كتاب
إلحاح العرفج وإهداء غريب ومفاجأة المساعد: «بين هؤلاء عشت»
تاريخ النشر: 13 أبريل 2022 23:22 KSA
طلب مني أحمد العرفج أن أقدم عرضاً عن كتاب أحمد المساعد (بين هؤلاء عشت)، ذلك الذي يضم سيرة المساعد الذاتية، ليكون ضمن فقرات برنامجه التلفزيوني المعتاد.. وافقت، دون حماس في البداية.. وافقت مجاملة لصديقي بكل أمانة.
أتذكر حين صدر الكتاب، سمعت عنه، وقرأت عنه بعض الأخبار، لكني لم أفكر باقتنائه، لا أعلم لماذا.. ربما كنت مشغولاً حينها بمشاغل شخصية، كنت في بريطانيا، أعمل على رسالة الدكتوراه، ولعل هذا يكفي.
كنت أعرف المساعد بطبيعة الحال، من خلال الوسط الثقافي، فقد كان رئيس نادي الباحة الأدبي، وكان شاعراً وصلني ديوانه الشعري وقرأته.. كما أنه اسم صحفي محفور في الذاكرة، عمل في عدة صحف، ومنها المدينة، الصحيفة التي أنتمي إليها قلباً وقالباً.. لكن كل ذلك لم يغرني للسؤال عن الكتاب.. هاتفني الدكتور عبدالله غريب، الصديق الوفي الحفي، كان غريب صديقاً صدوقاً لأبي رحمه الله، وظل حتى اليوم صادقَ الوفاء معنا، نحن أبناء صديقه العتيق.. قال لي: لدي نسخة من الكتاب، هديتك مني، وستحضر لأخذه، وستتحدث عنه في برنامج العرفج.
«فعلها العرفج»، هكذا فكرت وصرحت لغريب.. حينما يضع شيئاً في رأسه، فإنه يستحيل لأخطبوط، تمتد أياديه البيضاء (من غير سوء)، لتصل إلى هدفه المنشود.. أخذت الكتاب، وشدني إهداء الصديق الصدوق.. في المساء ذاته، سنحت فرصة صغيرة؛ كنت في المقهى، وانتهيت من كتابٍ كان بين يديّ حينها.. فكرتُ في كتاب المساعد، وفي عبدالله غريب، وخرج لي شبح العرفج: «خذ الكتاب بقوة يا عادل».. ففعلت.
كل هذه المقدمة كانت تمهيداً للمفاجأة الجميلة التي سقطت بين يدي يومها.. التهمت الكتاب التهاماً، وألغيت كل مواعيدي اللاحقة.. لم أترك مكاني في المقهى.. كوبُ القهوة أصبح أكواباً، والساعة استحالت ساعاتٍ.. في عالم آخر كنت؛ أخذني هذا الرجل العصامي في رحلة عمر مذهلة في عوالم مختلفة.. للمساعد رحلة طويلة -كما يعرف الجميع- في عالمي الصحافة والثقافة، وقد أسهم -مع رواد آخرين- في عدة مشاريع مهمة لمدينته في الباحة.
باختصار يمكن القول إن كتاب (بين هؤلاء عشت) يضم جزئين رئيسين: يتناول الجزء الأول حياة المساعد الأولى في القرية، وتقلب الزمان عليه وعليها.. هذا الجزء يمثل وجبة جميلة وثرية عن حياة القرى الجنوبية، عادات، وتقاليد، وأخبار، وتراث ثقافي ولغوي مذهل يسوقه المساعد بأسلوب سردي سلسل وجذاب.. تفاصيل كثيرة عن تاريخ الإنسان في جنوب المملكة، يطلعك عليها المساعد باسترسال لطيف على القلب.. صدقوني، ستجدون في هذا الكتاب تفاصيل ومعلومات وطرائف لا تتخيلونها.. فهذا شخص عاش منذ ثمانين عاماً أو يزيد في تلك الأماكن، وقرر أن يسرد خلاصة تلك الأيام في كتابه هذا.
أما الجزء الثاني فيتحدث عن حياته العملية المليئة بالأحداث والتغيرات: حيث عمل في الصحافة، وفي قسمها الفني تحديداً حيث كان من أوائل السعوديين الذين اشتغلوا في المطابع، (في الصف تحديداً)، كما عمل في الإمارة، وفي شركة الكهرباء، وغير ذلك من المحطات المهنية التي وجد نفسه فيها.
قُربُه من الصحافة، حبّبَه في الكتابة والكُتّاب، ومن أحبَّ الصالحين صارَ منهم.. وهكذا بدأ ينشر كتاباته تحت إشراف أبي تراب الظاهري وعنايته، وهو صاحبُ خط جميل، ثم أصبح كاتب مقال مستمر، وصحفياً يحرر الصفحات عن الباحة، في صحف المدينة وعكاظ وغيرها، حتى وجد نفسه رئيساً لنادي الباحة الأدبي، وشاعراً ينشر ديوانه (للقوافي شجن).
وفي الكتاب حكاياتٌ مع كُتابٍ، وأدباء، ووزراء وأصدقاء... وهناك تفاصيلُ ظريفة وعجيبة، عن مراحل التحول التي عاشتها المملكة.. قصص لن تجدها -كما قلت- إلا في كتاب مثل كتاب أحمد المساعد.. وأجمل ما في الكتاب أن صاحبه يروي كل شيء.. بشيء من الامتنان لأن الفرصة قد واتته ليقولَ لنا: (بين هؤلاء عشت)!
أتذكر حين صدر الكتاب، سمعت عنه، وقرأت عنه بعض الأخبار، لكني لم أفكر باقتنائه، لا أعلم لماذا.. ربما كنت مشغولاً حينها بمشاغل شخصية، كنت في بريطانيا، أعمل على رسالة الدكتوراه، ولعل هذا يكفي.
كنت أعرف المساعد بطبيعة الحال، من خلال الوسط الثقافي، فقد كان رئيس نادي الباحة الأدبي، وكان شاعراً وصلني ديوانه الشعري وقرأته.. كما أنه اسم صحفي محفور في الذاكرة، عمل في عدة صحف، ومنها المدينة، الصحيفة التي أنتمي إليها قلباً وقالباً.. لكن كل ذلك لم يغرني للسؤال عن الكتاب.. هاتفني الدكتور عبدالله غريب، الصديق الوفي الحفي، كان غريب صديقاً صدوقاً لأبي رحمه الله، وظل حتى اليوم صادقَ الوفاء معنا، نحن أبناء صديقه العتيق.. قال لي: لدي نسخة من الكتاب، هديتك مني، وستحضر لأخذه، وستتحدث عنه في برنامج العرفج.
«فعلها العرفج»، هكذا فكرت وصرحت لغريب.. حينما يضع شيئاً في رأسه، فإنه يستحيل لأخطبوط، تمتد أياديه البيضاء (من غير سوء)، لتصل إلى هدفه المنشود.. أخذت الكتاب، وشدني إهداء الصديق الصدوق.. في المساء ذاته، سنحت فرصة صغيرة؛ كنت في المقهى، وانتهيت من كتابٍ كان بين يديّ حينها.. فكرتُ في كتاب المساعد، وفي عبدالله غريب، وخرج لي شبح العرفج: «خذ الكتاب بقوة يا عادل».. ففعلت.
كل هذه المقدمة كانت تمهيداً للمفاجأة الجميلة التي سقطت بين يدي يومها.. التهمت الكتاب التهاماً، وألغيت كل مواعيدي اللاحقة.. لم أترك مكاني في المقهى.. كوبُ القهوة أصبح أكواباً، والساعة استحالت ساعاتٍ.. في عالم آخر كنت؛ أخذني هذا الرجل العصامي في رحلة عمر مذهلة في عوالم مختلفة.. للمساعد رحلة طويلة -كما يعرف الجميع- في عالمي الصحافة والثقافة، وقد أسهم -مع رواد آخرين- في عدة مشاريع مهمة لمدينته في الباحة.
باختصار يمكن القول إن كتاب (بين هؤلاء عشت) يضم جزئين رئيسين: يتناول الجزء الأول حياة المساعد الأولى في القرية، وتقلب الزمان عليه وعليها.. هذا الجزء يمثل وجبة جميلة وثرية عن حياة القرى الجنوبية، عادات، وتقاليد، وأخبار، وتراث ثقافي ولغوي مذهل يسوقه المساعد بأسلوب سردي سلسل وجذاب.. تفاصيل كثيرة عن تاريخ الإنسان في جنوب المملكة، يطلعك عليها المساعد باسترسال لطيف على القلب.. صدقوني، ستجدون في هذا الكتاب تفاصيل ومعلومات وطرائف لا تتخيلونها.. فهذا شخص عاش منذ ثمانين عاماً أو يزيد في تلك الأماكن، وقرر أن يسرد خلاصة تلك الأيام في كتابه هذا.
أما الجزء الثاني فيتحدث عن حياته العملية المليئة بالأحداث والتغيرات: حيث عمل في الصحافة، وفي قسمها الفني تحديداً حيث كان من أوائل السعوديين الذين اشتغلوا في المطابع، (في الصف تحديداً)، كما عمل في الإمارة، وفي شركة الكهرباء، وغير ذلك من المحطات المهنية التي وجد نفسه فيها.
قُربُه من الصحافة، حبّبَه في الكتابة والكُتّاب، ومن أحبَّ الصالحين صارَ منهم.. وهكذا بدأ ينشر كتاباته تحت إشراف أبي تراب الظاهري وعنايته، وهو صاحبُ خط جميل، ثم أصبح كاتب مقال مستمر، وصحفياً يحرر الصفحات عن الباحة، في صحف المدينة وعكاظ وغيرها، حتى وجد نفسه رئيساً لنادي الباحة الأدبي، وشاعراً ينشر ديوانه (للقوافي شجن).
وفي الكتاب حكاياتٌ مع كُتابٍ، وأدباء، ووزراء وأصدقاء... وهناك تفاصيلُ ظريفة وعجيبة، عن مراحل التحول التي عاشتها المملكة.. قصص لن تجدها -كما قلت- إلا في كتاب مثل كتاب أحمد المساعد.. وأجمل ما في الكتاب أن صاحبه يروي كل شيء.. بشيء من الامتنان لأن الفرصة قد واتته ليقولَ لنا: (بين هؤلاء عشت)!