كتاب

سياحة في رياض الشعر والأدب

* مع ابن الوردي في لاميته المشهورة:

تظل لامية عمر بن الوردي المتوفى سنة 749هـ، والتي يخاطب فيها ولده، والنابضة بالحكمة والنصح في أمور دينه ودنياه.. تظل في مفعولها مواكبة هدفًا وغاية ومتماشية مع كل زمان ومكان، فقد استطاع الشاعر بحكمته ورؤاه أن يجمع خلالها معظم مقومات الحياة التي تمكّن الإنسان، من أن يحيا حياة هانئة، وسعيدة، بعيداً عما قد يشوبها من المنغصات الحياتية، وقد جاءت القصيدة في (42) بيتاً، اخترت منها فيما يلي بضعة أبيات للتدليل على عمق مبناها ومعناها وبما يتفق ومساحة المكان:


واتق الله فتقوى الله ما

جاوزت قلب امرئ إلا وصلْ


اطلب العلم ولا تكسل فما

أبعد الخير على أهل الكسلْ

لا تقل أصلي وفصلي أبداً

إنما أصل الفتى ما قد حصلْ

قد يسود المرء من دون أبٍ

وبحسن السبك قد ينفى الدغلْ

قيمة الإنسان ما يحسنه

أكثر الإنسان منه أم أقلْ

ليس يخلو المرء من ضدٍ ولو

حاول العزلة في رأس الجبلْ

دار جار السوء بالصبر وإن

لم تجد صبراً فما أحلى النقلْ

وأذكر أنني من خلال مطالعاتي وقراءاتي، قد وقفت على كثير من الدراسات القيمة لباحثين إسلاميين عن المعاني السامية والحكم البليغة التي قد تنفرد بها هذه القصيدة على غيرها وتماشيها (اقتداءً وعملاً)، مع كل زمان ومكان، والتحلي بما احتوت عليه من قيم وأخلاق عالية ونبيلة تنير حياة الإنسان في مسيرته الدنيوية في راحة واطمئنان ودون قلق أو عناء.

* قُبْلة في جبين الوطن:

كلنا نحب الوطن.. نفديه بأرواحنا وبالغالي لدينا.. فعلى أرضه المعطاءة نشأنا وتدرجنا.. وتحت ظلال أمنه وأمانه تفيأنا.. ومن خيراته الجزيلة نعمنا.. وتوطيداً لِعُرى هذه المحبة الإيمانية التي غرسها الله في قلوب محبي أوطانهم يتغنى شاعر الوطن الأستاذ/ حسن محمد حسن الزهراني رئيس نادي الباحة الأدبي الثقافي في إحدى قصائده الوطنية، بقصيدة نابضة بحب الوطن والولاء، له أرضاً وناساً ورموزاً جاءت ضمن إحدى قصائد ديوانه (قُبلة في جبين القِبلة) الصادر عام 1422هـ من أبياتها:

قصيدتي قبلة خضراء يطبعها

ثغر الرضا في جبين المجد للوطنِ

يا موطني كيف أبدي عشق قافيتي

ولست وآ أسفي بالشاعر اللسنِ

أراك في يقظتي شمساً محلقة

أراك بدراً من الأحلام في وسني

أراك راية التوحيد مؤتلقاً

تشع ضوء هدى من وجهها الحسن

أراك ظلاً يبث الأمن في قلقي

أراك عزماً يشب النار في وهني

يا قبلة الكون غنت كل أوردتي

ورددت شدوها الأنفاس للبدن

وقامت الروح تتلو الشدو قائلة

سلمت من نائبات الدهر يا وطني

* وعن حب الوطن والولاء له ولولاته أيضاً يجسّد الشاعر الراحل الأستاذ/ علي عبدالله القرني رحمه الله أحد رجالات التعليم بمكة المكرمة سابقاً في قصيدة له تضمنها ديوانه (ليل المحبين) الصادر عام 1410هـ:

بلدي موطن الرجا

أنت للعز موردُ

الهدى فيك والندى

والعدا لك تشهدُ

عشت تعلو مظفراً

والسما كان موعدُ

دمت للعلم منهلاً

دمت شعباً وعاهلا

دمت حصناً لديننا

وعن الزيغ موئلا

تجمع الشمل حولنا

ونباهي بك الملا

أخبار ذات صلة

جدة.. الطريق المُنتظر.. مكة!!
إسراف العمالة (المنزليَّة)!
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
الإنسان النصف!!
;
من طوكيو إلى واشنطن بدون طيار!!
التعليم أهم رسالة.. والمعلم أهم مهنة
كوني قوية فلستِ وحدكِ
شهامة سعودية.. ووفاء يمني
;
(مطبخ) العنونة الصحفيَّة..!!
رؤية وطن يهزم المستحيل
ريادة الأعمال.. «مسك الواعدة»
هل يفي ترامب بوعوده؟
;
رياضة المدينة.. إلى أين؟!
جيل 2000.. والتمور
التراث الجيولوجي.. ثروة تنتظر الحفظ والتوثيق
قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!