كتاب

«العائدون» و«بطلوع الروح».. كشفا حقيقة «داعش» ومن وراءها!

تابعتُ مسلسلي العائدون وبطلوع الروح، وكلاهما طرح ما يقوم به تنظيم داعش من تغرير بالشباب، وإيهامهم بدولة الخلافة، وأنَّ العمليات الانتحارية أعلى مراتب الاستشهاد ليظفروا بحور العين، وأنَّ المسلمين هم الدواعش فقط، أمّا غيرهم فهم كفار مرتدون جزاؤهم القتل، في حين أن القادة في التنظيم يقتل بعضهم بعضا طمعًا في السلطة.. كما كشف المسلسلان أنّ الدواعش مموَّلون من أمريكا، وأنّ أجهزة استخباراتية أجنبية هي التي تُخطط لعملياتهم الإرهابية، والجديد أنّهما دخلا في عمق المجتمع الداعشي، ونقلا لنا أدق تفاصيله، خاصة مسلسل «بطلوع الروح»، حيث كشف مؤلفه محمد هشام عبية، أنّه استوحى قصة روح؛ من تحقيق عن مخيم زوجات الدواعش «الروج»، ولفت انتباهه قصة سيدة أُجبرت على الذهاب للرقة التي اعتبروها عاصمة «دولة الخلافة الإسلامية»، ولكنها ظلّت في المخيم ولم تعد إلى بلدها مصر، لأنّها زوجة داعشي. خلاف روح التي ذهبت إلى لبنان.

وركَّز مسلسل «العائدون» على الجانب الاستخباراتي، بمتابعة المخابرات المصرية؛ للعائدين من الدواعش من الرقة بعد سقوطها إلى بلاد أخرى، وفقًا لما خطّطته المخابرات الأجنبية التي صنعتهم، (الأمريكية والإسرائيلية)، ليكونوا خلايا نائمة يُنفِّذون ما يُوكل إليهم من مهام في بلادهم.


إنّ تنظيم داعش الإرهابي من التنظيمات المنبثقة من تنظيم القاعدة، صنيعة المخابرات الأمريكية، والتي أنشأته لإسقاط الاتحاد السوفيتي، وكانت تطلق عليهم المجاهدين، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي أصبح المجاهدون إرهابيين، وبعد سقوط بغداد إثر الغزو الأنجلوأمريكي أوجدت المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ما سُمِّي بتنظيم (داعش)، وكلا التنظيمين منبثقين من تنظيم الإخوان، صنيعة الماسونية العالمية، فمؤسس تنظيم الإخوان حسن الساعاتي (البنّا)، من اليهود الماسونيين المغاربة.. وأوجد أعداء الإسلام هذه التنظيمات الإرهابية من الإسلام السني لتشويه صورته، مستغلين دعاوى قيام دولة الخلافة، وفتاوى علماء ينتمون إلى مختلف العصور بقتل المرتدين، رغم عدم وجود آية واحدة في القرآن تنص على قتل المرتد، منها قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا)، فلا وجود لدولة الخلافة في تاريخنا الإسلامي، والقول إنّ نظام الحكم في الإسلام، هو نظام الخلافة فقط، قول يُغاير الحقائق الثابتة، فلا يوجد نظام خلافة نسير عليه، فكل خليفة من الخلفاء الراشدين تولى الخلافة بطريقة غير التي تولاها الذي قبله. وعلى المسلمين أن يختاروا من هذه الطرق ما يناسب عصورهم، وبتولي معاوية بن أبي سفيان الحكم، كان بداية نهاية الخلافة، وتحوُّلها إلى حكم وراثي، حيث ظهرت الدولتيْن الأموية والعباسية، ثم دويلات وإمارات مستقلة، حتى أصبح نفوذ الخليفة العباسي لا يتعدى بغداد وضواحيها، فأين هو نظام الخلافة في الإسلام؟. فكل حزب أو تنظيم متبنِّي مشروع إقامة دولة الخلافة؛ يريد أن تكون الخلافة له، ويتصارع جميعهم عليها، وقد حوَّلوا البلدان العربية والإسلامية إلى صراع دموي دائم. وواهمون من يعتبرون الدولة العثمانية دولة خلافة، فهي دولة مُحتلة بسطت نفوذها على العالم الإسلامي بالقتال والسلاح، حتى احتلته على مدى قرون.

الماسونية بالتعاون مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية أوجدت هذه التنظيمات السنية لضرب السنة بعضهم ببعض، وهذا يُفسِّر لنا ظهور تنظيم داعش في العراق أعقاب الغزو الأنجلوأمريكي للعراق، وإسقاط الحكم السني بها، وإتاحة الفرصة للنظام الطائفي في العراق لكي يمارس كل أصناف الاستبداد تجاه السنة، وجعلوا الحكم بالعراق بالمحاصصة الطائفية كلبنان، وحصروا أغلب المناصب الحساسة في الشيعة، ولم يجعلوا للسنة سوى رئاسة البرلمان، وعملوا على تفتيت الوحدة الوطنية بين مكونات شعب عاش طويلاً بسلام؛ قبل أن تطل عليه مجموعات داعش ومنظمات أخرى صُنعت في أقبية المخابرات، ليتدفق عليها بعض الشباب طلباً للشهادة.. فمن الباكستان إلى أفغانستان للعراق لسوريا ولبنان لليمن تدور أكثر المعارك جنونًا وعبثية. كيف أصبح الإسلام متهمًا بفعل هذه المجموعات التي لا يمكن أن تعيش أو تعمل بلا دعم.. كيف صُنع هذا الخليط الغريب الذي يُشارك فيه حتمًا أجهزة استخبارات كبيرة تعي أهدافها؟.. لقد جعلت العقول الصهيونية الأمريكية الأوروبية -التي أوجدت هذه التنظيمات- الإسلام السني والسنة مشروعًا إرهابيًا في عقل العالم، لتسليم سلطة المسلمين للإسلام الشيعي، وهذا يُفسِّر لنا تسليم أمريكا؛ العراق لإيران، وإعطاء الضوء الأخضر لميليشيات إيران المسلحة بالعراق ولبنان واليمن للعبث بأمنهم، وقتال السنة وتقويض نفوذهم، وهو ما يُفسِّر عدم القضاء على القاعدة وداعش في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن، مع تسليم السلطة للإخوان في تونس ومصر وليبيا عقب ما سُمِّيت بثورات الربيع العربي.


ورغم كَشْف المسلسلان لجوانب كثيرة من المخطط الشيطاني الصهيوأمريكي، إلا أننا نجد البعض لا يزال مُضلَّلا، ويعتبر ما تقوم به داعش يُمثِّل الإسلام، لذا تعالت بعض الأصوات لمنع عرض مسلسل «بطلوع الروح» لمجرد إذاعة «برومو» المسلسل.

وأخيرًا، أُطالب بمزيد من هذه المسلسلات لكشف حقيقة داعش للشباب، لكي لا يقعوا فريسة في براثنها.

أخبار ذات صلة

الصحة القابضة.. امتداد لجهود وطموحات
الحل لحصص (الانتظار)..!
الأخوان كبتاجون..!!
تطوى السنون.. ويبقى الإنجاز
;
الناس.. والاغتراب الإنساني
الاستثمار في المدينة المنورة
منتدى المدينة للاستثمار بوابة المستقبل
أثر الأسرة والمدرسة في تربية النشء
;
مجالس استشارية من كبارنا
مراكز الدراسات.. واستشراف المستقبل
كل المملكة تغيرت..!
مشاهد من مترو الرياض
;
مهبط الوحي.. ومفاتشات «ابن يوسف»
التربية.. وعصا موسى...!!
إسرائيل.. ومطامعها التوسعية
مطار العاصمة نافذتنا إلى العالم