كتاب
سقطت العولمة.. نعود للإقليم
تاريخ النشر: 27 يونيو 2022 22:19 KSA
بدايات الحرب العالمية الثالثة، حرب أوكرانيا، أدخلت العالم في فوضى عارمة، فانهار النظام التجاري للطاقة في العالم، بمقاطعة البترول والغاز ومشتقاتهما القادم من روسيا، وتوقفها من أوكرانيا، وتسببت الحرب في مجاعة واسعة في الكثير من دول العالم نتيجة لانقطاع ما كانت روسيا وأوكرانيا تُصدِّره من غذاء للعالم.
وليس من السهل الوصول إلى حلول لذلك. وتقبلت الدول الغربية حقيقة أن أزمة الطاقة سوف تُسبِّب آلاماً للكثير منها، ولدولٍ أخرى لا تدور في فلكها. وأصبحت السياسة الدولية تسعى في البحث عن كيفية تقليص الآلام المتوقعة؛ في نفس الوقت الذي تسعى فيه الدول الغربية إلى تحقيق طموحها في إحلال ما تراه طاقة نظيفة محل الطاقة الحالية، والبحث عن أسلوب تتّبعه للتوازن ما بين الحاجة لمواصلة استخدام الطاقة الحالية بعيوبها، مقابل الحاجة للتوقف عن استخدامها، وإحلال ما يعتبرونه طاقة نظيفة محلها، في معادلة صعبة يعيشها السياسيون في الغرب، الذين فوجئوا بأن الصين والهند، أكبر بلدين في العالم بعدد السكان، اندفعتا نحو استخراج المزيد من الفحم، وفتح مناجم جديدة له.
في ظل هذه الفوضى، يصل رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، إلى جدة، بالمملكة العربية السعودية، منتصف الشهر القادم، ضمن مسعاه للبحث عن حلول للتضخم الاقتصادي الذي تُواجهه الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم، وارتفاع فاتورة الطاقة التي يُسدِّدها المواطن الأمريكي في محطات البنزين، وسيجد الرئيس جو بايدن استعداداً سعودياً للتعاون؛ من أجل رخاء العالم وأمنه، وسيكون عليه الأخذ بالحسبان أن للسعودية التزامات إقليمية ودولية، عليه أخذها بعين الاعتبار، بما في ذلك المخاوف التي تعم الإقليم تجاه النوايا الأمريكية بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران؛ بدون أخذ التزامات من طهران بالتوقف عن التدخل في شؤون جيرانها، ووقف دعمها للمجموعات الإرهابية مثل: حزب الله والحوثي، والبحث في حزمة الأمن الإقليمي الذي ترغب فيه دول الخليج وحلفاؤها العرب، ويتضمن حلاً للقضية الفلسطينية، والحفاظ على الحدود القائمة، ووضع سقف لسباق التسلُّح في المنطقة، بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل، واحتكار السلاح بيد الدولة الوطنية.
وسيجد الرئيس الأمريكي أن الدول العربية التي تقوم بعملية إصلاح عميقة في داخلها، مستعدة للتعاون في مجالات كثيرة فيما بينها، ومع الولايات المتحدة الأمريكية، وأن المملكة العربية السعودية، بقيادة عاهلها الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، قامت بالعديد من المبادرات، ومنها: مبادرة رائدة في مجال المناخ، وأبرزها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الذي يتضمن زراعة عشرة مليارات شجرة في السعودية، وخفض ابتعاث الكربون لأكثر من ستين بالمائة، وسنشاهد سعودية شابة وحيوية أضافت إصلاحات الأمير محمد بن سلمان إليها قدراً كبيراً من الانفتاح والمشاريع الإصلاحية، التي جعلت الأمير الشاب رمزاً محبوباً من غالبية الشعب السعودي.
حرب أوكرانيا تُؤكِّد أن العالم بعدها، أياً كانت نتيجة الحرب، لن يكون كما كان قبلها، ويشعر الكثيرون في المنطقة أن برنامج العولمة الذي كان قائماً لم يعد بالإمكان اعتباره قائماً اليوم، فالتجارة لم تعد منسابة عبر الحدود، ولا الأشخاص بقادرين على الانتقال بسهولة، بالإضافة الى أن القيم باتت محبوسة داخل إطارات من الكراهية والتعصب، مما يدفع للعودة إلى الدولة الوطنية ضمن إطار الإقليم، ويُعزِّز فكرة تعاون إستراتيجي في المنطقة كمشروع للأمن الإقليمي، يُؤمِّن حزمة الأمن الإقليمي التي ذكرتها سابقاً، آخذاً في الاعتبار أهمية العلاقة الأمنية والتجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وليس من السهل الوصول إلى حلول لذلك. وتقبلت الدول الغربية حقيقة أن أزمة الطاقة سوف تُسبِّب آلاماً للكثير منها، ولدولٍ أخرى لا تدور في فلكها. وأصبحت السياسة الدولية تسعى في البحث عن كيفية تقليص الآلام المتوقعة؛ في نفس الوقت الذي تسعى فيه الدول الغربية إلى تحقيق طموحها في إحلال ما تراه طاقة نظيفة محل الطاقة الحالية، والبحث عن أسلوب تتّبعه للتوازن ما بين الحاجة لمواصلة استخدام الطاقة الحالية بعيوبها، مقابل الحاجة للتوقف عن استخدامها، وإحلال ما يعتبرونه طاقة نظيفة محلها، في معادلة صعبة يعيشها السياسيون في الغرب، الذين فوجئوا بأن الصين والهند، أكبر بلدين في العالم بعدد السكان، اندفعتا نحو استخراج المزيد من الفحم، وفتح مناجم جديدة له.
في ظل هذه الفوضى، يصل رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، إلى جدة، بالمملكة العربية السعودية، منتصف الشهر القادم، ضمن مسعاه للبحث عن حلول للتضخم الاقتصادي الذي تُواجهه الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم، وارتفاع فاتورة الطاقة التي يُسدِّدها المواطن الأمريكي في محطات البنزين، وسيجد الرئيس جو بايدن استعداداً سعودياً للتعاون؛ من أجل رخاء العالم وأمنه، وسيكون عليه الأخذ بالحسبان أن للسعودية التزامات إقليمية ودولية، عليه أخذها بعين الاعتبار، بما في ذلك المخاوف التي تعم الإقليم تجاه النوايا الأمريكية بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران؛ بدون أخذ التزامات من طهران بالتوقف عن التدخل في شؤون جيرانها، ووقف دعمها للمجموعات الإرهابية مثل: حزب الله والحوثي، والبحث في حزمة الأمن الإقليمي الذي ترغب فيه دول الخليج وحلفاؤها العرب، ويتضمن حلاً للقضية الفلسطينية، والحفاظ على الحدود القائمة، ووضع سقف لسباق التسلُّح في المنطقة، بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل، واحتكار السلاح بيد الدولة الوطنية.
وسيجد الرئيس الأمريكي أن الدول العربية التي تقوم بعملية إصلاح عميقة في داخلها، مستعدة للتعاون في مجالات كثيرة فيما بينها، ومع الولايات المتحدة الأمريكية، وأن المملكة العربية السعودية، بقيادة عاهلها الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، قامت بالعديد من المبادرات، ومنها: مبادرة رائدة في مجال المناخ، وأبرزها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر الذي يتضمن زراعة عشرة مليارات شجرة في السعودية، وخفض ابتعاث الكربون لأكثر من ستين بالمائة، وسنشاهد سعودية شابة وحيوية أضافت إصلاحات الأمير محمد بن سلمان إليها قدراً كبيراً من الانفتاح والمشاريع الإصلاحية، التي جعلت الأمير الشاب رمزاً محبوباً من غالبية الشعب السعودي.
حرب أوكرانيا تُؤكِّد أن العالم بعدها، أياً كانت نتيجة الحرب، لن يكون كما كان قبلها، ويشعر الكثيرون في المنطقة أن برنامج العولمة الذي كان قائماً لم يعد بالإمكان اعتباره قائماً اليوم، فالتجارة لم تعد منسابة عبر الحدود، ولا الأشخاص بقادرين على الانتقال بسهولة، بالإضافة الى أن القيم باتت محبوسة داخل إطارات من الكراهية والتعصب، مما يدفع للعودة إلى الدولة الوطنية ضمن إطار الإقليم، ويُعزِّز فكرة تعاون إستراتيجي في المنطقة كمشروع للأمن الإقليمي، يُؤمِّن حزمة الأمن الإقليمي التي ذكرتها سابقاً، آخذاً في الاعتبار أهمية العلاقة الأمنية والتجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية.