كتاب

توليد الأفكار!!

توليد وإنتاج الأفكار أمرٌ مُطالَب به كل شخص يعمل في أي مجال، وثق تماماً بأنه لا يوجد عمل الآن بدون الحاجة إلى إنتاج الأفكار، وطالما كنتَ قادراً على الإبداع والتميز، كلما كان هناك حاجة إليك وإلى عملك، لذا كان هناك حاجة لتوليد الأفكار بشكلٍ مستمر، لن تستطيع التميز في أي عمل ما لم تكن قادراً على إنتاج أفكار لامعة ولافتة للأنظار، وكلما كنتَ قادراً على إنتاج الأفكار بشكلٍ أسهل وأكثر تميزاً، كلما استطعت بحنكةٍ وذكاء ومهارة أن تتقدَّم في عملك، وتنجز فيه، هناك أشخاص لديهم موهبة فطرية لتوليد الأفكار كما لو كانوا يصنعونها، وهناك أشخاص يجب أن يُؤسِّسوا أنفسهم لزيادة غزارة الأفكار التي تأتيهم من أجل إنتاج الأفكار بشكلٍ متميز ومتواصل.

من أين تأتي الأفكار؟.


لابد أنها من الذهن، هذا ما هو متفق عليه، ولكن كيف تتولد الأفكار في الذهن؟، ما هي المادة الرئيسة للأفكار، لعلنا لا ندري تحديداً ما هي العملية الميكانيكية التي تعمل على إنتاج الأفكار بشكلٍ دقيق، وقد تأتي الأفكار الجديدة المتميزة في أي وقت وفي أي مكان فجأة بدون أي سابق إنذار، ولكن هل من الممكن ألا تكون هذه الفكرة نتيجة لذهن ثري، ولمخيلة متسعة، ولحصيلة معرفية كبيرة، ولعقل يعمل على الدوام؟!.

إن الأفكار لا تأتي اعتباطاً، وإنتاجها لا يتم بمجرد محاولة التفكير واصطياد الأفكار، بل من خلال عقلية نشطة وثراء معرفي ووجداني، واطلاع واسع ومخيلة رحبة، وذهن واعٍ ومتقد.


تأسيس إنتاج الأفكار تُصقلها سنوات من الخبرة والممارسة، والتعلم المستمر والنشط، لذلك نقول قبل التفكير في كيفية إنتاج الأفكار: عليك بتأسيس إنتاج الأفكار، أي تهيئة ذهنك لكي يُولِّد الأفكار، لذا يجب أن تُعد ذهنك جيداً وتُثريه وجدانياً، ويجب أن تمده بالمقويات والمغذيات، وأن تعمل على إثرائه.

هل فكرت لماذا لا يستطيع الطفل الصغير إنتاج الأفكار، إلا النوابغ بالطبع؟!.. لأنه لديه حصيلة معرفية ووجدانية ضئيلة لا تُؤهِّله لإنتاج الأفكار بعد، لذلك عليك بعدم الاهتمام بتخصصك فقط، ليس فقط بالقراءة في مجالٍ واحد، بل تابع الفن التشكيلي، السينما، الموسيقى، التاريخ، الفلسفة، علم النفس، التجارب الحياتية، وحاول أن تراقب خبرات الناس، أنظر للجمال حتى في أقبح المناظر، ربما ضحكة طفلة صغيرة تُلهمك، ربما انحناءة إصبع طفل تُلهمك، وربما يأتيك الإلهام وأنت تشاهد فيلمك المفضل، أو تستمع لمقطوعتك الموسيقية. إثراء معرفي ووجداني في كل المواد التي تُحيط بك، هكذا تستطيع تهيئة ذهنك من أجل إنتاج الأفكار، ومن ثم سهولة توليدها، تُشبعه بالأفكار والمشاعر، وبالتالي يستطيع ذهنك وقتها التعبير عنها في شكل أفكار متماسكة.

الأذهان النشطة والمتقدة واللامعة في حالة غليان مستمر، ولا تأتي الأفكار راكعة عند الأشخاص، بل تأتي في طائفة كبيرة من الأفكار الأخرى عديمة الفائدة، حيث من كل مائة فكرة لا قيمة لها؛ تأتي فكرة واحدة جيدة، قد تُغيِّرك أو تُغيِّر عملك للأفضل.

(الفكرة ليست سوى مزج جديد لعناصر قديمة، إن إيجاد وصفة لطبقٍ جديد ليست سوى دمج مكونات موجودة أصلاً).

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!