليح مكثف للقوات الأوكرانية، قد يتطور إلى حماية الأجواء، ومنع الطيران الروسي من التحليق فوق أوكرانيا. وتقول صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية في تقرير الأسبوع الماضي، أن الصين تسارع ببناء وتعزيز وتحديث قواها النووية، وأن أمريكا تخشى أن تقوم الصين بهجوم نووي مفاجئ على أمريكا. ويقدر عدد الرؤوس النووية الصينية بالمئات في الوقت الحالي، ومن المتوقع أن تصل بكين إلى ألف رأس نووي بنهاية هذا العقد.
بينما تعتبر روسيا دولة معتدية على أوكرانيا، وتتصرف بوحشية ضد جارتها، وأن هناك ملايين اللاجئين الأوكرانيين نتيجة لذلك، وأنه يجب محاسبة روسيا على أفعالها هذه، إلا أن التعالي الذي تتعامل به الإدارة الأمريكية وأسلوب الفرض الذي تتبعه ضد الدول الأخرى، وتجاهل القوانين والأعراف الدولية في تصرفاتها، يجعل شعوب العالم أقل تعاطفاً مع رسالتها، حتى وإن كانت على حق.
مطلوب من واشنطن إعادة النظر في أسلوب تعاملها مع حلفائها وأصدقائها حول العالم، لبناء الجبهة القوية التي تقول أنها تسعى لها.