كتاب

نشر غسيل المشاهير

كثيراً ما كن يتصلن بي بعض مشهورات السوشيال ميديا، لتبدي الواحدة منهن انفعالها سائلة عن مدى إمكانية مقاضاة متابع قام بالتلفظ عليها من خلال (البث) بالتوك توك أو غيره، وحين أطلب منها ارسال المقطع المتضمن تلك الألفاظ غير اللائقة، اتفاجأ بأن هذه المشهورة تطل على متابعيها بشكل جريء أشبه ما يكون بـ(المهرج) حين يعتلي خشبة السيرك أو المسرح، وقد وضع مستحضرات التجميل على وجهه وارتدى الملابس الغريبة وعرض نفسه أمام الجمهور للاستهزاء والسخرية!

علينا ألا نقدس مشاهير الفلس وألا نجعل سهمهم أخضر وعملتهم مرتفعة حتى وسوقهم طايح، وألا يكون (القانون) الذي ضربوا به عرض الحائط بعز مجدهم، هو نفسه طوق النجاة الذي ينتشلهم من غرقهم ويعيدهم لشاطئ الأضواء والشهرة!


أكثر حاجة تستفزني: أن أرى مقطعاً عليه ملايين المشاهدات لمشهورة لم تبق شيئًا من يومياتها ورحلاتها وعمليات تجميلها (حتى وهي تحت تأثير البنج) إلا عرضتها، وقد صورت وانتجت بنفسها تلك المقاطع المخلة، ثم أسمع كغيري مكالمتها المسربة مع قريب أحد المتابعين الشرفاء الذين أنتقدوها وهي تهدده بأنها وكلت محام يرفع عليه قضية بحجة (ليه يجعلني محتوى)؟!

أكثر حاجة تستفزني: أن أقرأ من بين التعليقات الغيورة تجاه المقاطع المخلة، تعليقات فاضحة مائعة لمغرد يدعي أنه مواطن، في حين أن رأيه المتحرر يوحي بأنه معارض ثمل ممدد على كرسي سباحة تحت مظلة شمسية بشاطئ عراة ولا يرتدي غير بوكسر، ليغرد بكل مكر وخباثة: يحزنني قراءة كل هذا الكم من النقد والدعاء ضد إنسانة لا تعرفها ولا تربطك بها أي علاقة!!


أكثر حاجة تستفزني: أن يصدر -لا قدر الله- قرارًا لصالح مشهورة، مسبباً بأنه مهما كان الفعل الذي ارتكبته لا يعطي الحق لأي متابع بالسخرية منها أو التشهير بها دون سند نظامي، مع وصف النقد الموجه اليها بأنه لم يكن نقداً موضوعياً بل كان هجوماً شخصياً، وهو القرار الذي سيعيد للمشهورة اعتبارها، ويعيد الثقة لنفسها، ويجعلها أكثر غروراً وتفاهةً وتفسخاً وانحلالاً!!

هناك مادة بنظام حماية حقوق المؤلف تستثني من حظر تصوير الناس دون إذن أي شخصية عامة تحظى أخبارها باهتمام العامة، وكم أتمنى إيجاد نص بنظام مكافحة جرائم المعلوماتية يستثني من جريمة الإساءة والتشهير كل نقد يوجهه لمشهور عرض يومياته عبر مقاطع مخلة وجريئة، لأنهم باختصار أشبه بالملابس المنشورة على حبل الغسيل كما أنها معرضة لأشعة الشمس الدافئة فإنها معرضة لموجة الغبار الحادة، لهذا أوصي بسن نظام يفضح ويردع مشاهير الفلس والفاشينيستا ويحد من يومياتهم المبتذلة تحت مسمى؛ (نظام نشر غسيل المشاهير)!

أخبار ذات صلة

حواري مع رئيس هيئة العقار
الحسدُ الإلكترونيُّ..!!
مستشفى خيري للأمراض المستعصية
الحُب والتربية النبوية
;
سلالة الخلايا الجذعية «SKGh»
التسامح جسور للتفاهم والتعايش في عالم متنوع
التقويم الهجري ومطالب التصحيح
كأس نادي الصقور.. ختامها مسك
;
المدينـة النائمـة
كتاب التمكين الصحي.. منهج للوعي
الإسلام.. الدِّيانة الأُولى في 2060م
ما لا يرضاه الغرب للعرب!
;
العمل الخيري الصحي.. في ظل رؤية 2030
القمة العربية الإسلامية.. قوة وحدة القرارات
يا صبر عدنان !!
احذروا البخور!!