كتاب
انهار النظام الدولي.. البحث عن بدائل
تاريخ النشر: 18 أبريل 2022 22:23 KSA
انهارت الثقة في المجتمع الدولي، والمؤسسات التي بناها خلال الفترة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى الآن، إذ عجز هذا المجتمع عن وقف الهجوم الروسي على أوكرانيا، ولم يتمكَّن من وضع خطة سلام وسطية تجمع الأطراف كلها، ويتيح لروسيا عدم إرسال قواتها للداخل الأوكراني؛ مقابل الحصول على بعض المكاسب التي كانت تسعى لها، بل أطلق الإعلام الغربي حملة أشبه بالتحريض لموسكو كي تقوم بالهجوم على أوكرانيا، ثم إعلان أوروبا وأمريكا حرمان روسيا من استخدام الأدوات الاقتصادية للمجتمع الدولي، ومقاطعتها، وإدخال العالم كافة في دوامة جديدة من الانكماش الاقتصادي، وتعريض الدول الفقيرة لتكون أكثر فقراً.
سيؤدي انهيار الثقة في المجتمع الدولي وبنيانه إلى معادلات واصطفافات إقليمية ودولية جديدة، وهي أمور أصبحنا نراها من الآن، وكمثال: بينما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يزور أوروبا مؤخراً في حملة لتجنيدها للمزيد من الإجراءات ضد المصالح الروسية، وعزل الكرملين، كان سفراء دول (البريكس): البرازيل، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، يلتقون بوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافيروف في موسكو، لتعزيز التعاون المتبادل.
وتواجه دول الخليج وغيرها ضغوطاً بريطانية وأمريكية في مسعى لبناء تحالف عالمي لعزل روسيا.
الأمر الذي لا تزال الكثير من دول العالم، بما فيها الخليجية، غير مقتنعة به، وغير مرحِّبة بأسلوب الضغط الذي يُمارسه الأمريكيون تجاه الدول الأخرى لتبنِّي وجهة نظرهم بالفرض، لا بالإقناع والتحاور.
وواجه الغرب هذا الواقع في الأمم المتحدة الذي صوَّت (141) دولة فيه لعزل روسيا من مجلس حقوق الإنسان، في حين صوَّتت ضده (24) دولة، وامتنعت عن التصويت (58) دولة، من بينها الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، (وهي دول يعتبرها الغرب ديموقراطية)، والمكسيك وإندونيسيا، وجميعها دول ذات ثقل عالمي لا يمكن تجاهلها في الاصطفاف الحالي الذي يسعى الغرب إليه؛ لعزل روسيا عن المجتمع الدولي، وتحويلها إلى دولة مارقة.
ولا يستبعد أن تعيد الدول التي كانت في الماضي جزءًا من «حركة عدم الانحياز»، التفكير في إحياء كيان مُشابه لتلك الحركة، والذي قد يلقى ترحيباً من عدد أكبر من الدول الذي كانت فيه خلال الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفيتي، (كان عدد دول عدم الانحياز حينها 120 دولة)، رغبةً في الابتعاد عن التنافس القائم الآن.
إلا أن هناك سؤال هام حول ما يجري وهو: هل تتحوَّل الأمور من حربٍ باردة إلى حربٍ ساخنة خلال وقت قريب؟. فروسيا تتحدث عن ذلك، وتستعد له نووياً، وإن كان الأمريكيون و(الناتو) لا يُعبِّرون عن القلق لذلك.. ومتى تحوَّلت المواجهة إلى استخدام السلاح النووي وغير النووي، سوف يصبح من الصعب لعب دور وسط، وستجد الصين نفسها في موقف شديد الصعوبة، خاصةً وأن أمريكا أعلنت أنها الخصم الرئيسي لها.
وفي كل الأحوال، على دول الخليج، النظر بتروِ إلى الأحداث القائمة، وتقييم الأمور على أساس مصلحتها الخاصة، وأن لا يكون للانفعالات العاطفية دور في اتخاذ الموقف المناسب من الاصطفافات الإقليمية والدولية التي سنشاهدها.
ولا يوجد داع، في الوقت الحاضر، للاستعجال في اتخاذ مواقف معينة.
فالأمور والأحداث لازالت في بداياتها، وهناك وقت طويل للمستقبل الذي يجب الإعداد جيداً لما سيأتي به.
سيؤدي انهيار الثقة في المجتمع الدولي وبنيانه إلى معادلات واصطفافات إقليمية ودولية جديدة، وهي أمور أصبحنا نراها من الآن، وكمثال: بينما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يزور أوروبا مؤخراً في حملة لتجنيدها للمزيد من الإجراءات ضد المصالح الروسية، وعزل الكرملين، كان سفراء دول (البريكس): البرازيل، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، يلتقون بوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافيروف في موسكو، لتعزيز التعاون المتبادل.
وتواجه دول الخليج وغيرها ضغوطاً بريطانية وأمريكية في مسعى لبناء تحالف عالمي لعزل روسيا.
الأمر الذي لا تزال الكثير من دول العالم، بما فيها الخليجية، غير مقتنعة به، وغير مرحِّبة بأسلوب الضغط الذي يُمارسه الأمريكيون تجاه الدول الأخرى لتبنِّي وجهة نظرهم بالفرض، لا بالإقناع والتحاور.
وواجه الغرب هذا الواقع في الأمم المتحدة الذي صوَّت (141) دولة فيه لعزل روسيا من مجلس حقوق الإنسان، في حين صوَّتت ضده (24) دولة، وامتنعت عن التصويت (58) دولة، من بينها الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، (وهي دول يعتبرها الغرب ديموقراطية)، والمكسيك وإندونيسيا، وجميعها دول ذات ثقل عالمي لا يمكن تجاهلها في الاصطفاف الحالي الذي يسعى الغرب إليه؛ لعزل روسيا عن المجتمع الدولي، وتحويلها إلى دولة مارقة.
ولا يستبعد أن تعيد الدول التي كانت في الماضي جزءًا من «حركة عدم الانحياز»، التفكير في إحياء كيان مُشابه لتلك الحركة، والذي قد يلقى ترحيباً من عدد أكبر من الدول الذي كانت فيه خلال الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفيتي، (كان عدد دول عدم الانحياز حينها 120 دولة)، رغبةً في الابتعاد عن التنافس القائم الآن.
إلا أن هناك سؤال هام حول ما يجري وهو: هل تتحوَّل الأمور من حربٍ باردة إلى حربٍ ساخنة خلال وقت قريب؟. فروسيا تتحدث عن ذلك، وتستعد له نووياً، وإن كان الأمريكيون و(الناتو) لا يُعبِّرون عن القلق لذلك.. ومتى تحوَّلت المواجهة إلى استخدام السلاح النووي وغير النووي، سوف يصبح من الصعب لعب دور وسط، وستجد الصين نفسها في موقف شديد الصعوبة، خاصةً وأن أمريكا أعلنت أنها الخصم الرئيسي لها.
وفي كل الأحوال، على دول الخليج، النظر بتروِ إلى الأحداث القائمة، وتقييم الأمور على أساس مصلحتها الخاصة، وأن لا يكون للانفعالات العاطفية دور في اتخاذ الموقف المناسب من الاصطفافات الإقليمية والدولية التي سنشاهدها.
ولا يوجد داع، في الوقت الحاضر، للاستعجال في اتخاذ مواقف معينة.
فالأمور والأحداث لازالت في بداياتها، وهناك وقت طويل للمستقبل الذي يجب الإعداد جيداً لما سيأتي به.