كتاب
هل سيكون ابنك نجم ICEF القادم؟!
تاريخ النشر: 17 مايو 2022 21:35 KSA
سألني وهو منبهر بالمواهب السعودية التي لفتت أنظار العالم قبل أيام في معرض العلوم والهندسة ICEF: يقولون إن المدرسة من أكبر أعداء الإبداع عند الأطفال، فهل هذا صحيح؟! قلت: ربما، لكن القاتل الأكبر والأول لموهبة أي طفل في رأيي هو أنتم الآباء.. فكما أن لكم الدور الأهم في رعاية الموهبة، فإن لكم اليد الطول في قتلها!.
عندما لاحظت تزايد مساحة التعجُّب في عينيه، أكملت: كل الأطفال يا صديقي موهوبون بالفطرة، ودورنا كآباء هو استكشاف مواهبهم وتنميتها قبل أن تضمر وتضمحل، فأكثر من 90% من الأطفال يُولدون بقدراتٍ إبداعية خارقة، وما إن يصلوا إلى الثامنة حتى تتراجع قدراتهم إلى 2% فقط، بفعل الإهمال والتنشئة الخاطئة والقيود التي تفرضها عليهم الأسرة والمدرسة والمجتمع. قال: وكيف أجعل ابني مبدعاً مثل هؤلاء؟!.. قلت هناك خمسة مبادئ أساسية توصلت لها من خلال قراءاتي في هذا المجال، أظنها ستُجيب على سؤالك بشكلٍ مبسط وموجز.
المبدأ الأول: (أنت أولاً)
الخطوة الأولى في إعداد المبدع هي إعداد الآباء أولاً، من خلال الاطلاع والقراءة الثرية في هذا المجال، وتغيير نمط التربية التقليدية، فالهدف في عصر التنافسية لم يعد مجرد تأديب الأطفال ومراقبتهم، وإنما مساعدتهم على تحقيق التميز والإبداع.
المبدأ الثاني: (حافظ على استقلاليته)
أكثر ما يعاني منه أطفالنا هي التبعية، سواء في الفكر أو الشخصية.. نحن نريدهم نسخة منا، وهذا خطأ فادح.. استكشاف شخصية طفلك مبكراً يرفع من ثقته بنفسه، كما أن تشجيعه ومناداته بألقابٍ محفِّزة وتنمية قدراته اللغوية والخطابية تُعزِّز ثقته أيضاً، إضافة إلى أن تفويضه ببعض الأعمال، وإشراكه في مناقشة القضايا التي تهم الأسرة، واتخاذ القرارات، يرفع من استقلاليته.. هل جرَّبت مثلاً أن تُشرك أطفالك في معالجة قضية مثل: كيف يمكننا الحد من إدمان وسائل التواصل في المنزل؟، بدلا من أن تمنعهم من المشاهدة دون إبداء الأسباب.
(المبدأ الثالث: احترم عقله.. ولا تقتل السؤال في نفسه)
من أهم خطوات تكوين المبدع احترام عقله، وعدم السخرية من أسئلته، فالطفل بطبعه كثير التساؤل، وقتل السؤال في نفسه اغتيال لشجاعته المعرفية.. عوّده على التفكير المُنظَّم خارج قوالب النمطية، وبعيداً عن صناديق المألوف والسائد.
(المبدأ الرابع: القيم.. الشدة المفرطة نتاجها غباء مفرط)
تمرير القيم الإيجابية كـ (الصدق، الأمانة، النزاهة، الشفافية) بطريقة سلسة إلى عقول الصغار، أمر مهم. ولكن انتبه، فالقيم لا تُدرَّس، بل تُكتسب.. وفي الغالب لا ينجح الأطفال في الاستجابة لنصائح الآباء، لكنهم بالقطع ينجحون في تقليدهم، فكُن النموذج الذي تريده لابنك.. وتذكَّر أن الإكراه والترهيب نتيجته خوف وعناد وغباء مفرط!.
(المبدأ الخامس: القراءة ليست مجرد هواية)
تنشئة قارئ حر وباحث أكثر حرية - يجيد اختيار ما يقرأ، وترتفع عنده كفاءة الناقد المتدبِّر الذي يربط بين قراءاته وكل ما يدور حوله - ليست مهمة سهلة، خصوصاً في عصر (التيك توك والسناب)، لكنها ليست مستحيلة.. حاول.. فالقراءة بالنسبة للمبدع ليست مجرد هواية ماتعة، بل رحلة بحث في عقول البشر وأفكارهم.
قال: وهل تضمن لي إن قمت بعمل هذه الخطوات أن يكون ابني موهوباً؟. قلت: الموهبة منحة إلهية، قد لا تتأتَّى مع كل الخطوات السابقة، وقد تأتي بدونها.. ربما لا يصبح أبناؤك في عداد الموهوبين.. لكنهم بالتأكيد سيكونون متميزين جداً في عالم أصبح يضج بالهشاشة والتفاهة والسطحية.
عندما لاحظت تزايد مساحة التعجُّب في عينيه، أكملت: كل الأطفال يا صديقي موهوبون بالفطرة، ودورنا كآباء هو استكشاف مواهبهم وتنميتها قبل أن تضمر وتضمحل، فأكثر من 90% من الأطفال يُولدون بقدراتٍ إبداعية خارقة، وما إن يصلوا إلى الثامنة حتى تتراجع قدراتهم إلى 2% فقط، بفعل الإهمال والتنشئة الخاطئة والقيود التي تفرضها عليهم الأسرة والمدرسة والمجتمع. قال: وكيف أجعل ابني مبدعاً مثل هؤلاء؟!.. قلت هناك خمسة مبادئ أساسية توصلت لها من خلال قراءاتي في هذا المجال، أظنها ستُجيب على سؤالك بشكلٍ مبسط وموجز.
المبدأ الأول: (أنت أولاً)
الخطوة الأولى في إعداد المبدع هي إعداد الآباء أولاً، من خلال الاطلاع والقراءة الثرية في هذا المجال، وتغيير نمط التربية التقليدية، فالهدف في عصر التنافسية لم يعد مجرد تأديب الأطفال ومراقبتهم، وإنما مساعدتهم على تحقيق التميز والإبداع.
المبدأ الثاني: (حافظ على استقلاليته)
أكثر ما يعاني منه أطفالنا هي التبعية، سواء في الفكر أو الشخصية.. نحن نريدهم نسخة منا، وهذا خطأ فادح.. استكشاف شخصية طفلك مبكراً يرفع من ثقته بنفسه، كما أن تشجيعه ومناداته بألقابٍ محفِّزة وتنمية قدراته اللغوية والخطابية تُعزِّز ثقته أيضاً، إضافة إلى أن تفويضه ببعض الأعمال، وإشراكه في مناقشة القضايا التي تهم الأسرة، واتخاذ القرارات، يرفع من استقلاليته.. هل جرَّبت مثلاً أن تُشرك أطفالك في معالجة قضية مثل: كيف يمكننا الحد من إدمان وسائل التواصل في المنزل؟، بدلا من أن تمنعهم من المشاهدة دون إبداء الأسباب.
(المبدأ الثالث: احترم عقله.. ولا تقتل السؤال في نفسه)
من أهم خطوات تكوين المبدع احترام عقله، وعدم السخرية من أسئلته، فالطفل بطبعه كثير التساؤل، وقتل السؤال في نفسه اغتيال لشجاعته المعرفية.. عوّده على التفكير المُنظَّم خارج قوالب النمطية، وبعيداً عن صناديق المألوف والسائد.
(المبدأ الرابع: القيم.. الشدة المفرطة نتاجها غباء مفرط)
تمرير القيم الإيجابية كـ (الصدق، الأمانة، النزاهة، الشفافية) بطريقة سلسة إلى عقول الصغار، أمر مهم. ولكن انتبه، فالقيم لا تُدرَّس، بل تُكتسب.. وفي الغالب لا ينجح الأطفال في الاستجابة لنصائح الآباء، لكنهم بالقطع ينجحون في تقليدهم، فكُن النموذج الذي تريده لابنك.. وتذكَّر أن الإكراه والترهيب نتيجته خوف وعناد وغباء مفرط!.
(المبدأ الخامس: القراءة ليست مجرد هواية)
تنشئة قارئ حر وباحث أكثر حرية - يجيد اختيار ما يقرأ، وترتفع عنده كفاءة الناقد المتدبِّر الذي يربط بين قراءاته وكل ما يدور حوله - ليست مهمة سهلة، خصوصاً في عصر (التيك توك والسناب)، لكنها ليست مستحيلة.. حاول.. فالقراءة بالنسبة للمبدع ليست مجرد هواية ماتعة، بل رحلة بحث في عقول البشر وأفكارهم.
قال: وهل تضمن لي إن قمت بعمل هذه الخطوات أن يكون ابني موهوباً؟. قلت: الموهبة منحة إلهية، قد لا تتأتَّى مع كل الخطوات السابقة، وقد تأتي بدونها.. ربما لا يصبح أبناؤك في عداد الموهوبين.. لكنهم بالتأكيد سيكونون متميزين جداً في عالم أصبح يضج بالهشاشة والتفاهة والسطحية.