كتاب
صحيفة الندوة
تاريخ النشر: 19 أبريل 2022 22:34 KSA
لمَكَّة مع الصحافةِ تاريخٌ عريقٌ، لا تُجاريها فيه مدينةٌ أخرى مِنْ مُدُنِ هذا الوطنِ الغالي، فقبلَ أكثَرَ من مئةٍ وخمسةٍ وثلاثينَ سنةً أُنشئتْ في مكةَ أولُ مطبعةٍ في الحجازِ، وثاني مطبعةٍ عرفتْها جزيرةُ العربِ بعد مطبعةِ صنعاءَ.
وبَعْدَها بنحوِ رُبعِ قرنٍ تأسستْ في مكةَ أولُ صحيفةٍ عرفَتْها جزيرةُ العربِ، صحيفةُ: حجاز، تلتْها صحيفةُ القبلةِ.
وحين توحدتْ هذه البلادُ المباركةُ، أصدرَ جلالةُ الملكِ عبدِالعزيزِ -رحمه الله- أولَ صحيفةٍ في تاريخ المملكةِ من مكةَ المكرمةَ هي صحيفةُ أمِّ القرى، ثم تتابعتِ الصحفُ المكية: الحرم، وصوتُ الحجاز، وحراء، والندوة، وأخيراً مكة.
وأضفْ إلى ذلك مجلاتِ: قريش، والإصلاح، ورابطة العالم الإسلاميّ، والحج والتي أصبح اسمها التضامنِ الإسلاميِّ فيما بعد.
ومن الطريف أن أول صحيفة رياضية في المملكة صدرت في مكة، وهي صحيفة (الرياضة) التي صدرت سنة 1380هـ، إنه تاريخ صحفي عريق حافل بالعطاء، بالعلم، بالفكر، بالثقافة، بالأدب، بالرياضة.. وعليه فإن مكة ليست العاصمة الدينية فحسب، بل هي عاصمة الصحافة، وعاصمة الثقافة، وعاصمة الأدب وعاصمة الرياضة، فهنيئاً لأهل مكة هذا الإرث التاريخي العريق.
لقدْ ظلَّتْ جريدةُ (الندوةِ) لسانَ الصحافةِ المكيةِ لأكثرَ من خمسينَ عاماً، شهدتْ خلالَها عشراتِ المعاركِ النقديةِ والأدبيةِ والفكريةِ، وكانتْ أيقونةً من أيقوناتِ الصحافةِ والثقافةِ السعوديَّةِ.. وقد تمكنت صحيفة (الندوة) من أن تنافسَ مثيلاتِها في تلك الفترة الزمنية، مدلَّةً بما لها من سابقةٍ، ومتَّكِئةً على ما تهيّأ لها من إمكانات فنية وإدارية وتحريرية.
شخصياً مذ عقلت، كانت (الندوة) صحيفتي المفضلة، رافقتني في رحلتي لدراسة الدكتوراه في بريطانيا، كنت أنتظر وصولها بشغف، وبعد الانتهاء من قراءتها أهديها لمكتبة جامعة ويلز المركزية لتكون في متناول الطلبة العرب في الجامعة؛ كانت تحملُ عبَقَ مكةَ، وأَلَقَ الحرمِ، وطِيْبَ المشاعرِ المقدَّسةِ.. واقتبست من شرفِ المكانِ شرفَ الرسالةِ والغايةِ والوسيلةِ، فصحيفةٌ مصدرُها (مكةُ)، يجبُ أن تنعكسَ عليها روحانيةُ البيتِ، ومهابةُ الحرم، وجلالُ الكعبةِ.
قال أمير الشعراء شوقي:
لِكُلِّ زَمانٍ مَضى آيةٌ
وآيَةُ هَذا الزَمانِ الصُحُف
وَتَمـشي تُعَلِّمُ في أُمَّةٍ
كَثيرَةِ مَن لا يَخُطُّ الألِـف!!
وبَعْدَها بنحوِ رُبعِ قرنٍ تأسستْ في مكةَ أولُ صحيفةٍ عرفَتْها جزيرةُ العربِ، صحيفةُ: حجاز، تلتْها صحيفةُ القبلةِ.
وحين توحدتْ هذه البلادُ المباركةُ، أصدرَ جلالةُ الملكِ عبدِالعزيزِ -رحمه الله- أولَ صحيفةٍ في تاريخ المملكةِ من مكةَ المكرمةَ هي صحيفةُ أمِّ القرى، ثم تتابعتِ الصحفُ المكية: الحرم، وصوتُ الحجاز، وحراء، والندوة، وأخيراً مكة.
وأضفْ إلى ذلك مجلاتِ: قريش، والإصلاح، ورابطة العالم الإسلاميّ، والحج والتي أصبح اسمها التضامنِ الإسلاميِّ فيما بعد.
ومن الطريف أن أول صحيفة رياضية في المملكة صدرت في مكة، وهي صحيفة (الرياضة) التي صدرت سنة 1380هـ، إنه تاريخ صحفي عريق حافل بالعطاء، بالعلم، بالفكر، بالثقافة، بالأدب، بالرياضة.. وعليه فإن مكة ليست العاصمة الدينية فحسب، بل هي عاصمة الصحافة، وعاصمة الثقافة، وعاصمة الأدب وعاصمة الرياضة، فهنيئاً لأهل مكة هذا الإرث التاريخي العريق.
لقدْ ظلَّتْ جريدةُ (الندوةِ) لسانَ الصحافةِ المكيةِ لأكثرَ من خمسينَ عاماً، شهدتْ خلالَها عشراتِ المعاركِ النقديةِ والأدبيةِ والفكريةِ، وكانتْ أيقونةً من أيقوناتِ الصحافةِ والثقافةِ السعوديَّةِ.. وقد تمكنت صحيفة (الندوة) من أن تنافسَ مثيلاتِها في تلك الفترة الزمنية، مدلَّةً بما لها من سابقةٍ، ومتَّكِئةً على ما تهيّأ لها من إمكانات فنية وإدارية وتحريرية.
شخصياً مذ عقلت، كانت (الندوة) صحيفتي المفضلة، رافقتني في رحلتي لدراسة الدكتوراه في بريطانيا، كنت أنتظر وصولها بشغف، وبعد الانتهاء من قراءتها أهديها لمكتبة جامعة ويلز المركزية لتكون في متناول الطلبة العرب في الجامعة؛ كانت تحملُ عبَقَ مكةَ، وأَلَقَ الحرمِ، وطِيْبَ المشاعرِ المقدَّسةِ.. واقتبست من شرفِ المكانِ شرفَ الرسالةِ والغايةِ والوسيلةِ، فصحيفةٌ مصدرُها (مكةُ)، يجبُ أن تنعكسَ عليها روحانيةُ البيتِ، ومهابةُ الحرم، وجلالُ الكعبةِ.
قال أمير الشعراء شوقي:
لِكُلِّ زَمانٍ مَضى آيةٌ
وآيَةُ هَذا الزَمانِ الصُحُف
وَتَمـشي تُعَلِّمُ في أُمَّةٍ
كَثيرَةِ مَن لا يَخُطُّ الألِـف!!